أثار خبر اكتشاف ثلاث لوحات تشكيلية (بالألوان) للشاعر رامبو، كان قد رسمها في لبنان، اهتماماً واسعاً في الأوساط الثقافية العالمية، إذ اكتشف الكاتب الفرنسي جان لوك باران بالمصادفة تلك اللوحات في إحدى صالات العرض في الجنوب الفرنسي، حينما رأى على لوحة قديمة توقيع: أ· رامبو، ليتأكد فيما بعد أنها عائدة للشاعر الفرنسي المعجزة رامبو، الذي عرف عنه الرسم بالأسود وبالأبيض، إلا أن تلك اللوحات الثلاث لم يشر لها أي مصدر رغم مرور زمن طويل عليها، بالإضافة إلى أن زيارة رامبو إلى لبنان، تعتبر حدثاً جديداً، لم تتم الإشارة إليه إلا في مرجع وحيد، وبإشارة عابرة مقتضبة·

ليفتح الآن من جديد ملف سيرة الشاعر رامبو، ورحلاته الشهيرة، ومغامراته الموثقة في أكثر من موقع شرقي مثل هرر، وعدن، والإسكندرية، وجدة، والسودان، والحبشة، وجيبوتي، وأرتيريا، ومدن أخرى·

ومما يضيف غموضاً على رحلة رامبو للبنان، أن الشاعر قد اعتاد المراسلة إلى عائلته وأصدقائه في فرنسا من كل مدينة يحل فيها، إلا أنه لم يكتب أي رسالة من بيروت، ولم يذكرها في أي من رسائله·

ويرجح بعض المهتمين بسيرة الشاعر رامبو، إلى أن "حدث" هذه الزيارة المجهولة، قد يكون في الفترة المقتطعة من سيرة رحلاته، حيث تورد المصادر التي تناولت حياته أنه قصد القاهرة في 20 أغسطس 1887، وأمضى فيها، بضعة أسابيع، ثم تنتقل السيرة مباشرة إلى وصوله إلى عدن في 8 أكتوبر من العام نفسه، أي لابد وأن تكون زيارته إلى بيروت قد جاءت مباشرة بعد مغادرته القاهرة·

ويؤكد البعض أهمية هذا الاكتشاف الثقافي، عالمياً ولبنانياً، خصوصاً وأنه جاء في أيام يحضر فيها لبنان، لعقد مؤتمر فرنكوفوني سيقام بعد أسابيع·