رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 يونيو 2007
العدد 1780

قصة قصيرة

مسامير

 

الرجال متعبون والنساء متعبات، الأيدي على الأيدي وحشة الأخضر المتمادي في احتراقه والأقدام أقدار الأعشاب والنباتات الصغيرة النابتة وحدها من عيون المجاري·

العيون زائغة والأنفاس خشخشة رئات ذبحها الرمل·

طرق ملتوية وطرق متقاطعة وطرق يؤثثها الوسع والفراغ·

الزوايا مفازات الماشين على رؤوس أصابعهم مخافة تكسر المدينة على وقع الحوافر·

والزوايا تذهب بالمدينة الى ابعد مما تصل الرؤية·

والرؤية لاتصل أبعد من ضربة رمش·

والزوايا:

- زواية لجبلي يحلم في المدينة بظل يؤوب اليه·

- زاوية لمدينة يتناثر ظلها في الوسع المؤثث بالفراغ وبالهنود الذين يشغلون، مشكورين، الفراغ يوما في الأسبوع·

اعتلى رجل قدم منذ شهرين، من قرية بعيدة، من قرية وراء جبل شمس، وراء حائط وظيفة وان مائلا، الجدار الى الداخل فنطت الوظيفة واعتلت الجدار الى الخارج وصادفت عند خروجها خبيرا سودانيا فأخذها في عبه وباسها وسلمها وزارة الخدمة المدنية التي جدولتها وكسرتها وأعادت تأهيلها حسب ما هو جار حيال الأحداث·

فرقعة هائلة عند رأس الشارع:

رجلان يتشاجران لسبب مجهول·

وصلت الشرطة فاختنق الشارع ودخل الزمن الماضي في الزمن الآني في الغائب في الحاضر·

ورجل الشرطة الذي كان يوزع، بتفان منقطع النظير، السيارات، داخ، اغمي عليه، واشتبك اليمين باليسار بالوسط، وتشكلت، على حين غفلة من رجل الشرطة الذي اغمي عليه، احزاب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، من سيارات بماركات وأحجام وألوان مختلفة·

وما من خائف إلا وشرب خوفه·

حين يصطدم العلوي بالسفلي ترتاع البنايات وترتج وتنتفخ الأرض عن بياض شائخ· وتنفتح عن مراتع واسعة لكائنات ضخمة عجيبة: كائنات "طالعة واكله نازله واكله رايحه واكله جايه واكله"·

وتنزل السماء على أسطح البيوت الصغيرة، في الأحياء الخلفية، مجلدات مغلفة ومحققه بعناية على أيدي نخبة من ألمع أساتذة الجامعات، من مصر وبلدان أخرى، عليها بخط مزخرف وواضح·

"الأمثال الشعبية بين القيل والقال"·

وعلى برزخ القيل والقال وبين صمت الهواء وصوت المسامير في اطار السيارة فقد رجل صوابه·

هبط من سيارته·

توهج النهار القائظ المحروق يكنس الانفاس ويكوي الوجوه· "الله يعلن اللي صنع المسامير"·

نفخ في المدى المشتعل·

فتح صندوق السيارة، ادخل رأسه وخرج بالاطار الاحتياط· وأدخل رأسه وخرج بالرافع وأدخل رأسه·

بعد مضي نصف ساعة قال راجان صاحب البقالة المقابلة للساحة الفسيحة المرصوفة بطوب أحمر والتي تتوسطها نافورة بحوض جاف، انه شك في الامر عندما لم يخرج الرجل، وقد مضى زمن، رأسه في صندوق السيارة·

على رصيف الشارع مدد الرجل وكان ساهوبا ساخنا يخرج من فتحاته

 *قاص من عمان

طباعة  

الجدل المر - اللذيذ سيبقى أيضاً
نازك الملائكة رحيل شاعرة مجددة وباحثة ناقدة

 
اشراقة
 
وجهة نظر
 
كتابه يتناول حياة "فتغنشتاين" وفلسفته
عقيل عيدان يبحث في فلسفة المعنى وألعاب اللغة

 
اكتشاف موقع أثري في المنطقة الغربية من أبو ظبي