رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 يوليو 2007
العدد 1781

"شينغن" بطلعة الروح... والابتسامة ممنوعة!!

 

 

معظم سفارات الدول الأوروبية التي تمثل قبلة سياحية للكويتيين تشهد هذه الأيام ازدحاما غير طبيعي للحصول على فيزا دخول لأعضاء دول الـ "شينغن"، وهي دول الاتحاد الأوروبي، ولا يستثنى من ذلك السفارات الأخرى بالطبع·

الطوابير منذ الصباح الباكر وقبل ساعتين من فتح أبواب قسم التأشيرات في السفارات المعنية والهدف الحصول على مكان متقدم في طوابير طويلة، لا يقبل إلا نصفها في النهاية لعدم قدرة السفارات على استيعاب العدد المطلوب يوميا·

والمحرج في الأمر أن هذه التجمعات غالبا ما تكون في (سكة) أو (فريج) في إحدى الضواحي، ونتخيل بعد ذلك الازعاج الذي يسببه هذا الوضع لقاطني المنازل المجاورة للسفارة المعنية·

أما عن المستندات التي تطلبها سفارات الدول الأوروبية فهي تعجيزية وكثيرة، وفي الأغلب لا تنجح أول زيارة للسفارة في الحصول على الفيزا··· وكثيرا ما يواجه طالب التأشير بكلمة: "أوراقك ناقصة"!

أن تملأ طلب التأشيرة فهذا معقول، وأن تأتي بصور شخصية وجواز سفر فهذا متعارف عليه ايضا·· لكن ماذا بعد ذلك؟

المطلوب أيضا إحضار تأمين صحي للعائلة او للفرد لا تقل قيمته عن 25 دينارا من أحد البنوك او شركات التأمين، وتقرير نصف سنوي لكشف حساب طالب التأشيرة من البنك وتعبئة طلبين للتأشيرة احدهما يتم المراجعة به لاستلام الجواز، وصور عن التذكره التي تثبت أن طالب التأشيره سيسافر فعلا·

أما الصور الفوتوغرافية فيمنع منعا باتا إظهار ولو (ربع سن) من تحت شفاه طالب التأشيرة فيجب عدم الابتسام، وأن تكون خلفية الصورة بيضاء، وقد يتم رفض المعاملة لمثل هذا السبب وبكل سهولة··· ليبدأ مشوار ثان من العذاب في فجر اليوم التالي ويعاد المسلسل من جديد·

الرسوم، وما أدراك ما الرسوم؟! فتلك قصة أخرى·

فالزيادات التي تتم من بعض السفارات تأتي فجائية، إذ إن السفارات الأوروبية زادت رسومها من 13 دينارا إلى 23 دينارا للجواز فجأة مما يشكل عبئا كبيرا لصاحب العائلة··· وتتراوح أسعار الفيزا للسفارة البريطانية لمدة 6 أشهر 38 دينارا للفرد، و23 دينارا لتأشيرة النمسا، و21 دينارا لتأشيرة اسبانيا، ومن التغييرات الجديدة أيضا فرض رسوم على الاطفال المرافقين لجواز طالب التأشيرة وبنفس سعر البالغ، رغم أن هذا الوضع في السابق لم يكن كذلك·

قضية استلام التأشيرة تشكل في بعض السفارات مأساة، فسفارة إحدى الدول تعطي وصلا لصاحب الجواز موضحا فيه أن ساعة الاستلام في الثانية ظهرا، إلا أن الحقيقة في ذلك أن الدخول إلى المبنى يتم في الساعة 2.30، مما يعني قضاء نصف ساعة في الشمس اللاهبة·

وبعد دخول الأفراد إلى المبنى عبر مرورهم بنقطتي تفتيش يجري من خلال تحسس كامل الجسم وسحب الهواتف النقالة حتى يكون صاحب المصلحة وكأنه في جزيرة معزولة، وبعد هذا يتم الانتظار في صالة داخلية لمدة نصف ساعة أخرى ليتم توزيع الجوازات التي يسبقها إعلان بالميكرفون: "SORRY··· نعتذر عن تأخيركم"!!

إصدار تأشيرات دول الـ (شينغن) مأساة تحتاج إلى حل!

طباعة  

من ذاكرة "الطليعة"