حقوق الإنسان
في “عالم الفكر”
صدر حديثا العدد الجديد من مجلة “عالم الفكر” عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهو العدد الرابع “أبريل/يونيو” من المجلد الحادي والثلاثين، ويشمل هذا العدد مجموعة من الدراسات الخاصة في مجال حقوق الإنسان، وتشكل في مجملها محور العدد الرئيسي الذي يحمل عنوان “حقوق الإنسان”، ولقد تم اختيار دراسات هذا العدد بعناية حيث شمل جوانب متعددة بالموضوع·
ويرجع اختيار “حقوق الإنسان” كموضوع أساسي لهذا العدد لأهمية الدور الذي يؤديه هذا المفهوم في حياة الإنسان المعاصر، فمنذ منتصف القرن الماضي بدأت المنظمات والمؤسسات الدولية تركز كل اهتمامها على حماية الإنسان الفرد من العنف والظلم والاضطهاد، وذلك نتيجة ما عاناه الإنسان من مآس في ظل الحروب المتكررة، التي مورس فيها أبشع صور الظلم للإنسان، فجاء هذا المفهوم ليطالب بتوفير أساسيات الحياة للإنسان في السكن والعيش والحرية، وذلك في إطار قانوني يحقق له الأمن والأمان، ونتيجة للجهود المبذولة في هذا المجال أصبح مفهوم حقوق الإنسان - في الوقت الراهن - يشكل جزءا أساسيا من نسيج الحياة المدنية وشرطا ضروريا للعلاقات بين الدول·
ويضم محور “حقوق الإنسان” سبع دراسات بالإضافة إلى عرض كتاب، في الدراسة الأولى “حقوق الإنسان بين النظرية والواقع” يركز الدكتور على بن حسين المحجوبي على تاريخ حقوق الإنسان وكذلك العلاقة بين الشمال والجنوب حول هذا المفهوم· أما الدراسة الثانية في هذا العدد “حقوق الإنسان في العالم العربي”، فيثير الدكتور كمال عبداللطيف إشكاليات نظرية وأسئلة سياسية تاريخية كثيرة في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي·
وتحاول الدراسة الثالثة في هذا المحور “الحق كإقصاء للعنف” للدكتور عبدالرحمن التليلي تحديد العلاقة بين العنف بالقانون والحق في الحضارة والمعاصرة، ثم تعرض لنا الدراسة الرابعة في هذا العدد “كانط والسلام العالمي” للدكتورة عطيات أبو السعود واحدة من أهم كتب الفيلسوف كانط وهو “السلام العالمي”، لتكشف لنا عن أهم أبعاد هذا الكتاب الذي لم يلق اهتماما كبيرا في وطننا العربي، أما الدراسة الخامسة في هذا العدد “الثورة في علم الهندسة الوراثية وحقوق الإنسان” للدكتور عبدالرزاق الدواي فهي تناقش واحدة من أهم المشاكل التي تواجه مفهوم حقوق الإنسان والمتعلقة بالاستنساخ البشري، وتأتي الدراسة السادسة بهذا المحور “تكامل حقوق الإنسان في القانون الدولي والإقليمي المعاصر”، حيث يحاول الدكتور محمد خليل الموسى التأكيد على أن مبدأ التكامل في حقوق الإنسان غير قابل للتجزئة، وذلك لأن مصدره الإنسان، أما الدراسة السابعة في هذا المحور “القانون الدولي لحقوق الإنسان” فيعرض فيه الدكتور محمد علوان طبيعة وتاريخ القانون الدولي لحقوق الإنسان، ونختتم هذا المحور بعرض كتاب “الحماية الجنائية لحقوق الإنسان” للدكتور خيري الكباش، والذي يقوم بتحليله الدكتور محمد الفيلي ويعرض فيه لطبيعة حماية الإنسان جنائيا·
وفي باب “آفاق نقدية” نقدم دراستين: الأولى بعنوان “الثابت والمتحول في البنية النحوية للجملة العربية “للدكتور حسين الملخ، والثانية بعنوان “الحضيض وأبطال جوركي الجـدد” للدكتور عطية العقاد·
