رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 25 يوليو 2007
العدد 1784

جدل سعودي عنيف حول "المارينز الإعلامي" ··!
أكاديمي سعودي يقــف ضد قناة العربية

صحيفة المصريون:

في تطور خطير للانقسام الثقافي الذي تعيشه النخبة الثقافية السعودية، اتهم أكاديمي سعودي بارز كاتبا ليبراليا سعوديا بممالأة المشروع الأمريكي في السعودية والمنطقة العربية على حساب مصالح العرب والمسلمين، وأنه حول "قناة العربية" التي يديرها إلى "بنادق مستأجرة" لحساب السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، جاء ذلك في دراسة مثيرة نشرها الباحث السعودي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض تحت عنوان "عبد الرحمن الراشد والخطاب المتصهين" وصدرت ضمن مواد العدد الجديد من مجلة "المنار الجديد" الفصلية، وفي الدراسة رصد الكاتب عشرات النماذج من المقالات التي نشرها الراشد في عموده بصحيفة "الشرق الأوسط" وعشرات البرامج والتعبيرات والمصطلحات التي يتم بثها عبر قناة "العربية" معتبرا أنها تشكل خطا واضحا يمثل دعاية سوداء لأي موقف عربي وإسلامي في أي مكان وأي ظرف، بالمقابل دفاع مستميت عن الرؤية الأمريكية والإسرائيلية، والاعتداءات الأمريكية المتواصلة في المنطقة العربية والإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي والعدوان الأمريكي على العراق، وذهب الباحث السعودي إلى حد التأكيد على أن ولاء "قناة العربية" للمصالح الأمريكية أكثر صرامة ووضوحا من القنوات الأمريكية الأخرى الصريحة مثل قناة "الحرة"·

