رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 يوليو 2007
العدد 1783

ألقى محاضرة ضمن فعاليات "صيفي ثقافي 2"
سلطان الدويش: آثار الصبية معرضة للتدمير والهدم المتعمد

كتب المحرر الثقافي:

ضمن فعاليات "صيف ثقافي 2"، ألقى الباحث سلطان مطلق الدويش محاضرة عن الاثار التاريخية في منطقة الصبية والأخطار التي تحيط بها، مشيرا الى ان تلك الآثار تعرضت للكثير من التعديات، مثل التدمير، الإزالة، النقل والتخريب المتعمد، لافتا الى أن تلك الاثار بعدما اصابها من تعديات لن تعود الى مثل ما كانت لذا لا نستطيع ان نطلق عليها حتى كلمة "آثار" لأن معالمها قد تغيرت إلى درجة كبيرة·

ويضيف قائلا: "ومن هذا المنطق وجب علي التنويه الى قضية هامة، ان الاضرار التي وقعت انما كانت بفعل اقامة المنشآت الصغيرة او المتوسطة، والمخيمات والطرق السريعة·

إذا كان هذا حجم التدمير الذي وقع تلك الآثار إثر تلك التعديات، فما بالك حينما تنفذ تلك المشاريع الكبيرة من قبل "مدينة الصبية"، أو جسر الصبية أو ميادين الرماية "فهل ستندرس تلك الآثر ولا يعود لها أي أثر؟"·

هذا ما أردت أن أصل إليه من خلال هذه المحاضرة وأقول بإيجاز أننا نتيجة لاقامة تلك المشاريع سوف نفقد مواقع اثرية تعود الى عصور ما قبل التاريخ والعصر الإسلامي، سوف نفقدها وإلى الأبد·

 

منطقة الصبية

 

وقدم المحاضر نبذة مختصرة عن منطقة الصبية واهتمام الباحثين بها حيث قال: "تقع منطقة الصبية في الجهة الشمالية الشرقية من دولة الكويت وتبعد عن مدينة الكويت مسافة 100 كيلومتر مدخل الى فترة العبيد 5500-4500 قبل الميلاد·

لقد أطلق علماء الآثار على الفترة الممتدة من الألف السادسة قبل الميلاد الى الألف الرابعة قبل الميلاد اسم حضارة العبيد نسبة الى تل صغير يعرف بتل العبيد يقع غرب مدينة أور العراقية، وتعتبر حضارة العبيد أقدم استقرار انساني في منطقة جنوب بلاد الرافدين، ولا شك ان هذه الفترة تضاهي بداية الاستيطان البشري في منطقة الصبية، حيث عثر على دلائل وجود مظاهر للحياة التي عاشها الإنسان على أرض الكويت منذ 7300 سنة· ومنذ عام 1998م، اتجهت أنظار باحثي الآثار في الكويت الى منطقة تعد جديرة بالاهتمام الواسع من حيث التنقيب الأثري، وهي "منطقة الصبية"، حيث كشفت عمليات التنقيب والبحث الاثري التي قامت بها البعثة الكويتية - البريطانية المشتركة عن الكثير من الدلائل التي تشير الى وجود موقع استقر به الإنسان منذ منتصف الألف السادس قبل الميلاد وهو موقع تجاري كانت له صلة مع المراكز الحضارية في منطقة الخليج العربي انذاك·

ومما لا شك فيه ان وجود مقومات الاستيطان البشري في تلك المنطقة، وموقعها الاستراتيجية المهم على رأس الخليج العربي، وتوافر مصادر المياه الصالحة للشرب والأرض الخصبة للرعي، وتمركز الأسماك والطرائد البرية، اضافة الى وجود الحجارة بانواعها، والتي ساهمت بمساعدة الانسان في تلك الفترة على بناء سكنه وصناعة ادواته المختلفة قد مكنت الانسان في تلك الحقبة من الزمن على البقاء والتكيف مع البيئة واستغلال مواردها الطبيعية، واقتحام مجالات جديدة لم يكن قادرا على استغلالها من قبل، مما مكنه من توفير جميع متطلباته الحيوية والأساسية من مأكل وملبس ومسكن وحاجات مادية أخرى، إضافة الى متطلباته الفكرية الأخرى التي ساهمت في عملية الإبداع في تلك الحقبة من الزمن·

 

العصور الحجرية

 

وقدم المحاضر كذلك نبذة مختصرة عن العصور الحجرية حيث قال: "تم تحديد الفترات الزمنية للعصور الحجرية في الكويت من خلال المسح والتنقيب الأثريين، ولابد ان نشير في البداية الى انه لم يعثر حتى الان على أثر لسكن الانسان في العصر الحجري القديم في غرب الخليج العربي، وقد فسر بعض العلماء ذلك بان الخليج العربي كان قبل 14000 سنة مضت عبارة عن حوض كبير جاف، يخترقه نهر عظيم وتحيط به سبخات، ويعتقد ان انسان العصر الحجري القديم كان يعيش على جانبي النهر، وقد ارتفع منسوب مياه البحر، وغطى حوض الخليج، واستقرت مياه الخليج عند منسوبها الحالي قبل 4000 سنة·

أما العصور الحجرية التي كشف عنها فهي على الشكل التالي:

العصر الحجري الوسيط 13000-8000 قبل الميلاد:

تتميز حضارة هذا العصر بالأدوات المصنوعة من الكسر الحجرية الصغيرة الحجم والمتوسطة وقد استخدمت في صيد الطيور والحيوانات الصغيرة·

وفي هذا العصر تجولت جماعات من الصيادين مخلفة وراءها ما استخدمت من أدوات حجرية قرب برك القطران بحوض برقان، وأغلب هذه المواد مصنعة من كتل صوانية شبه شفافة قد اشتملت على رؤوس سهام وسكاكين ومكاشط وأزاميل·

العصر الحجري الحديث 8000-5500 قبل الميلاد:

لقد تزايدت الأدلة الأثرية في هذا العصر حيث يعتبر موقع تلال القرين في جنوب الكويت من اهم المواقع التي تعود الى هذا العصر، بالاضافة الى موقع تل الصليبيخات الذي اعتبر مكانا لتصنيع الأدوات، وقد عثر في كلا الموقعين على العديد من ادوات الصوان المتطايرة جراء التصنيع، وهناك موقع آخر من المحتمل أنه يعود لهذه الفترة وهو موقع صخرة أمديرة وهو عبارة عن نقوش حيوانات كالزرافة والنعامة والجيرانوك·

طباعة  

في أمسية شعرية احتوتها جمعية الخريجين
مهدي سلمان والستراوي قصائد مليئة بالحزن والشجن

 
اشراقة
 
مهرجان مراكش للفنون الشعبية
المغربية يسدل الستار على دورته الـ 42

 
وجهة نظر
 
عهد الياسمين