هي أفضل وأحلى الدعايات التي شاهدتها وتعتمد على نشر الوعي والثقافة الغذائية عبر مجموعة من الفنانين والشخصيات المشهورة· بدأت تلك الحملة في عام 1993 واستمرت لتذكر الناس بأهمية فوائد الحليب من خلال سؤالهم "هل شربت الحليب"· اعتمدت الشركات الأربع القائمة على الحملة بتأنيب ضمير المشاهد للدعاية وجعله يتوجهه لأقرب منتج لبني ليستمد منه حصته اليومية من الفيتامينات والمعادن المتوفرة بالحليب ومشتقاته·

إن أفضل ما في الصور التي عرضتها الحملة هي أنها جعلت كل شخص يحمل بيده كأسا من الحليب وطبعت على أعلى شفتيه علامة بيضاء بصورة مضحكة وتكاد تكون طبيعية في أغلب الحالات· أثرت الحملة على الكثير حول العالم ببساطة تطبيقها·

من يهتم بشرب الحليب؟ ومن الذي يهتم بمن لا يشرب الحليب؟ انتهت هذه الاهتمامات بدخول كل منا المرحلة المتوسطة على ما أعتقد ولن نرى إعلانا كويتيا يحث على شرب الحليب حتى يتكسح الناس بالشوارع ويصرح أو تصرح الوزير في ذاك العهد بفتح مستشفى جديد للعظام!

هكذا أصبح العرف الكويتي، نصرخ في وجه كل من يقول لنا أننا نحمل عيوبا ونرد على طريقة البائعات في سوق الحريم "الزين عندنا والشين حوالينا" و"اسمالله علينا ما فينا إلا العافية"!

ليس العيب في الخطأ ولكن في انكار أننا على خطأ··· كثيرة هي القضايا البيسطة التي نتعداها وتصبح بيوم وليلة ظاهرة وأزمة صحية أو بيئية!

جنان بهزاد

jenan@taleea.com