ولد البروفيسور “ماجد حردان اغبارية” في 16 فبراير 1958 في قرية معاوية بمدينة أم فحم “فلسطين 48” لوالدين فقيرين، فقد والدته عام 1967، وعلى الرغم من أنه لم يكن الأكبر فإنه تحمل المسؤولية كاملة، حيث خرج للعمل ولم يتجاوز عمره 14 عاما، ليساهم في الإنفاق على أشقائه الخمسة وشقيقاته السبع·
عمل في البناء كأي فتى فلسطيني فقير، بل إنه اضطر تحت وطأة الحاجة وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية أن يتوقف عن الدراسة لعام كي يعمل، بدأ عام 1978 مشواره الأكاديمي في الجامعة العبرية في القدس ليحصل على البكالوريوس بامتياز في تخصص الإحصاء والاقتصاد” وبعدها بعام عين معيدا في الجامعة ثم أكمل دراسة الماجستير في الجامعة نفسها بتخصص “إدارة الأعمال·
لم يكن قد أكمل الرابعة والعشرين إلا وتلقى منحة من جامعة تل أبيب لدراسة الدكتوراه في تخصص الأنظمة المعلوماتية وخلال سنتين فقط حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة ليحاضر بعدها في جامعة هاواي بالولايات المتحدة أستاذا زائرا، ثم محاضرا في جامعة دركسل في ولاية فيلاديلفيا لمدة أربع سنوات وفي تلك الأثناء حصل على لقب بروفيسور، بدأ نجمه يسطع تدريجيا بعد أن حصل على شهادة الدكتوراه في فترة وجيزة فتعاقد مع شركة أبحاث أمريكية وتنقل بين الجامعات الأمريكية مكرسا حياته للعلم والبحث العلمي، وترأس ماجد 17 مؤتمرا دوليا حول الأنظمة المعلوماتية، ومنذ عام 1991 حصل على عدد من المراكز الأولى في الحقل البحثي تم رصدها في دراسات عالمية·
ومنذ عام 1996 تنقل بين جامعتي تل أبيب الإسرائيلية وكلير مونت الأمريكية، وانضم عام 1998 للهيئة الأكاديمية لجامعة تل أبيب وهو العربي الوحيد الذي حصل على هذه الصفة·
ويحدث عنه صديقه الحميم المحامي حسين أبو الحسين قائلا: “كان إنسانا مثالا في البساطة، ومثالا للجندي المجهول في مفهوم الإنجازات العلمية الكثيرة، ولا أذكر أنه قال يوما عملت كذا وأنجزت كذا، ومن الطريف عنه أنه لم يكن يعرف نفسه بأنه “دكتور” أو بروفسور بعكس الكثير من الذين يرون بذلك مفخرة·
أما الخصلة الأخرى المميزة التي يتحدث عنها أبو حسين هي الإرادة الفولاذية لماجد التي ساعدته في مقاومته للمرض يقول: “لم يتذمر من المرض أبدا ولم يكن حين نقابله يتكلم عن أنه سيجري عملية او زيارة لمستشفى، أو سيقوم بتحليل ما، وكنا ندري بذلك دائما من خلال أقاربه”·
ومنذ عام 1996 عانى البروفسور ماجد من وجود أورام سرطانية في عموده الفقري أجرى فيها لحين وفاته سبع عمليات جراحية لم تعقه أبدا عن إكمال مشواره الأكاديمي، توفي بتاريخ 3/8/2002· لديه كم هائل من الإشادات، فيكفي أنه في أكثر من أربع دراسات قامت بها أربع دوريات بحثية متخصصة احتل المركز الأول كأكثر الباحثين في مجال الأنظمة المعلوماتية نشرا للأبحاث في الفترة من 1981 الى 1991 ثم أعيد تصنيفه أيضا ليكون الباحث الأكثر إنتاجا في مجاله للفترة من 1991الى 1997، وصلت عدد أبحاثه المنشورة الى 23 بحثا بمقدار تقييمي 10.58 في حين وصل عدد أبحاث من تلاه مباشرة 13 بحثا منشورا بمقدار تقييمي 6.5·
______________________________________________________________