الله بالخير
"الوضع البيئي الكويتي بخير" يصرح بها الكثير من المسؤولين القابعين وراء مكاتبهم المكيفة والمزودة بخدمة الشاي والقهوة والماء البارد عند الطلب وبضغطة زر، وذلك لأنهم لا يعملون في ظروف الحر ولا يمشون وقت الظهر على أرجلهم وينتظرون الباص ليقلهم لبيوتهم ولا يعرفون مشقة الحصول على ماء بارد في ساعات الظهر، وينظرون لجميع أطراف الرصيف لعلهم يجدون عربة المثلجات ليطفئوا حرارة الشمس بقطرات من الماء المثلجة! ولا يعرفون مدى التلوث في المناطق الصناعية لأنهم لم يضطروا يوماً لزيارة مكبات النفايات ومحطات نقل المواد التالفه والملوثة! ومازالوا يصرحون يومياً بسلامة الوضع البيئي في الكويت، لا يعلمون أن حرارة الجو وضيق التنفس والصداع الذي يصاحب المواطنين فور وصولهم لمنازلهم ما هو الا نتيجة التلوث بالحرارة وأول أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات وازدحام الطرق· إن ارتفاع درجات الحرارة الخيالية هي أحد نتائج زيادة الغازات التي تغطي الطبقات السفلى من الجو والتي يصعب التخلص منها بين يوم وليلة بسبب حاجتها لفترات طويلة للتحلل·
يا مسؤول "الله بالخير" المجمعات التجارية مغطاه بالكامل وتتوفربها دورات المياه النظيفة والمكيفة بينما يقتل الطلبة في المدارس من الصفوف الحارة والساحات المفتوحة والحمامات الخالية من النظافة! تعج الشوارع بالسيارات بسبب الضغط على الطرق وتضارب ساعات الدوام بين المدارس والشركات والدوائر الحكومية، وتزيد باصات النقل العام التلوث باطلاقها كمية من الدخان الأسود الذي يلتصق بمكيف السيارة وتستطيع شم رائحته حتى وإن كنت في سيارتك على بعد سيارتين منه وتقول يا مسؤول اركبوا الباص! أين أنت يا مسؤول من العاملين في القطاع النفطي والعاملين في محطات السيارات والقراجات أين أنت يا عزيزي من رؤية النفايات؟ هل زرت الحراج؟ السكراب؟ سوق الجمعة؟ منطقة خيطان حيث يسكن العزاب؟
*جنان بهزاد
jenan@taleea.com
