رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 يونيو 2007
العدد 1780

الدولة الفلسطينية... لماذا لم تقم حتى الآن؟

·       الإسرائيليون باتوا يعتقدون أن ثمن إنهاء الاحتلال أكبر من ثمن بقائه

·       الفلسطينيون يجب أن يقرروا إن كانوا يريدون دولة الى جانب إسرائيل أم بدلا منها

·       السياسات الإسرائيلية سبب نشوء "حماس" التي تقوي اليمين الإسرائيلي

·         هل يدفن حلم الدولة الفلسطينية تحت ركام غزة؟

 

بقلم: برادلي بيرستون

تبحر سفينتان نحو بعضهما البعض مباشرة بمعدل سرعة 75 قتيلا كل شهر، الاولى هي إسرائيل وفيها العديد من القباطن ولكنها دون دفة قيادة، انها تغرق ببطء بسبب الفساد وقسوة القلوب والإجهاد·

أما الثانية، فهي فلسطين، فهي تغرق بشكل أسرع وانقسم جسمها الى اثنين وهناك تمرد في طاقمها هذه السفينة عاجزة عن اطعام ركابها وغير قادرة على تغيير مصيرها·

فما احتمال ان تغرق السفينتان قبل ان تتصادما؟

لقد ظل الزعماء العرب يتحدثون عن فلسطين المستقلة منذ أكثر من قرن من الزمن· ووافق اربعة من أصل آخر خمسة رؤساء حكومات إسرائيلية عن موافقتهم على الفكرة وتحدثوا عن تعزيزها· ويقر المجتمع الدولي بضرورة قيام دولة فلسطينية، وكذا الرئيس جورج بوش· ويعتقد أكثر من مليار مسلم أن مثل هذه الدولة يجب أن تقوم، فلماذا لا تقوم دولة فلسطينية بالرغم م كل ذلك؟

1- لأن الإسرائيليين عاجزون عن تحديد ماذا يريدون:

أظهرت استطلاعات الرأي أن أغلبية واضحة من الإسرائيليين يريدون أن يروا نهاية للاحتلال، ولكن التاريخ - ومطلقي قذائف الكاتيوشا والقسام - يشير إلى أن غالبية واضحة من الإسرائيليين، والغالبية العظمى لقادتهم لا يرغبون في المجازفة بإنهاء الاحتلال من طرف واحد·

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشكوك حيال النوايا الفلسطينية والمخاوف من الانعكاسات الاجتماعية لإجلاء مستوطني الضفة الغربية، لا يبدي الجمهور الإسرائيلي ميلا للبحث عن حل دستوري·

فنحن لم نعد نرغب في دفع ثمن الاحتلال، لكننا أصبحنا على قناعة بأن ثمن إنهائه، أعلى بكثير مما نقبل بدفعه·

 

حوار حور الهوية

 

2- لأن الفلسطينيين لا يستطيعون تحديد ما يريدونه:

لم يكن الفلسطينيون على مدى عقود، بحاجة إلى تقرير ما الذي يريدونه، فقد كانت إسرائيل ترفض التعاطي مع ممثليهم وترفض تطلعاتهم وتستوطن أرضهم وتسجن أو تقتل قادتهم·

وكان الاحتلال أكثر من مجرد الإجابة على كل تذمراتهم والتفسير لكل إحباطاتهم والتشخيص لكل آلامهم· كما كان ذريعة لإرجاء أي حوار حول هوية الدولة الفلسطينية المستقبلية·

والمفارقة أن أمل الدولة ظل حيا طوال أحلك فترات الاحتلال، ففي الأيام الأخيرة التي شهدت فيها غزة حربا أهلية وعمليات قتل انتقامية، بدأ الفلسطينيون يتساءلون عما إذا كانوا سيحظون بدولة مستقلة أصلا·

وحتى يتمكنوا من التحرك باتجاه الدولة، يجب على الفلسطينيين أن يقرروا - وبشكل واضح - ما إذا كانوا يريدون دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل أم بديلة لها·

3- لأن الطرفين يرفضان الالتزام بالاتفاقيات الموقعة:

لدى كل من الطرفين باحثون يجمعون الأدلة على انتهاكات الطرف الآخر باتفاقات السلام الموقعة بين الجانبين· والأدلة تتمتع بالمصداقية في كلتا الحالتين·

4- لأننا جميعا، نتقن الانتقام أكثر من التسامح·

القاعدة الأولى عند الطرفين هي أن السلام يمثل خطورة سياسية، إن لم يكن قاتلا· أما الحرب - أو على الأقل الحديث عنها - فهو أسلم من الناحية السياسية·

5- لأننا نحب متطرفينا كثيرا:

كل منا لديه ارتباط عاطفي عميق بالأصوليين والمتطرفين والمتشددين بين ظهرانينا· فنحن ننظر إليهم باعتبارهم حماة للمبادىء والأيديولوجيا· ونحن نعاني منهم أيضا، لأنهم الأقلية التي تحبط إمكانية أن تتمتع الأغلبية، بالسلام·

