تكريم القطامي
· الخرافي: فكر القطامي يعبر بصدق عن انتماء الكويت للعروبة
كتب سنجار محفوض:
بحضور رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وعدد من الوزراء والنواب ورموز العمل السياسي الوطني الكويتي وأكاديميين ومهتمين بالشأن العام، أقام قسم اللغة العربية في جامعة الكويت ضمن احتفاليته السنوية بيوم الأديب الكويتي حفلا تكريميا كبيرا ومميزا للأديب الكويتي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان جاسم القطامي· طالع ص “3” وأكد المتحدثون بأن احتفالية تكريم القطامي اليوم هي تكريم لكل أحرار الكويت وأشاروا الى أن القطامي ليس رمزا من رموز الكويت فحسب بل رمز من رموز الوطن العربي ومن المناضلين الذين حملوا رسالة نشر الوعي الثقافي والفكر القومي وممن شغلوا بهموم وقضايا الإنسان وبترسيخ مبادئ حرية الرأي والرأي الآخر·
وفي كلمة لرئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أكد فيها بأن فكر جاسم القطامي يعبر بصدق عن انتماء الكويت للعروبة كما يدعو بإخلاص لترسيخ هذا الفكر ووحدته العروبية·
وأشار الى أن الكويت كانت ولا تزال رغم كل الجراح مخلصة لعروبتها وتعتز بانتمائها وترعى علاقاتها مع أشقائها العرب كما كانت ولا تزال تعمل على دعم مسيرة التنمية العربية وتعزيز التضامن العربي في كل منعطف على اعتبار أن شعب الكويت جزء من أمته العربية والوطن العربي مؤكدا أن فكر القطامي في قلب كل هذا كان المعبّر دوما عن هذا الانتماء، ووصف الخرافي القطامي بأنه كان المدافع الصلب عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في وطنه وفي العالم، وقال: لقد عمل جاهدا مع رجال مخلصين من أجل أن يصبح لحقوق الإنسان كيانا مؤسسيا في مجتمعنا المدني·
وفي كلمة له عبر جاسم القطامي عن تقديره للقائمين على تنظيم هذه الاحتفالية وقال في نص كلمته:
إنه لشرف عظيم لي أن أقف بينكم في قسم اللغة العربية في جامعة الكويت إحدى قلاع التنوير في منطقة الخليج العربي·
إن تقدير قسم اللغة العربية للاحتفاء بشخصي المتواضع جميل يطوق عنقي خصوصا وأن المجالات السياسية والإنسانية والقومية التي بذلت فيها جل عمري كانت بعيدة عن هذا الصرح الشامخ وهو جامعة الكويت·
شرف كبير لي أن يضمني القسم الموقر إلى قائمة أدباء الكويت أصحاب الأيادي البيضاء والصفحات المشرقة في مسيرة الأدب العربي·
الإخوة والأخوات:
إنه من الصعب على رجل مثلي خاض أتون العمل السياسي داخل تيارات متلاطمة في التصدي للعمل في قضايا كبرى في الداخل والخارج أن يتحدث أمام هذه الكوكبة من الأساتذة والعلماء الأفاضل وهذه البراعم الواعدة من الشباب الكويتي المتطلع إلى مستقبل أفضل·
الحقيقة أنني أشعر في قرارة نفسي أنني لم أؤد إلا جزءا يسيرا من الواجب الملقى على عاتقي تجاه بلدي الكويت التي أحب وأمتي العربية التي سوف أظل وفيا لها حتى آخر العمر·
أيها الجمع الكريم،،،
سوف أتوقف عند بعض النقاط السريعة حتى لا أثقل عليكم:
1 - علاقتي بالتيار القومي بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر هي علاقة الكويت بأمتها العربية وللكويت تاريخ طويل مع أمتها العربية حتى قبل أن تتأسس الدولة الحديثة بزمن طويل ولا يمكن أن ننسى الشعار الخالد “الكويت بلدُ العرب”·
2 - منذ بدايات العمل السياسي داخل مجلس الأمة وخارجه كان هدفي أنا وزملائي نشر العدالة الاجتماعية والمساواة وتحقيق الديمقراطية، ويشرفني أن أكون مع زميلي النائب الفاضل/راشد عبدالله الفرحان أول من قدم مشروع قانون لإعطاء المرأة حقوقها السياسية عام 1975·
