كتب سالم العبيدان:
بعد أسبوعين من الكتابة حول مخالفات وزارة الأوقاف التي رصدها ديوان المحاسبة ونشرتها "الطليعة" وصلنا رد من الوزارة ننشره ونشكر الوزارة عليه ولكننا نرغب بالتعليق على ماجاء به من ردود على ما نشرناه من حقائق مثبته· وسنقوم بنشر الأجزاء التي وردت في نص تقرير الديوان مع تظليل بعض الأسماء وأسماء الشركات لأن المهم المخالفات ومن قام بها وليس من استفاد من مخالفات هذه الوزارة·
الرد يركز على أن ماصرف كان بموجب كتب وسندات ونحن لم نكتب خلاف ذلك لكننا كتبنا عن اختيار شركات مختلفة الأسماء لكنها في الحقيقة تعود للمالك نفسه، وهذه شبهة تنفيع كان المفترض أن يتطرق لها رد الوزارة، كما يقول الرد أن الوزارة حصلت على موافقتي مجلس الوزراء ووزارة المالية على تنظيم المؤتمرات الخارجية وتخصيص اعتمادات لها، وهنا تريد الوزارة أن تلقي اللوم على جهات حكومية أخرى رغم معرفتنا ومعرفة مسؤولي الوزارة أن مجلس الوزراء لا يمكن له أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من عمل الوزارات ويكتفي عادة برأي الوزير المختص، كما لاتعترض وزارة المالية طالما كان طلب تخصيص الميزانية حاصلا على موافقة مجلس الوزراء، وبالتالي فإن حصول الأوقاف على موافقات جهات حكومية أخرى لا يعفيها من مسؤولية التدقيق في تلك العقود والتحقق من عدم انطوائها على شبهات وأن المسؤول الأول والأخير أمام مجلس الأمة هو الوزير المختص وليس مجلس الوزراء أو وزارة المالية·
كما لم تعلق الوزارة على ما نشرناه في أعداد لاحقة حول الدور الذي تقوم به لجنة الوسطية وحول الفائدة التي جنتها أو جناها المجتمع الكويتي من مؤتمرات لندن وواشنطن، ولم تعلق الوزارة في ردها على أسباب صرف مكافآت مالية لمسؤولي لجنة الوسطية على قيامهم بإلقاء محاضرات تقع في صلب مهام عملهم الذي يقبضون عليه رواتب خيالية، فكيف تبرر الوزارة صرف راتب 5 آلاف دينار شهرياً لرئيس لجنة الوسطية وتصرف له مكافأة عضوية اللجنة 750 دينارا وتصرف فوق ذلك مبلغ خمسين دينارا عن كل ساعة يلقي فيها محاضرات عن الوسطية لأئمة المساجد، فإذا كانت المحاضرات عن الوسطية وللأئمة أعمالا إضافية فما عمل السيد الرئيس وغيره من المسؤولين؟! وما لم نعلمه أيضاً ما إذا كان الرئيس يقبض مقابل تكليفه بخطبة الجمعة في أحد المساجد باعتبار الخطبة خارجة عن مهام الوسطية·
لقد كتبنا وسنكتب عن هذا الهدر الكبير في الأموال وراء مشاريع جوفاء لا تجلب سوى الشهرة الإعلامية لأصحابها ولا يمكن حصر الفوائد المحتملة من وراء الإنفاق عليها لأن أهدافها عائمة وبرامجها ملتبسة والإنفاق عليها بلا حدود· وهنا نتمنى من وزارة الأوقاف أن تتكرم علينا وتنشر بعض النتائج المحتملة لحملتها وبشكل خاص لما أنفقته على مؤتمري لندن وواشنطن وليتها أيدت ذلك ولو بحادثة واحدة حيث "اهتدى" أحد المتطرفين في العواصم العالمية التي قصدوها في مشروعهم أو حتى أي من المتطرفين والمغالين الذي فرخهم شيوخ الوسطية قبل اكتشافهم لها·
التفاصيل