كتب برجس النومان:
نقلت جميع الصحف اليومية في 19 يونيو 2005 صورة وكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك وهو يستخدم جهاز البصمة كما نقلت عنه اعتبار هذا النظام الجديد خطوة تهدف لتشجيع الموظفين لضبط عملية الحضور الى الدوام والانصراف منه·
جاء ذلك بعد ما تأخر المشروع كثيراً وكتبنا عنه مرات عده وخاصة عندما قامت الشركة المكلفة بتنفيذ المشروع بتركيب صناديق حديدية صغيرة على حوائط مداخل الوزارة و تبدو فيها أسلاك كهرباء مكشوفة لا أكثر·
إلا أن هذا المشروع الذي كلف ميزانية وزارة الإعلام أكثر من 280 ألف دينار واستمر منذ سبتمبر 2003 حتى نشر تلك الصورة، تم الاستغناء عنه بالكامل وذهبت الأموال الى غير رجعة·
الأسئلة التي يفترض على مسؤولي الوزارة الإجابة عليها هي: من المسؤول عن تبذير كل هذه الأموال؟ ومن الذي قرر استخدام النظام؟ وهل أجريت دراسات تبين الجدوى من تطبيقه قبل توريط الوزارة بدفع هذا المبلغ الرهيب؟ ثم هل تمت مساءلة المسؤول عن هذا التبذير؟
جدير بالذكر أن وكيل الوزارة كان قد اقترح النظام على وزير الإعلام السابق محمد أبو الحسن وبين له جدوى مشروع البصمة لضبط دوام الموظفين· وهو ما تحمس له الوزير وأمر بالإسراع بتنفيذه بعد أن تم اعتماد المبلغ اللازم له!! وكان "المالك" قد صرح لجريدة الوطن بتاريخ 7 سبتمبر 2003 بأن نظام البصمة سيتم تطبيقه خلال المرحلة المقبلة، ثم في 20 مايو 2005 نشرت "القبس" خبراً مفاده أن وزارة الإعلام "بدأت الخطوات التنفيذية لتطبيق نظام البصمة، وعقدت اللجنة المكلفة بتطبيق النظام اجتماعا مع الشركة التي رست عليها المناقصة والتي أكد ممثلها (أي ممثل الشركة) أن العمل بهذا النظام سيكون جاهزا في شهر يوليو المقبل"·
وكانت "الطليعة" قد نشرت في 22 فبراير 2006 موضوعاً بينت فيه عدم استكمال تنفيذ المشروع·
ومنا الى وزير الإعلام السيد عبدالله المحيلبي عسى أن يجد الإجابة عن سبب ضياع تلك الأموال والسؤال عن ضياعها ومدى انطباق الأمر نفسه على مشاريع كثيرة أخرى·