متى نعيش؟
في خضم الصراع القائم في المنطقة لدينا، وفي أوج الاتهامات التي يوجهها كل طرف للأخر بأنه عميل وليس لديه ولاء لبلده والآخر يتهمه بأنه يوالي الإرهاب وغيرها من احداث نعايشها في واقعنا الحالي، اصبحنا نطرح سؤالا مهما متى يمكن لنا أن نعيش آمنين دون نغمات التفرقة التي تطرح بين الحين والآخر ؟
مازلنا في الكويت يتهم بعضنا الآخر بتهم طائفية ويروج لتلك التهم والآخر يرد بالمثل وكأن الصراع على من يسيطر على الشارع بنشر تلك الأفكار الخاطئة ضد الأخر·· وفي الوقت نفسه الطرف الآخر يعمل على المبدأ نفسه، وكأن من يربح هو الذي يعمل على تشويه الآخر بأفكار يعتقد بأنها صحيحة من وجهة نظره وهذا ما يزيد فرقتنا ويزيدنا صعوبة في العيش·
ومع الأسف أن جميع الأطراف التي تدعو إلى البعد عن الأخر هي تنطلق من منطلق الدين فجعلوا الدين لتلك القضايا هو السبب، وأن شرارة الأمور بدأت منذ ألف سنة كأن الصراع الذي بدأ في تلك الأيام لابد له أن يتكرر الآن ونحن الذين ندفع ثمنه فرقة، وتشتت، وحقد على الأخر لنزعة ميراثه في ولاية أمر المسلمين·
ولنا في تاريخ الكويت عبرة من خلال سنين مضت ولندعو جميع من بث الفرقة في مجتمعنا أن يفتح كتاب تاريخ صغير يسمى "الكويت" ولينهل منه حكمة، وتلاحم، وتعاضد دون البحث في تراب الزمن عن خلاف ممتد لنفضه وإخراجه لنا ليشكل صداعا دائما، وليعلموا أن الكويت في أوقات حالكة تساعد الجميع··· الجار أطعم جاره، والصديق آوى صديقه فلم يسأل هل فلان من طائفته كي أطعمه او آويه·
فتاريخنا الكويتي له كل الدلالات على أن الكويتيين لم يفكروا في ماضيهم ولو لبرهة فتمنى كل منهم للآخر السعادة، والعيش الكريم دون الخوض في خصوصية من شأنها أن تقتل العلاقة القوية التي بنيت على أساس المحبة، والمودة وهذا ما يجعلنا كشباب أن نطرح مثل هذه الأسئلة ونحن نستمع إلى ماضينا الجميل ما هو الذي طرأ لنتغير؟ التدخل الديني أو التغير النفسي والاجتماعي·
ونتساءل الآن ونحن أمام ما يحدث في منطقتنا، أما آن لنا أن نعيش لا أن نتعايش؟
فالتعايش يأتي بإجبار طرف على العيش مع الأخر دون قناعه كاملة ولكن نريد أن نعيش مع بعضنا دون حقد، أو بغض أو تمزيق على أساس الدين أم أن مع طغيان التيار الديني في الشارع الكويتي لا وجود للحب بين فئات الشعب، والتراحم انتهى مع بداية وجودهم·
أحمد عبدالعالي الهندال