رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 يونيو 2007
العدد 1779

وجهة نظر غربية
أجور الاحتلال والفساد أهلا "فلسطين"!

روبرت فسك:

مسلمو الشرق الأوسط كم هم مزعجون، في البداية طلبنا أن يمارس الفلسطينيون الديمقراطية، وعندئذ انتخبوا الطرف الخطأ، حماس، ثم كسبت حماس حربا أهلية مصغرة وتزعمت قطاع غزة، ونحن الغربيين مازلنا نريد التفاوض مع الرئيس الفاقد للمصداقية محمود عباس· واليوم لدى "فلسطين"، ودعونا نحافظ على الكلمة بين قوسين، رئيسان للوزراء· ومرحى للشرق الأوسط·

مع من يمكننا التفاوض؟ مع من نتحدث؟ بالطبع كان علينا أن نتحدث مع حماس قبل أشهر، ولكننا لم نحب حكومة الشعب الفلسطيني المنتخبة ديمقراطيا· فقد كان من المفترض أن يصوت لفتح وقيادتها الفاسدة، ولكنه صوت لحماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل أو تلتزم باتفاقية أوسلو الفاقدة للمصداقية تماما·

ولم يسأل أحد نفسه، من جانبنا، أية إسرائيل كان من المفترض أن تعترف بها حماس، هل هي إسرائيل العام 1948؟ هل هي إسرائيل ما بعد حدود العام 1967؟ أم هي إسرائيل التي تبني وتواصل بناء مستوطنات لليهود، ولليهود فقط، على الأراضي العربية مبتلعة أكثر حتى من %22 من "فلسطين" التي لاتزال متروكة للتفاوض عليها؟

وهكذا، من المفترض أن نتحدث اليوم مع رجل شرطتنا المخلص السيد عباس، "المعتدل" (كما تشير إليه الـBBC وCNN وFOXNEWS) القائد الفلسطيني، والرجل الذي كتب كتابا من 600 صفحة عن "أوسلو" من دون أن يشير ولو مرة بكلمة واحدة إلى "الاحتلال"، والذي يشير دائما إلى "إعادة الانتشار" الإسرائيلي لا "الانسحاب"، إنه "قائد" يمكننا أن نثق به لأنه يرتدي ربطة عنق ويذهب إلى البيت الأبيض ويقول كل ما هو صواب· لم يمنح الفلسطينيون أصواتهم لحماس لأنهم يريدون جمهورية إسلامية (وهي الصورة التي سترسم لانتصار حماس الدامي)، بل لأنهم أرهقهم فساد فتح عباس، وطبيعة "السلطة الفلسطينية" المتعفنة·

إنني أستعيد ذكرى قبل سنوات مضت حين كنت مدعوا إلى بيت أحد مسؤولي السلطة الفلسطينية الذي كانت جدرانه قد ثقبتها للتو قذيفة دبابة إسرائيلية· وكل هذا حقيقي، ولكن ماصدمني كان حنفيات حمامه المصفحة بالذهب· هذه الحنفيات، أو تنويعات عليها، هي التي كلفت فتح خسارة الانتخابات· لقد أراد الفلسطينيون نهاية الفساد، سرطان العالم العربي، وهكذا صوتوا لحماس، ومن هنا، نحن البالغي الحكمة، نحن الغرب البالغ الطيبة، قررنا فرض العقوبات عليهم وتجويعهم وابتزازهم لأنهم صوتوا بحرية· هل كنا ربما سنعرض على "فلسطين" عضوية الاتحاد الأوروبي إذا بلغ بها التهذيب حد أن تعطي صوتها للأشخاص المناسبين؟ الأمر نفسه في كل الشرق الأوسط، فنحن ندعم حامد كارزاي في أفغانستان، حتى لو أبقى في حكومته أمراء الحرب وبارونات المخدرات (وبالمناسبة نحن حزينون جدا على أولئك المدنيين الأفغان الأبرياء الذين نقتلهم في "حربنا على الإرهاب" في أراضي مقاطعة هيلماند الخربة)· ونحن نحب حسني مبارك المصري الذي لم يتوقف تعذيبه حتى الآن لسياسي الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا أخيرا خارج القاهرة، والذي تلقت رئاسته دعما حارا من السيدة، نعم السيدة، جورج دبليو بوش، والذي من المؤكد تقريبا أن تذهب خلافته لابنه جمال·