على الجانب الفلسطيني، قد يكون هؤلاء المتطرفون مسلحين أو انتحاريين أو من يقفون وراءهم· أما في الجانب الإسرائيلي، قد يكونون من المستوطنين أو المتدينين المتطرفين·

كلانا يتساهل معهم ويساعدهم ويبدي إعجابه بهم ونتسامح إزاء تجاوزاتهم ونسمح لهم بالتصرف خارج نطاق القانون، وبالمقابل، فإنهم يدمرون حياتنا·

6- لأن سياساتنا (نحن الإسرائيليين والفلسطينيين) تصب في مصلحة المتطرفين في مجتمعينا:

لقد نشأت وتعززت قوة حماس بسبب إسرائيل، كما أن أية مجموعة من الأراضي المقدسة لم تفعل ما فعلته حماس من أجل تقوية اليمين الإسرائيلي·

7- لأن العالم الإسلامي يريد المعاناة للفلسطينيين:

العالم الإسلامي يقدم للفلسطينيين الكثير من الدعم الكلامي والقليل من أي شيء ذي قيمة· فالفلسطينيون بالنسبة للعالم الإسلامي هم رمز للبطل والضحية· ويمكن استغلال محنتهم من أجل توجيه الاستياء الداخلي في الدول العربية والإسلامية نحو إسرائيل·

 

المقاومة تحولت إلى إرهاب

 

8- لأن الغرب يعتبرهم الآن، إرهابيون:

في اللحظة التي ضرب بها الإرهاب مدينة غربية (نيويورك وواشنطن) ولندن ومدريد، تحولت المقاومة الفلسطينية في العالم إلى إرهاب· وبفضل تنظيم القاعدة غير الغرب موقفه من المقاومة الفلسطينية من الدفاع عن الأبرياء إلى استهداف الأبرياء·

9- لأن عرفات كذب عليهم:

في الوقت الذي كان فيه ياسر عرفات يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل، كان يلمح لشعبه بأنه سوف يحصل على كل ما يريد· اللاجئون سيعودون إلى منازلهم في إسرائيل، والقدس القديمة ستعود إلى السيادة الإسلامية· والكفاح المسلح سيميل الميزان لصالح الفلسطينيين·

وكذلك هناك الكذب المتأصل في الحكم الفاسد الذي رسخه عرفات والذي أدى إلى استنناف الكثير من مواد الشعب الفلسطيني وإضعاف ثقة الرأي العام وعطل قيام حكومة تستجيب لتطلعات الشعب·

10- لأنهم يعيشون حالة من الانفلات العام:

لا يوجد من يستطيع وقف الحرب الأهلية بين الفلسطينيين، إذ لا سلطة معنوية ولا سلطة حكومية ولا سلطة عسكرية·

11- لأن بعض أفضل الكفاءات الفلسطينية تغادر فلسطين:

كما أن الناس الذين لا يستطيعون المغادرة، ليسوا قادرين على التفكير في شيء آخر·

12- لأن كلا من الطرفين يعتقد - وكأنه أمر مسلّم به - أنه على صواب، والآخر على خطأ:

وهكذا يتبين أن فردوس الأغبياء أفضل من عدم وجود فردوس على الإطلاق·

13- لأن الأراضي المقدسة هي عاصمة العالم للتفكير الحالم:

يعتقد كل من الطرفين في سرّه، أنه سوف يحصل على كل ما يريد، سواء إسرائيل الكبرى أو فلسطين الكبرى أو السيادة الكاملة على القدس أو حق العودة·

فبعد قرن كامل من النضال، يستحق الفلسطينيون ما هو أفضل· إنهم يستحقون دولة، ولكنهم بعد قرن من النضال يواجهون الآن، الاختبار الأسوأ منذ عام 48·

إن سفينة دولتهم بحاجة إلى عملية ترميم مؤلمة وتغيير راديكالي وربما تغيير مخيف في المسار· فالفلسطينيون كشعب - يواجهون الاختبار الأصعب· وإذا تمكنوا من معالجة قائمة طويلة من المشكلات التي تواجههم، لاستطاعوا العودة إلى طريق الاستقلال· أما إذا تغاضوا عن هذه المشكلات أو تعاطوا معها بشكل خاطىء، فقد تتحول الدولة الفلسطىنية إلى حلم آخر يدفن تحت ركام غزة·

عن: هآرتس

طباعة  

لمواجهة أمريكا والصين والإرهاب الأصولي...
التحالف الأوروبي - الروسي مصلحة مشتركة للجانبين

 
تشمل دروعا وأجهزة توجيه صواريخ وقطع غيار طائرات...
معدات عسكرية أمريكية حساسة في السوق السوداء لمن يشتري