3 - لقد شاركت مع كوكبة متميزة من الإخوة العرب في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في قبرص عام 1982 وشرفني زملائي في جميع الفروع العربية اختياري بالإجماع رئيسا لمجلس أمنائها في الدورتين الأخيرتين ولا أزال·
4 - عندما درست في القاهرة وفي المدرسة الإبراهيمية في المرحلة الثانوية كنت صوت الكويت البلد الصغير القابع في شمال الخليج العربي إلى القاهرة عاصمة العروبة ومنذ البداية كان ارتباطي العربي والعروبي، فقد قمت بتمثيل منطقة القاهرة في بطولة الوزارة لألعاب القوى وحققت الفوز في الرياضة كطالب عربي ليس مصريا أو كويتيا·
5 - في الجانب الأدبي كنت مدركا تماما لعلاقة الكويت بالبحر وهذه الأجيالُ العظيمة من الرواد الأوائل الذين تركوا اليابس لملاطمة الأمواج بحثا عن الرزق وتركوا للكويت ميراثا هائلا من الثقافة حيث ربطوا الكويت بإفريقيا والهند·
ورغم البدايات الأدبية المتوضعة إلا أن المعترك السياسي والعمل العام والعمل في المنظمات القومية وحقوق الإنسان اختطفني من ساحة الأدب التي مازلت أشعر بالحنين إليها·
وفي الختام، كل الشكر والتقدير والمودة والاعتزاز لكل من منحني شرف الوقوف بينكم في مكانة أدباء الكويت، ولكل من ذكرني بالزمن الماضي الجميل·
وبدوره أكد وزير الكهرباء والماء طلال العيار نيابة عن راعي الحفل وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور مساعد الهارون بأن حياة جاسم القطامي كانت زاخرة بالجد والبذل والعطاء والتضحية منذ نشأته وفي كل المواقع التي شغلها، وقال إن للقطامي دورا رياديا في العمل الوطني والقومي العربي إضافة الى الدور المتميز والمشهود له به في مجال الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان·
فيما قال رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور بسام قطوسة: إن تكريم السيد القطامي يؤكد صدق توجه الجامعة نحو تكريم أبناء الوطن الذين يسعون إلى السير قدما نحو مجتمعاتهم والإسهام في تنويرها وبناء هويتها الحضارية والإنسانية جنبا الى جنب مع ثقافة أمتهم العربية والإسلامية العريقة لافتا الى أن احتفالية الجامعة بتكريم القطامي هي أيضا دليل على أن أعلام الكويت من مفكرين ومثقفين وفي مقدمتهم المحتفى به هم بحق أبناء أمتهم وامتداد لنبت حضاري ذي جذور عربية راسخة في بلد تجري فيه عروق الضاد انتماء ولسانا وأرضا وإنسانا·
وخلافا لمجمل ما قيل في الاحتفالية بحق المحتفى به “القطامي” من قبل الكثير من الشخصيات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني استذكر عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور علي الطراح الموقف البطولي الشجاع للقطامي حين قدم استقالته يوم كان يشغل منصب رئيس للشرطة الكويتية رافضا طلب قمع المتظاهرين في الكويت عندما خرجوا تأييدا للقائد جمال عبدالناصر عندما أمم قناة السويس ومن ثم مواجهة العدوان الثلاثي في إشارة من د· الطراح الى أن القطامي في استقالته هذه قدم لنا صورة جميلة علينا أن نحتفظ بها ونتذكر أن حب الوطن ليس بكلمات بسيطة نرددها كما يحدث اليوم وإنما سلوك وخطوات كبيرة قدمها لنا جاسم القطامي في كفاحه ونضاله لأجل الكويت لأجل الوطن الغالي·
---------------------------------
لمزيد من التفاصيل اضغط على هذا الرابط
_____________________________________________________________