رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 يوليو 2007
العدد 1782

في رثاء عبدالعالي ناصر

                                                               

 

يا لها من صدمة عنيفة تلقاها ذووك ورفاقك ومحبيك عندما فاجأنا خبر وفاتك لأهون الأسباب وأنت الذي عرفت بالحذر الشديد والتفكير المتأني، لكنه الأجل المحتوم الذي لا نملك إلا أن تسلم به، إنما الإنسان يجزع لفقدان عزيز·

عزاؤنا لأنك عندما سبقتنا مغادرا دنيانا لم تترك إلا الذكر الطيب يحفظه لك أعزاؤك لا بل كل من عرفك واحتك بك·

لقد كنت يا أخي العزيز عبدالعالي ناصر العبدالعالي كتلة من النقاء والوفاء والطيبة وسماحة الخلق، لا أتصور أن أحد امتعض أو تذمر أو اشتكى من تصرف أتيته·

كنت مثالا للإخلاص والتفاني في أداء واجبك في الخدمة العامة عندما التقحت في الوظيفة في هيئة الشعيبة الصناعية وساهمت في تأسيسها مكرسا كل طاقتك وزهرة شبابك في الخدمة العامة إلى أن تركتها وكنت نائبا لمديرها·

أذكر أنك كنت تتعامل مع الهيئة كما لو كانت بيتك أو مؤسستك الخاصة· كنت من جيل يعتبر العمل كما لو كان عبادة·

وقبل ذلك وفي أثنائه كنت المنافضل الوطني العروبي منذ انخراطك في حركة القوميين العرب مؤمنا بقضايا الأمة العربية ومناضلا من أجل نهضتها وتحرر وطنها، ذكرنا الدكتور أحمد الخطيب في مذكراته كيف استجبت لتكليف الذهاب إلى بغداد لمساندة إخوانك في حركة القوميين العرب إبان الصدام مع حكم حزب البعث، وكيف تحملت التعذيب بعد القبض عليك·

وأذكر لقاءاتنا فترة الغزو الصدامي للكويت والسعي لتجمع النشطاء الوطنيين في مواجهة الاحتلال تلك اللقاءات التي ضمنت فيما ضمت المغفور له الشهيد فيصل الصانع، وأذكر انضمامك بعد ذلك لمشروع إنشاء الجمعية الكويتية للدفاع عن حقوق الإنسان وعملك الدؤوب في نشاطها وإسهامك في قيادتها برئاسة رمز الوطنية جاسم القطامي·

لقد كنت دوما سواء في عملك الرسمي أو نشاطك الشعبي مثالا للإخلاص والتفاني بتواضع جم، هادئا صامتا صامدا لم أسمع ولم يسمع أحد منك كلمة الأنا، سجاياك النبل وانكار الذات، أذكر فرحك عندما أسربت لي بخطبة ابنتك ويا ليتك عشت لتفرح بزفافها·

سنفتقدك وأكثر من سيفتقدك شريكة حياتك أم أولادك أم ناصر وأبنائك·

عزاؤنا لهم ولأشقائك ورفاقك وأحبائك وهم كثر·

رحمك الله يا أبا ناصر وتغمدك بواسع جناته·

·         عبدالله النيباري

طباعة  

"الإصلاحات الرياضية" في "المنبر" اليوم
 
"الهلال"... مساعدات جديدة الى لبنان
 
من ذاكرة "الطليعة"
 
نخاسة السراديب!