رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 يوليو 2007
العدد 1781

النقد النسوي واتجاهات ما بعد الحداثة في كتاب جديد
مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن

كتب المحرر الثقافي:

يقدم الباحث د· حفناوي بعلي في كتابه الصادر حديثا ودراسة شاملة عن نظرية النقد الثقافي المقارن، متخذا من الأنساق الثقافية والاجتماعية مدخلا لدراسة البنية الفكرية والعلمية عند الشعوب، ومؤكدا في الوقت ذاته ان النقد الثقافي نشاط علمي وفكري متعدد المشارب وليس مجالا معرفيا قائما بذاته وان الناقد الثقافي او نقاد الثقافة، يطبقون المفاهيم والنظريات المتنوعة في تراكيب وتباديل على الفنون الراقية والثقافة الشعبية، والحياة اليومية وعلى حشد من الموضوعات المرتبطة، وان النقد الثقافي مهمة متداخلة، مترابطة متجاوزة، متعددة· كما ان نقاد الثقافة يأتون من مجلات مختلفة، ويستخدمون افكارا ومفاهيم متنوعة، وبمقدور النقد الثقافي ان يشمل نظرية الادب والجمال والنقد، فضلا عن التفكير الفلسفي، وتحليل الوسائط والنقد الثقافي الشعبي، وبمقدوره ايضاان يفسر نظريات ومجالات علم العلامات، ونظرية التحليل النفسي، والنظرية الماركسية، والنظرية الاجتماعية والانثروبولوجية·

وفيما يتعلق بالمجالات الفكرية التي يناقشها النقد الثقافي يقول الباحث: اهتمت الدراسات الثقافية/ النقد الثقافي، بجملة من العناوين والقضايا البارزة، من مثل: ثقافة العلوم، وتشمل التكنولوجيا والمجتمع، الرواية التكنولوجية والخيال العلمي، وثقافة الصورة والميديا، وصناعة الثقافة، والثقافة الجماهيرية، والانتروبولوجية النقدية الرمزية المقارنة، والتاريخانية الجديدة، ودراسات سياسة العلوم، الدراسات الاجتماعية، الاستشراق، خطاب ما بعد الاستعما، نظرية التعددية الثقافية، والدراسات النسوية والجنسوية، والنقد الايكولوجي/ ثقافة البيئة، وثقافة العولمة·

ويضيف: تقدم الدراسات الثقافية ما يشبه خارطة لجغرافية النقد الثقافي، تبين الاماكن واسماء الاعلام الرواد للخطاب الثقافي· حيث ظهر في فرنسا: رولان بارت، كلود ليفي ستراوس، ميشيل فوكو، وفي المانيا: يورجين هابرماس، ثيودور ادورنو، والتر بنجامين، وفي الولايات المتحدة: ادوارد سعيد، فيكتور تيرنير، وفي انجلترا: ليفس، رايموند وليامز، ستيوارت هول··· الخ·

 

الإعلام

 

وتحدث المؤلف عن علاقة الخطاب الإعلامي بالنقد الثقافي ودراساته المتعددة حيث يقول: أخذت تعني الدراسات الثقافية النقد الثقافي بالميديا، وعلوم الاتصال والخطاب الاشهاري، وهكذا عرفت تحولا واضحا، لان الجمهور المتلقي اصبح اكثر استعداد، نتيجة تغيرات عامة: اجتماعية وثقافية، وكذا اقتصادية وتجارية، مرتبطة مباشرة بثقافته الواسعة· طرح النقد الثقافي تصوره حول العلاقة بين الثقافة، وتكنولوجيا الاتصال والاعلام، وتقنيات الاشهار المتطورة، ان اهمية الميديا الجديدة، خاصة التلفزيون طرحت العديد من الاشكاليات، محاولة بشجاعة وثبات للدخول الى الاشكال الجديدة من الخطابات، والانتاج الثقافي·

هذا وللدراسات الثقافية والنقد الثقافي فضل في توجيه الاهتمام لما هو جماهيري، وامتاعي ومنفعي، وجرى الوقوف على ثقافة الاشهار والإعلان، ووسائله وتفاعلاته، في عمليات الاستقبال والانتشار والشهرة، والاقبال علي المنتوج الإعلامي والثقافي والصناعي والتجاري· اضحى الخطاب الاشهاري في عصر الصورة والمعلومات، يمثل ظاهرة ثقافية اعلامية، تتفاعل فيه الانساق الثقافية، وتتداخل فيه الخطابات السوسيو ثقافية، ومختلف سلط المعرفة الرمزية·