يقول الباحث في معرض تقديمه لرؤيته: "المشكلة لم تكن قط مع شخص عبدالرحمن الراشد، ولكنها مع طرحه الديماغوجي والمتشنج الذي يحفل به عموده اليومي في صحيفة "الشرق الأوسط"· لا أذكر أن موقفا عدائيا اتخذته الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه بلد عربي أو إسلامي إلا ووجد تبريرا وتفهما من قبل الكاتب الذي أزعم أنه شديد الوضوح، فهو يعلن مواقفه بلا مواربة ولا استحياء"، وضرب نماذج عديدة مثل دفاعه عن جدار الفصل العنصري الإسرائيلي واعتباره إجراء مفهوما وعاديا، وترحيبه بموت عرفات "أو مقتله" معتبرا أنه يمهد للسلام، وهجومه على الانتفاضة الفلسطينية ووصفه لها بأنها "حجارة ومقالع من صبية الشوارع"!!، ودفاعه عن سياسة الحصار الإسرائيلية وحرب التجويع للشعب الفلسطيني معتبرا أن المسؤولية تتحملها المقاومة الفلسطينية وليست إسرائيل، كما هاجم أبو مازن عندما ناشد الإسرائيليين عدم قطع الكهرباء والمياه عن غزة بعد الأحداث الأخيرة معتبرا أن ذلك يشجع حماس، وهجومه المرير على الشيخ يوسف القرضاوي معتبرا أنه "يمثل أقصى التطرف" بتحريضه الشباب على المقاومة في فلسطين والعراق، وقارن بين امتناع الراشد عن رثاء أي زعيم فلسطيني اغتاله الصهاينة من عرفات إلى أحمد ياسين إلى الرنتيسي في حين توقف طويلا عند المواطن الأمريكي "بيرج" الذي قتل في العراق على يد بعض الفصائل ليذرف عليه الدموع متسائلا: كيف نقابل قلب أم هذا الفتى الأمريكي!!، وفيما يتعلق بالموقف في العراق يقول الباحث: "ولا يقف الراشد في تأييده للأجندة الأمريكية على حدود فلسطين، فأينما كانت لأمريكا مصلحة، أو دخلت طرفا في نقاش نجده يجرد قلمه مستبقا حتى الموقف الأمريكي منافحا عنه ومسوقا له· كان الراشد من أوائل الكتاب الذين برروا الاجتياح الأمريكي للعراق قبل حدوثه، ومن الذين دافعوا عنه بعد حدوثه، ووقف مع المشروع الأمريكي في ذلك البلد، واصفا احتلال الأمريكيين له "بالتحرير"· لا يسعني أن أثبت هنا كل ذلك لضيق المجال، لكن الرجل على سبيل المثال، امتدح تأسيس مجلس الحكم العراقي زاعما أن "الأمريكيين أدخلوا فيه تقريبا كل القوى الأساسية التي تمثل العراقيين، وبين هؤلاء خصوم ألداء للولايات المتحدة" "4 نوفمبر 2003". وأسبغ الراشد مرارا صفات الديمقراطية والإصلاح والإعمار على المشروع الأمريكي في العراق قائلا على سبيل المثال إن "توجه الأمريكيين نحو إعمار العراق، دون الاكتفاء بمحاولة إصلاحه سياسيا، هي خطوة سليمة لصالح العراقيين وعرب المنطقة···" "26 أكتوبر 2003". يؤكد الراشد أن عراق ما بعد صدام يتمتع بديمقراطية منقطعة النظير، إذ انتقل بالاحتلال من" عهد صدام المحارب للدين ثلاثين سنة إلى انفتاح كامل يسمح للجميع بظهور حقيقي في الحياة العامة، بما في ذلك المراجع الدينية"· كما يثني على الحكومة التي تشكلت في ظل الاحتلال قائلا إنها "ابتعدت عن الانتماء لأي فريق ديني"، الباحث السعودي الدكتور أحمد بن راشد اعتبر في دراسته أن قناة "العربية" أكثر ولاء للمصالح الأمريكية والإسرائيلية من قناة "الحرة" الأمريكية ذاتها، وأكثر تطرفا وعدوانية تجاه المصالح العربية من القناة نفسها، وبشكل عام وصف الراشد أعمال المقاومة وأعمال العنف التي يقوم بها طرف إسلامي دائما بالأعمال الإرهابية وأيد في مقال شهير اتهام الرئيس بوش للمسلمين "بأنهم فاشيون"، في حين أنه لم يطلق وصف الإرهاب على أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي ضد المدنيين المسلمين أو العرب مهما كانت بشاعته بل وصف عمليات الأمريكيين البشعة في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها بأنها "مكافحة الإرهاب"، وفي سياق رصده للسياسة التحريرية لقناة العربية يقول: "غير أن أبرز ما يؤكد وقوف القناة ضد مصالح الشعوب العربية وقيمها وثقافتها هو تماهيها مع الخطاب الصهيوني، فلم تسقط وصف "الشهداء" عن الضحايا الفلسطينيين فحسب، بل أسقطت صفة "الاحتلال" عن الجيش الإسرائيلي، وهي التي يعرف بها دوليا، وسمته "الجيش الإسرائيلي" أو "القوات الإسرائيلية" أو "قوات الأمن"، ويمكن ملاحظة هذا في نشرات الأخبار أو الشريط الإخباري··· مما يوحي بأن المعركة ليست بين جيش محتل وشعب واقع تحت الاحتلال، بل شأن أمني محلي تعالجه إسرائيل داخل حدود أراض تملكها وتخضع قانونيا لسيادتها· بل خطت القناة خطوة أبعد من ذلك، إذ أشارت إلى إسرائيل باسم "القدس الغربية"، موضحة بذلك أن القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما لم تعترف به حتى الولايات المتحدة الأمريكية"، وفيما يتعلق بموقف القناة من القضايا الدينية الإسلامية يضيف الباحث "أما ما يتعلق بتناول الإسلام وقضاياه، فقناة العربية توحي من خلال الأخبار والتحليلات أن "كل شيء" في الإسلام، بما في ذلك ثوابته ومقدساته ونصوصه القطعية قابل للمناقشة والرفض والاحتجاج· عندما يهاجم الإسلام مثلا أو تشن حملة على أحد شعائره أو رموزه تبادر "العربية" قناة وموقعا إلى تهوين الأمر، وتستخدم عبارة غريبة هي "مثير للجدل" لوصف تداعيات الموقف أو الحدث أو التصريح الذي ينال من الإسلام· مثلا، وصف موقع العربية تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر عن الإسلام بأنها "مثيرة للجدل"، ولم يصفها بصفتها الموضوعية وهي "الإهانات" أو "الإساءات" "24  سبتمبر 2006". كما وصف الموقع هجوم وزير الثقافة المصري فاروق حسني على الحجاب وزعمه أنه "عودة إلى الوراء"، بالتصريح "المثير للجدل" "21 نوفمبر 2006". وعندما طالب الأزهر بمصادرة مسرحية نوال السعداوي "سقوط الإله في اجتماع القمة" في شهر "مارس" 2007 مؤكدا في حيثيات قراره أن السعداوي "أهانت الذات الإلهية، وسبت الأنبياء وتهكمت عليهم مع تصوير الشخصيات في مسرحيتها بصورة أقل ما توصف به هو أنه كفر صريح"، قال موقع "العربية" إن القرار "أحدث جدلا واسعا بين علماء الدين والمثقفين"، ولم تنس القناة أن تضيف أن الكاتبة تعرضت للتهديد بالقتل من "متطرفين" "29 مارس 2007". ومن المعلوم أن وصف التهجم على شيء مقدس بأنه "مثير للجدل" ينزع عنه صفة القداسة، ويجعله مجرد رأي· هذا النهج يجعل كل ثوابت الإسلام وقطعياته آراء قابلة للأخذ والرد تحت ذريعة "موضوعية" مغتصبة ومكذوبة·

(2007/7/20)

طباعة  

مصر في حالة غليان شعبي
عصيان مدني أم انفجار مقبل؟

 
في ضوء زيارة سلفا كير للصين:
هل تدير الحركةالشعبية ظهرها لأمريكا؟