الحضـــــــور
تغطية سنجار محفوض:
بمشاركة فاعلة ومؤثرة من أرض العراق في فعاليات الأمسية الشعرية الشعبية العراقية التي قام على تنظيمها فريق العلاقات الشعبية في لجنة التآخي الكويتي العراقي في مقر جمعية الخريجين الكويتية أتحف عدد من شعراء العراق الحضور الكويتي والعراقي الحاشد ليلة يوم الثلاثاء الماضي بعدد من القصائد تغنوا فيها بحب الوطن العراق وبحب الكويت، كما استرجعوا من خلالها ذكريات طفولتهم وأحاديث جداتهم وتطلعات أهاليهم ومناضليهم معبرين فيها أيضا عن سعادتهم بخلاصهم وخلاص أفراد شعبهم من نظام حكم صدام البائد، مؤكدين في كل ما تناولوا قوله تمسكهم ببلدهم العراق الحر ووحدة أرضه وما يربطهم من علاقات أخوية وعائلية وصداقات تاريخية مع أهلهم في الكويت·
وفي تقديم متميز لعريفة الحفل إيمان حسين قالت: خير ما نقوله اليوم لوطننا الحبيب عراق الخير ما قاله شاعرنا العملاق الجواهري·
حَييتُ سفحك عن بعدٍ فحييني
يا دجلة الخير يا أم الباستين
فيما ألقى الشاعر الشعبي عبدالرحيم خميس المنصوري عددا من القصائد منها ما جاء في قصيدة له بعنوان ما نريده:
اللي ملطخ دم الشعب بيده “ما نريده”
الكطع آذان الشباب وسيح دم وريده “ما نريده”
اليتم أطفال العراق ويحتفل ميلاده عيده “ما نريده”
وبمشاركة من الفنان المسرحي مناضل الركابي ألقى عدد من القصائد للشاعر كامل الركابي قال في إحداها:
بعد ما طفّت الناس،
الحريق
وبردت أنفاس
مختار المحله
الشاب
بعد ما شرب
أول كأس
تباهى وضاف للتقرير:
طفينه الحريق
بكل مشاعر صادقة
وإحساس
خسارتنا فرد جندي
مصاب أو وضعه
لا بأس
چان يطفي بيت أهله
وغلط
داس الجمر
هم زين الحرك هاذه
أكل رجله الخشب
ما وصل للراس!
وقالت الشاعرة كواكب العميري في قصيدة لها بعنوان بطاقة عيد:
كالوا عيد
وأنا الحزنان رايد عيد
رايد خبز
رايد فرح
لبلادي النساهه العيد
عراق الهوى
عراق الزمن
كلما بالفرح يحلم
حزنه يزيد
وأنا بعاصفة منفى
وكالولي
اجانه العيد
وبالنيابة عن الشاعر عريان السيد خلف ومن ديوانه الكمر والديرة ألقى طارق هاشم قصيدة بعنوان الجثة والدود قال فيها:
·· تنتيك عود·· ينشاف العطش بيه
أو عله·· المامش، أهروشي اتجود
الوذ ابشيمة العاكول·· واصعد·· عله
الآه اصعود
·· ويمراوح يعمر اجفاك·· جرح ايصيح
أو جرح يهود
وبدوره قال شاعر الناصرية عودة التميمي في قصيدة لوعة البرحي:
يمه الغربة خنجر والمنافي أسيوف يليمه ولنه
وآنه برحي
ودللاه طيب الجنوب
وسرح اعثوكه الشمال
وماع بجفوف الحونه
انه بحري وسكراه مده وجزر شط العرب
يفرش مكاتيب العشك يم باب حنه
انه برحي وهيماه ركص المراجب
بنغم ساحر وصوت خشاب ايتغنه
ومن مدينة العمارة أو فيينا العراق حسب ما يحلو للبعض تسميتها قال الشاعر صالح حسون الدراجي في قصيدة بعنوان جنة الوطن:
لو دورّينه الكون·· جنّه أعله جنّه
نلكه وطن هيهات·· يشبه وطنّه
بفراكَه شفنه الموت··
ونركض على أي صوت
بيه ريحة من بغداد··
أو ذكرى أهلنه···
üüü
هذا الوطن يا ناس·· مو بس سمّا ومَيْ
ولا أرض لا كم دار·· لا مزرعة وفَيْ
هذا الوطن بيه روح··
حب وصلاة وجروح
وليا مكان أنروح·· نلكاه كَبلنه
وعقب ذلك اختتمت فعاليات الأمسية بمقامة عراقية ألقاها الشيخ وليد الدليمي وكان بعد ذلك لـ “الطليعة” لقاءات هامشية مع عدد من شعراء العراق المشاركين في فعاليات الأمسية ومع رئيسة فريق العلاقات الشعبية في لجنة التآخي لولو الملا في محاولة لاستطلاع انطباعاتها ومشاعرها عن مجمل ما حفلت به الأمسية وبداية قالت رئيسة فريق العلاقات الشعبية في لجنة التآخي وأمنية وأمينة سر الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا “هذه الأمسية أعادت لنا الأجواء الثقافية العريقة والجميلة التي كانت قائمة ما بين شعبي العراق والكويت أيام زمان والتي افتقدها شعبانا لسنوات طويلة جراء ما أقدم عليه نظام حكم الإجرام صدام حين غزا الكويت عام 1990·