 

ثقافة الصورة

 

ومما ناقشة الباحث علاقة الصورة بالرؤية المشهدية والفكر الثقافي مشيرا الى أن ربط الصورة بالوعي والثقافة، من مجالات الدراسات المجهولة، التي لم تستكشف بعد فما أكثر العلوم وما أشد تنوع المناهج التي درست بها الصورة الأدبية، من حيث هي بنية لغوية ذات غايات جمالية، ولكن ما أندر الإسهامات التي وضعت الصورة الأدبية في منظور الثقافة والوعي والاتصال· ويسعى الخطاب الثقافي المعاصر إلى تعظيم شأن الصورة· وهناك ميل عام إلى أن الصورة بوصفها خطابا واتصالا فنيا خاصا، إذ لم تعبر عن ثقافة ما بطريقتها الخاصة، فسوف تصبح مادة جامدة· نعم للصورة سلطة في التواصل الجمالي والتداول جميعا، للصورة التأثير الجمالي التبليغي مع "الصور الفنية" ذات الدلالات المتعددة، وللصورة سلطة التأثير تغيير السلوك والمواقف فيما يسمى بـ "الصور الوظائفية" ذات الطبيعة البرجماتية· لماذا انفتحت بعض الأعمال الشعرية على الثقافة البصرية الجديدة، عبر اعمال تشكيلية وسينمائية، وفنون الاداء والمشهد المسرحي، على حين اغلق النقد الادبي عينيه عن تطوير منظورات ثقافية، تحرر الفن الشعري من سلطة اللغة؟

وعن الاجناس والنصوص تحديدا، نجد ان الاجناس في النقد الثقافي المعاصر، تشير الى نوع من النص، مع الاشارة خاصة الى نصوص الوسائل الجماهيرية، ولذلك يمكن الحديث مثلا عن التلفزيون كوسيط مهيمن في وقتنا الحاضر، اما الاجناس فهي تذيع: الإعلانات، وبرامج الاخبار، وبرامج المغامرات وكوميديا المواقف، وبرامج الرياضة، وبرامج المقابلات، والبرامج الوثائقية، وبرامج الخيال العلمي، وقصص الجاسوسية، ويذيع التلفزيون عددا كبيرا من الأفلام، التي يمكن ادراجها في عداد الاجناس الرئيسية او الفرعية ايضا، مثل: القصص البوليسية، وقصص الرعب، والكوميديا··· إلخ·

 

النقد النسوي

 

وعن النقد النسوي وبدايات ظهوره يقول الباحث: ظهر النقد النسوي منذ ما يقارب من ثلاثين عاما، فهو فرع من النقد الثقافي الذي يركز على المسائل النسوية، وهو الآن منهج في تناول النصوص والتحليل الثقافي بصفة عامة· وينشغل النقد النسوي على مستوى واضح· بالمسائل المرتبطة بالجنوسة على سبيل المثال، وقد قام بعض النقاد بدراسة الطرائق التي تشكلت بها صورة المرأة في وسائل الإعلام، كما اهتموا بأمور من مثل عد النساء مقارنة بالرجال، في النصوص المعروضة في وسائل الإعلام، كما اهتموا بأمور من مثل عدد النساء مقارنة بالرجال، في النصوص المعروضة في وسائل الإعلام الجماهيرية، وبدور المرأة في النصوص الدرامية، وبالاستغلال الجنسي لجسد المرأة، واهتموا أيضا بالمسائل المرتبطة بذلك، مثل النظرة الذكورية في النصوص والقيم والمعتقدات، الموجهة بالدرجة الأولى مباشرة للمرأة، مثل الروايات العاطفية والمسلسلات، وبالكيفية التي قدمت بها المرأة في مثل هذه الأنواع الأدبية·

طباعة  

أحبّ الكويت وحملها في عروقه أنّى ذهب
رحيل شاعر الحب والتاريخ والوطن

 
اشراقة
 
رئيس اتحاد كتاب المغرب..
يشيد بالمهرجان الثقافي الكويتي

 
الأرشيف