نحن معجبون بمعمر القذافي، دكتاتور ليبيا الذي قتلت ذئابه البشرية خصومه في الخارج، والذي سبق مخططه لقتل الملك السعودي عبدالله زيارة توني بلير الأخيرة لطرابلس· ويجب أن نتذكر أن العقيد القذافي أطلق عليه جاك سترو لقب "رجل دولة" لأنه تخلى عن طموحاته النووية التي لا وجود لها أصلا، والذي "ديمقراطيته" مقبولة لدينا قبولا تاما لأنه إلى جانبنا في "الحرب على الإرهاب"·

نعم، ونحن نحب أسرة الملك عبدالله غير الدستورية في الأردن، وكل أمراء وحكام الخليج، وبخاصة أولئك الذين دفعت لهم شركات أسلحتنا رشاوى ضخمة، كان حتى على اسكوتلنديارد أن تغلق التحقيق فيها بناء على أوامر رئيس وزرائنا· ونعم، أستطيع أن أرى جيدا لماذا هو لا يحب تغطياتنا لما يدعوه بلهجة جذابة "الشرق الأوسط"·

كم سيكون سهلا السيطرة على "الشرق الأوسط" لو أن العرب والإيرانيين فقط دعموا ملوكنا وشاهنشاهاتنا وأمراءنا الذين تعلم أبناؤهم وبناتهم في إكسفورد وهارفارد·

هذا هو مربط الفرس، السيطرة، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نرفض التفاهم، ولا نفضل قادتهم· غزة الآن تنتمي إلى حماس، فما الذي سيفعله قادتنا المنتخبون؟ هل سيتحدث كهنتنا العظام في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وموسكو الآن إلى هؤلاء الناس التعساء، ناكري الجميل (أخشى أنهم لن يفعلوا لأنهم لن يكونوا قادرين على مصافحتهم) أو أنه سيكون عليهم الاعتراف بنسخة فلسطين الضفة الغربية (عباس ذو اليدين الآمنتين) ويتجاهلون حماس المنتخبة والناجحة عسكريا في غزة؟

من السهل بالطبع إنزال اللعنات على بيتيهما على حد سواء، ولكن هذا هو ما نقوله عن الشرق الأوسط كله· لو لم يكن بشار الأسد رئيسا لسورية فقط (ويعلم الله ماذا سيكون البديل)، أو فقط لو أن الرئيس الثرثار محمود أحمدي نجاد لم يكن مسيطرا على إيران (حتى لو أنه لا يفرق واقعيا بين غاية صاروخ نووي وآخر)، لو أن لبنان فقط كان بيت تنمية للديمقراطية مثل بلدان مروجنا الخلفية، بلجيكا على سبيل المثال، أو لوكسمبورج·

ولكن لا··· هؤلاء الشرق أوسطيون المزعجون يصوتون للأشخاص الخطأ، ويدعمون الأشخاص الخطأ، ويحبون الأشخاص الخطأ، ولا يتصرفون مثلنا نحن الغربيين المتحضرين·

إذا ماذا نفعل؟ هل ندعم ربما إعادة احتلال غزة؟ بالتأكيد نحن لن ننتقد إسرائيل إذا فعلتها· وسنواصل منح عواطفنا لملوك وأمراء ورؤساء غير محبوبين للشرق الأوسط إلى أن ينفجر المكان كله في وجوهنا، وعندئذ سنقول، كما نقول الآن عن العراق، إنهم لا يستحقون تضحياتنا وحبنا· كيف نتعامل مع أمر واقع فرضته حكومة منتخبة؟

* عن: الاندبندنت 2007/6/16

طباعة  

مع كل مؤيد جديد للاستجواب يزداد حرجها السياسي
موقف "حدس" يفسره علاقتها المصلحية الأزلية بالحكومة

 
بقايا "الثلاثي" دخلوا على الخط!!
في استجواب الجراح "كل يدني النار صوب قرصه"

 
كي يقال إن المجلس أنجز عددا كبيراً منها
إقرار القوانين بمداولتين في جلسة واحدة أسلوب خطير

 
تنظمه جمعيات النفع العام والناشطون في مجال حقوق المرأة
تحرك شعبي لرفض قانون "حماية المرأة"

 
القانون الجديد يهاجمه رغم وجود مصائب أكبر منه
البلوتوث ومصيبة جهل المشرع

 
بعد أن خشينا من لبنانين و3 دول في العراق
فلسطين أردناها واحدة فحصلنا على اثنتين

 
رد فعل عسكري على مقاطعة الجامعات الإسرائيلية!
 
تقرير سري للأمم المتحدة يدين الإخفاقات الأمريكية في الشرق الأوسط
 
اتجاهات
 
فئات خاصة