شعر: حسن السبع
- ألقاك في الأرشيف!
وانطفأت على فمه العبارة
واختفى···
- ··········!
ومضيت··
كان الوقت يرشح بالحياة
نيسان يخطر حالما مرحا
يريق بهاءه للعابرين
والشمس تسكب بوحها الذهبي
رقراقا فتغتسل الجهات
والبحر منتشيا بزرقته يعانق
موجه غنج السماء
ونسائم (النيروز) عاشقة
توشوش سرها العطري للأزهار
نشوى بانهمارات الحنين والوقت··
كان الوقت يدعوني لأرشف ما تبقى من نهار
- ألقاك في الأرشيف!
وانطفأت على فمه العبارة
واختفى··
- ·········!
وفتحت بابا من رماد العمر
منسيا مفاصله تئن من العذاب
بابا يطل على رفوف تحضن النسيان
باردة تؤرشف ما تيسر
من غياب
بابا من الفولاذ
فاتحة اليباب
ودخلت··
كان الليل يحفر
ظله الأزلي في صحف
من الصمت المعتق في الرفوف
يتثاءب الفسفور فوق متونها
لونا جريئا فاقعا
يغتال أحلام العيون
وعلى الجدار
تنام ساعة حائط منسية
رسم الغبار على عقاربها
السكون
هي ساعة تبني العناكب
في ثوانيها حصونا للحصون
تتأبط الماضي··· وتجتر المقابر
والقرون
وهناك··
خلف الباب كان الوقت
شلالا من الصور العذاب
الشمس تنسج
فوق رمل الشاطىء اللبني
ظل عاشقين
يتقاسمان الأبجدية
والنهار
يثرثران ويضحكان··
ويمزجان بثرثرات الموج
سر الضحك
والنجوى
وفاكهة الهوى
ظلان من جزر النهار ومده
وصدى يردد في المدى:
"يا من حوى ورد الرياض بخده
وحكى قضيب الخيزران بقده"
اقطف من اللحظات أجملها
إذا ازدهر اللقاء··
- إلى اللقاء!
وانساب خيط الضوء، في الأرشيف،
من شرخ حزين
في الجدار
نهرا من الأوهام
ممزوجا بحمى الانتظار
وعلى انكسار المقعد الخشبي
تجتر الثواني ما تبقى منه
تشنقه
بحبل ناعم من ثالث (الإكسيد)
مجدول بذرات الرتابة والغبار
هو نسخة مني ولكني أرى
من موقعي المنسي جنات
حدائق راشحات بالبهاء
وأرى صبايا ضاحكات للحياة
أعددن،، في ألق الضياء، بكيدهن
العذب مائدة المساء!
يا للمساء وقد أطل بوجهه
الفضي ينفض ما تراكم من عناء
- آنستنا!
واختار زاوية ودندن لحنه القمرى
فاتحة الغناء:
"كل السيوف قواطع إن جردت
·············"
وتدفق الإيقاع فانتعشت
قرنفلة الحنين
هو نسخة مني
يقلب في ملفات التلاشي والفناء
ويراقب الرغبات تقبر
أو تحنط··· أسوة بالمومياء
تغفو على الرف الملطخ
بانكسارات السنين
هو نسخة مني
تنادم (جوقة الموتى)
وتحمل وحدها نعش البكاء!
- أهلا!
وجاملني بفنجان به طعم الحنين
هو ما تبقى من عزاء
هو نكهة الأشياء خلف الباب
تدعوني لأرتشف النهار
وأعانق الدنيا
وأشهد شمس ميلاد جديد!