رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 يوليو 2007
العدد 1783

في أمسية شعرية احتوتها جمعية الخريجين
مهدي سلمان والستراوي قصائد مليئة بالحزن والشجن

كتب آدم يوسف:

أحيا الشاعران البحرينيان مهدي سلمان وأحمد الستراوي أمسية شعرية في جمعية الخريجين مساء السبت الماضي·

وقد رافق إلقاء القصائد عزف موسيقي بآلة العود، اضفى نكهة على المكان، وساعد في تخفيف حدة الشعر وسطوة القصيدة على الوجدان·

أدارت الأمسية وقدمت لها الزميلة الكاتبة أفراح الهندال، التي قالت: "ما بين الذاكرة وتأريخ يرتسم في تموجات الرمال ومواويل الخليج وأبجدية منقوشة··· تتجلى وشيجة التراب (دلمون)·

وتحت فيئها يتوارى سر زهرة جلجامش، بياض الخلود ومعنى البقاء، به تتحقق نبوءة آنكي، وفيه برهان الخلود، إنه الشعر!

ولقاؤنا اليوم، يفتتح القصيدة·

حيث يبرز مشهد شعري متألق، وتبرز فيه نتاجات طليعية متفردة على مستوى عال من النضج والإدراك والعطاء الإبداعي·

ومنها شاعران يطلان علينا بأفق تجربتهما، التي وجدت لها في عالم القرية الكونية مدائن ذات مستوى حداثي واع، واطلت منها على أرضية لائقة تماما بها، فهما يشتركان بميزات استيعاب المرحلة والتمكن اللغوي وتوقد الشعرية وبهاء الحضور"·

الشاعر مهدي سلمان افتتح الأمسية بقصيدة "ارتباك" التي يقول فيها:

هذا المساء

أقل إرباكا لقلبي

كل شيء منه في الجهة الصحيحة

صمته في ذيل طاووس

وأعمدة الإنارة سلطت نحو السديم

ووجه ظلمته على وطن

شوارعه إلى الأحشاء تفضي

وليس المساء الحزين، وحده مثير شجن الشاعر وانما هناك قلبه المتعب، والقصيدة التي تبحث لها عن مأوى ولا تجد، انه الشعر، انيس الوحشة، او إن شئت قل الحبيبة حين تسرق من عمرنا الوقت، كل الوقت، حتى نكبر دقيقتين·

وحدك ازددت اقترابا من يدي

وأنا كبرت دقيقتين

وذلك الكرسي أتقن لبس جوربه

وتينتنا استوت أنثى

تعلمت الحياء

تعلمت ثقب القلوب

ويقول:

يا أنثى

مساء الحب

غرفتنا التي تندس فينا

كأسنا المكسور

برد أصابع القدمين

جرح غائر

بين المكان وفتنة الذكرى

وفي قصيدة "أمرن بالمكر" لا يخرج الشاعر كثيرا عن اسلوبه ونهجه في اللجوء الى نفسه، ومناجاة القلب كلما اشتطت به دروب الحياة يقول:

أقول لقلبي

ارتجل بعض نبضك

لا تلتزم بالذي كتبوه لك

اخرج قليلا عن النص

كن كاذبا أرعنا يتحدى طبيعته

وتوقف متى شاء قلبك ان تتوقف

لا ما تشاء الرواية

الشاعر أحمد الستراوي يبدو ممتلئا بالحزن هو الآخر متأهبا للرحيل، يناجي القصيدة، ويسأل عن خديجة، خديجة التي تركض، تركض، مثل غزال·

إن القاموس الشعري لقصيدة "خديجة" لايكاد يخرج عن مفردات المرارة، والحزن، والألم:

بدني زخرفته المسافة

والأرض تغزلني

كمناحة سيف

يعتقه خجل في النهود

بلا سبب للكتابة يخلقني الله

محبرتي

ويدي

ومناديل هذا الوداع الأخير

انتهى لونها

"فالمناحة والسيف والموت، واليأس" هي بعض من مفردات هذه القصيدة، التي تربط الشعر ببعض جوانب اليأس يقول:

وبلا سبب للورود

اغتلست عن الشعر

عن نصف ناقلة للذهاب النبي

وعن رغبة الموت

عن رغبة في الحياة

عن امرأة رفعت نهدها

فاتر اللون

يقطر منه الندى

عن هلاك

وعن أضرحة

وأما قصيدة "اشتهاءات صيفية" فهي كذلك تؤكد ماذهبنا إليه من أن مفردات الحزن والشجن هي التي تغلف قصائد الشاعر الستراوي يقول:

أخبئ

في بعض جرح القصائد نايا

فيشتعل البحر بالإشتهاءات

مرتعش حين أدخل

يوقفني بعض أشيائها

جنة العشب

بعض الموانئ

مفتاحها الغجري

جنون دفاترها

فالبحر المليء بالاشتهاءات هو بعض من حزن الشاعر، وكذلك القصائد الغائرة في الجرح، وقد يكون الأمر أكثر إيلاما حين تتحول العناقيد الى أضرحة للموتى يقول:

هم فقهوا زحمة الجرح

لكن ظهر الربيع تجاوزني

هم فقهوا

تم أشرعة نبهوها عن الماء أو نهبوها

فكانت قصائدهم

تتلبس اضرحة الحي

مثل نبي توضأ بالخمر

أشهد أن العناقيد

لما أنتهى صمتها

خرجت قاب مقصلة

والمنازل ترشح منها الفواكه معروقة

طباعة  

ألقى محاضرة ضمن فعاليات "صيفي ثقافي 2"
سلطان الدويش: آثار الصبية معرضة للتدمير والهدم المتعمد

 
اشراقة
 
مهرجان مراكش للفنون الشعبية
المغربية يسدل الستار على دورته الـ 42

 
وجهة نظر
 
عهد الياسمين