حذر التجمع الوطني الديمقراطي من مغبة الانجرار وراء أساليب التهويل والتهديد وتسديد سهام التشكيك التي تقوم بها مجموعة من نواب مجلس الأمة، معتبرا أن هذا النهج شرر سيحرق كل ما ناضل من أجله أهل الكويت·
جاء ذلك في بيان أصدره التجمع يوم الأربعاء الماضي بعد أحداث جلسة يوم الثلاثاء الذي سبقه·
حولت مجموعة من الأعضاء قبة مجلس الأمة في الآونة الأخيرة الى حلبة للمشادات الكلامية والمهاترات، الأمر الذي ينذر بأن يفقده كثيرا من الوقار والثقة في الأوساط الشعبية، ويسيء لسمعة نظامنا الديمقراطي في المنطقة والعالم· ومن المؤسف أن تأتي هذه الممارسات غير المسؤولة والبلاد تحتفل بالذكرى الأربعين على إعلان الدستور، وبينما تتواصل جهود أبناء البلاد لتعزيز البناء الديمقراطي وتكسية الوعي الشعبي في مضامين الدستور ومفردات الحياة الديمقراطية· وإذ بهذه المجموعة من النواب تسدي باسم الديمقراطية خدمة جاهزة للتيار المعادي لها، وعبر أسلوب دخيل على أهل الكويت في النقاش والتهويل والتهديد وتسديد سهام التشكيك للأصدقاء والخصوم وللمخلصين من أبناء الكويت، داخل المجلس وخارجه·
هذا النهج المؤسف في العمل النيابي يجب ألا نتساهل معه على الاطلاق، وتحت أي ذريعة كانت، فهو الشرر الذي سيحرق كل ما ناضل أهل الكويت من أجله ومنذ القدم· فما ننعم به اليوم من نظام سياسي متين ودستور وحياة نيابية وحريات عامة هو ملك الكويتيين جميعا· ولا يجوز أن نتساهل لأي فئة كانت، وبأي نوايا، أن تعصف بمنجزاتنا كيفما شاءت أو أن تشوه معاني الديمقراطية وتختطف المجلس وتعطل أعماله·
والتجمع الوطني الديمقراطي إذ يستنكر هذه الممارسات الخطأ ليدعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم· فمن واجب الناخبين وكل أبناء الكويت المخلصين التصدي لكل من يعبث في نظامنا الديمقراطي ويسيء للمثل والقيم الديمقراطية التي سطرها الآباء في دستور 1962 وجسدها الرعيل الأول من البرلمانيين الكويتين بنبل وخلق وعطاء، خالص لوجه الله والكويت، ومن واجب الجميع كذلك استخدام كل أدوات التعبير والتأثير المشروعة لبيان امتعاضهم ورفضهم للأساليب غير الديمقراطية في الحوار داخل أروقة المجلس·
كما يدعو التجمع السيد رئيس مجلس الأمة ومكتب المجلس وبقية الأعضاء المحترمين للنهوض بمسؤولياتهم التاريخية والدستورية لحماية هذه المؤسسة وسمعتها ومكانتها من كل أعمال منافية لأدب الحوار والأصول النيابية، والى حشد الجهود المخلصة للعمل المنتج لصالح الكويت ومستقبلها، ورفاهية أهلها واستقرارها السياسي والأمني·
حفظ الله الكويت من كل مكروه، وسدد خطى المخلصين لنهضتها واستقرارها·