· تقرير حاسم لكروكر وبتراوس في سبتمبر يحدد إبطاء أو تسريع الانسحاب الأمريكي
· الجنرال بتراوس بدأ يمهد الطريق لتحميل حكومة المالكي المسؤولية عن الفشل
بقلم ليونارد دويل:
انتهى نشر آخر فرقة من القوات التي قرر البيت الأبيض إرسالها قبل عدة أشهر إلى العراق لتعزيز القوات الأمريكية هناك في مواجهة التمرد، وسط حالة من التشاؤم العميق في واشنطن لفشل القوات الأمريكية في تقليص مستوى العنف، ناهيك عن هزيمة التمرد·
ففي هذه الأثناء أصدر البنتاغون أول تقييم قاس لمجازفة الرئيس بوش في زيادة عدد القوات في العراق· ويكشف التقرير وهو عبارة عن تحليل إحصائي للفترة الممتدة من منتصف فبراير وحتى منتصف مايو الماضي، عن الفشل في معظم الجبهات في العراق، كما يكشف عن عدم تراجع مستوى العنف عموما، بعد نشر القوات الأخير، كما كان يأمل الرئيس بوش·
لقد أخذت القوات الجديدة تتدفق على بغداد والأنبار خلال الأشهر الثلاثة الماضية، واتخذت مواقع محصنة في هاتين المنطقتين اللتين تشهدان أشرس أعمال العنف· ويكشف تقرير البنتاغون الموجهة إلى الكونغرس ان وصول الدفعة الأخيرة من القوات لم يفعل شيئا سوى انتقال أعمال العنف من مناطق إلى مناطق أخرى في العراق·
تقييم قاتم
وعلى الرغم من التقييم القاتم، قال الجنرال ديفيد بتراوس قائد القوات الأمريكية في العراق في مقابلة استثنائية مع صحيفة "يو اس· آيه· توداي" إن "هناك إشارات مثيرة للدهشة على العودة إلى الوضع الطبيعي إلى ثلثي بغداد، وأنا أتحدث عن مباريات كرة قدم وجماهير عريضة في الملاعب والعديد من المتنزهات الكبيرة والأسواق المزدحمة"· وأضاف أن هذه المشاهد غير المتوقعة ما هي إلا إشارة على أن الاستراتيجية الجديدة بدأت تؤتي ثمارها، على الرغم من أنه لاتزال ثمة حاجة لمعالجة العديد من المشكلات·
ومع أن الجنرال بتراوس يرسم صورة يبدو أن القليل من المراسلين الصحافيين يعرفونها، فلابد أنه أطلع على تقرير البنتاغون المؤلف من 46 صفحة، وهو التقرير الذي يطلبه الكونغرس بشكل دوري عن الوضع في العراق·
ورد في التقرير أنه في حين أحرزت القوات الأمريكية بعض المكاسب ضد المتمردين، إلا أنه كانت هناك الكثير من النكسات· وقد بدد التقرير الصورة المتفائلة التي رسمها وزير الدفاع روبرت غيتس الشهر الماضي حين قال: "حتى الآن الأمور جيدة"·
فالبنتاغون يقول الآن إن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت استراتيجية الرئيس بوش تحقق النجاح·
فقد تركت هذه المهمة في يد الجنرال بتراوس والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر، اللذين عليهما إعداد تقرير لواشنطن في شهر سبتمبر المقبل حول مدى فعالية السياسة الأمريكية في العراق· ومن شأن ما يخلصان إليه إبطاء أو تسريع الانسحاب الأمريكي من العراق·
وإذا اعتبر الجنرال بتراوس هذه السياسة فاشلة، فإن واشنطن مهدت الطريق على طرفي المعادلة السياسية في البلاد، لإلقاء اللوم على حكومة نوري المالكي عن هذا الفشل· فقد صرح الرئيس بوش في شهر يناير الماضي أن "حكومة المالكي إن لم تف بتعهداتها، فإنها سوف تفقد دعم الشعب الأمريكي، وسوف تفقد دعم الشعب العراقي· لقد حان الوقت كي تتحرك"·
تقدم طفيف
وورد في تقرير البنتاغون أن حكومة المالكي "أخفقت في الإيفاء بالتزاماتها، ولم تحرز أي تقدم في حالات كثيرة، ولم يحدث سوى "تقدم طفيف" على صعيد المصالحة الوطنية بين السنة والشيعة والأكراد· وهذا كان من الأهداف التي لم تتحقق، والذي يرى بعض المحللين أنه يقود البلاد نحو التفسخ"·
ويشير تقرير البنتاغون السابق الذكر إلى انخفاض حاد في عمليات القتل الطائفي والهجمات الطائفية خلال الفترة من فبراير إلى إبريل، والتي ارتفعت بشكل كبير العام الماضي، ويورد التقرير كذلك إلى أن عدد الضحايا من المدنيين ارتفع إلى أكثر من مئة قتيل يوميا والذين سقط معظمهم على ما يبدو، نتيجة لهجمات انتحارية، التي تضاعفت مرتين خلال ثلاثة أشهر من ابريل إلى مايو، ليصل عددها إلى 58 هجوما·
وقد تحقق نجاح نسبي في بغداد والأنبار، حيث تم نشر معظم الثلاثين ألف جندي أمريكي الذين وصلوا إلى العراق خلال الأشهر الثلاثة الماضية· ولكن العنف تصاعد في شرق وشمال العراق، حيث انتقل المتمردون إلى هذه المناطق· ففي الأنبار، حيث يخوض المتمردون قتالا شرسا ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق، يزعم التقرير أن الهجمات انخفضت بمعدل الثلث· لكن التقرير يقول أيضا، إن "العنف زاد في معظم المحافظات، لا سيما المحيطة ببغداد وديالي ونينوى"· ففي مدينة بعقوبة، عاصمة محافظة ديالي، عجز المقاتلون الأمريكيون والعراقيون عن وقف تصاعد العنف الطائفي الذي يسهم في خلق وضع أمني قابل للانفجار"·
عن: اندبندنت