وأضافت أن ما يمكن تلمسه والخروج به من انطباع عن فعاليات هذه الأمسية ومن خلال المشاركات الجميلة والكلمات الشعرية التي خاطبت العقل والوجدان والتي ما هي إلا شيء قليل مما يمكن قوله والتغني به من أرض الرافدين الخصبة هي ثروة ثقافية وفكرية لا يمكن تقديرها بثمن·
وقالت إن شعورنا اليوم يكاد لا يوصف خاصة بعد أن تحقق لنا حلم التواصل مع شعبنا وأهلنا في العراق دون وجود أي حواجز أو منغصات مؤكدة أن هذه الأمسية وما سوف يتلوها من أنشطة وفعاليات وعلاقات ستكون مصدر فخر واعتزاز للشعب الكويتي والعراقي·
ومن جهته قال الشاعر والفنان العراقي فالح حسون الدراجي أن شعب العراق لم يشعر في يوم من الأيام بأن هناك أي نوع من الانفصال مع شقيقه “الشعب الكويتي” مؤكدا بأنه بقدر ما كان نظـام صدام يتعامل بشكل استعلائي وتقطيعي للعلاقات الشعبية الكويتية العراقية كان عراقيو الخارج يعبرون عن رأيهم تجاه شعب الكويت وما جرى للكويت في وقت كان فيه عراقيو الداخل يتألمون بصمت لأنهم لم يكونوا قادرين على الكلام أيام نظام حكم الدكتاتور صدام·
وأضاف الدراجي أن العراقيين أعلنوا عن موقفهم صراحة منذ اللحظة الأولى للتحرير حين تظاهر أكثر من مئة وخمسين ألفا من أفراد هذا الشعب في شوارع أمريكا معبرين في شعاراتهم وهتافاتهم وتصريحاتهم عن شعورهم بالخلاص من نظام حكم صدام وأيضا شعورهم الأخوي والمحب للكويت·
وبدوره أكد الشاعر مناضل الركابي أن لقاءنا اليوم مع شعب الكويت من خلال هذه الأمسية الشعرية هو تأكيد على تواصل وتوحد شعبي الكويت والعراق، مشيرا إلى أن العلاقة الإنسانية والأخوية القائمة بين أهل الكويت والعراق متلاحمة وتاريخية ومن غير الممكن إطلاقا زعزعتها أو تجزئتها أو فصلها وهي بمثابة الجسد الواحد بصرف النظر عن أعمال صدام الإجرامية والشيطانية·
وقال الركابي: إن القائمين على تنظيم هذه الأمسية قد وفقوا فيما اختاروه في الشكل والمضمون وهو حسب قناعاتي نتيجة إدراك ووعي بأن الشعر هو المعبر الجمالي الثقافي والإنساني، كما أن اختيارهم للشعر الشعبي هو محبة الناس لهذا الشعر الذي يعبر عن آلامهم وفرحهم وسعادتهم وانحيازهم للجمال·
وقالت الشاعرة كواكب العميري: أن تعقد هذه الأمسية في مثل هذا الوقت فهذا يعني أن الفرح يغمرنا، كما أن آلامنا تختلط مع الأفراح مؤكدة أن شعبي الكويت والعراق قاسوا الكثير ومثلما هي أصول الشعبين واحدة كذلك آلامهما أيضا واحدة·
وأضافت من الصعب وصف شعوري في هذه العجالة ولكن أقول لك تصور غيابك عن أهلك طوال سنوات كثيرة ثم تجد نفسك فجأة أمامهم “يشوفونك وتشوفهم” بعد أن ولى منبع الشر كيف يكون حالك؟! هذا ما نحن عليه اليوم في الكويت وفي العراق·
وقال الشاعر الشعبي عبدالرحيم خميس المنصوري إن مثل هذه اللقاءات تثير المشاعر بين شعبي بلدينا في العراق والكويت والتي نتمنى لهذه المشاعر أن تنمو وتكبر ويسودها الحب والوئام والأمان، لافتا إلى أن الكويت مع ما كان يعاني منه العراقيون لم تقصّر في واجبها التضامني مع شعب العراق·
وأشار إلى أن ما نلاحظه من فعاليات كويتية - عراقية عقب سقوط نظام حكم صدام البائد دليل على بزوغ فجر جديد وجميل على أهلنا في العراق والكويت·
_____________________________________________________________