--------------------------
سلسلة المعرفة: “الكون في
قشرة جوز” شكل جديد للكون
تأليف: ستيفن هوكنج
ترجمة: د· مصطفى إبراهيم فهمي
صدر عدد شهر مارس 2003 من سلسلة عالم المعرفة، وهو بعنوان “الكون في قشرة جوز” لمؤلفه العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنج، وقد قام بترجمته الى العربية الدكتور مصطفى إبراهيم فهمي·
يقع الكتاب في سبعة فصول يلخص من خلالها المؤلف بإحكام لمفاهيم أهم علماء الفيزياء حول الكون، كيف بدأ، وكيف وصل الى ما هو عليه، ستيفن هوكنج يأخذ بيد القارئ في هذه الرحلة المثيرة عبر الزمان والمكان وأبعاد أخرى جديدة، يجيب عن الكثير من أسئلتنا حول طبيعة الكون ويشغلنا بأسئلة أكبر·
في فصله الأول “تاريخ موجز للنسبية” يأخذنا الكتاب في رحلة مع ألبرت أينشتين، ونظريتيه الأهم: النسبة العامة، ونظرية الكم، ويطلعنا على بعض العقبات التي واجهت هذا العالم الكبير، وكيف غيرت النظرية الأولى مجرى النقاش حول أصل الكون ومصيره، الفصل الثاني “شكل الزمان” هو امتداد للفصل الأول، وهو يتناول مفهوم الزمان كما يراه مؤلف الكتاب، إضافة الى ما طرحه الفيزيائيون حول هذا المفهوم وعلاقته مع نظرية الكم، كما يقدم لعدد من النظريات والمفاهيم الفيزيائية الحديثة مثل السمترية الفائقة والجاذبية الفائقة ونظرية الأوتار والبرانات، ويعرفنا كذلك على فكرة الزمان·
أما الفصل الثالث، والذي يحمل عنوان “الكتاب “الكون في قشرة جوز” فإنه يدور بشكل رئيسي حول نظرية ريتشارد فينمان حول التاريخ المتعدد، كما يعرض الفصل لنظرية الانفجار الكبير وللمبدأ الإنساني ولنظرية - م·
“التنبؤ بالمستقبل” هو عنوان الفصل الرابع الذي يبدأ بالحديث عن مدى إمكانية قراءة أو التنبؤ بالمستقبل وينقلنا الى فكرة الحتمية العلمية ونظرية الثقوب السوداء واكتشاف الكوازارات محاولا الإجابة عن تساؤل ما إذا كان العالم قابلا للتنبؤ أم لا؟
الفصل الخامس “حماية الماضي” يتناول موضوعا مثيرا، وهو فكرة السفر عبر الزمان، إلا أن ستيفن هوكنج قد يخيب أمل البعض بانتهائه الى أن هذه الفكرة ربما تكون غير قابلة للتحقق كما يتصورها القارئ·
والفصل السادس “مستقبلنا؟” أهو في ستار تريك أم لا؟” يتساءل عن مستقبل التقدم العلمي والتكنولوجي·· وهل هناك حد لهذا التطور، ويعرض هذا الفصل كذلك للتطور البيولوجي وإمكانية تشكيل بشر “محسنين” وما إذا كان التزايد في التعقيد البيولوجي والإلكتروني سيتواصل الى الأبد·
الفصل السابع والأخير “عالم البران الجديد” يبحث عن نظرية موحدة تحكم فهمنا للكون عن طريق التوفيق بين عدد من النظريات الفيزيائية، ويعرض ضمن هذا الفصل مرة أخرى لنظرية - م لفرض اللاحدية الذي ذكر في الفصل الثالث ولفكرة الهولوجرافيا في نموذج عالم البران·
الكتاب بما يحويه من نظريات فيزيائية شديدة التخصص، قد يبدو للوهلة الأولى صعبا ومستعصيا على فهم القارئ العادي، إلا أن مؤلفه ينجح الى حد كبير في توصيل أكثر النظريات والمفاهيم الفيزيائية تعقيدا الى كل مهتم بمعرفة المزيد عن عالمنا، وذلك بأسلوب لا يخلو من طرافة ومتعة·
_____________________________________________________________