رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

تحليل - سياسي – عسكري
العمل النوعي يعقلن سلاح المقاومة
هل انتبه الفلسطينيون إلى حجر الزاوية في المعمار الإسرائيلي؟

حمد حسين:

لم تكن عمليات المقاومة الأخيرة في غزة، عند المعبر الصهيوني المسمى "كسوفيم"، وعلى أطراف رفح بلاسوابق، فقد سبق وأن خطط المقاومون الفلسطينيون لعمليات نوعية مماثلة في السنوات الماضية، بعضها تم الإعلان عنه، مثل تفجير موقع عسكري إسرائيلي من تحت الأرض، واقتحام موقع آخر بنفق ثم الاشتباك مواجهة مع جنود إسرائيليين وأسر جندي بعد سحبه من دبابته المعطوبة (جلعاد شاليت)، وبعضها لم يعلن عنه وضاع في زحمة الضجيج السياسي الذي يلف الساحة الفلسطينية، ونجاح جهز الشاباك الإسرائيلي في خلق صراع مسلح بين عناصر حماية فريق أوسلو ورجال المقاومة الفلسطينية بمختلف انتماءاتهم، وهو ما نشهد استمراره وسط قصف إسرائيلي متواصل للبيوت ومهاجمة أطراف غزة ورفح وبيت حانون انطلاقا من الطوق المحيط بغزة، بالإضافة إلى استباحة كل مدن وقرى الضفة الغربية·

الجديد هو مواصلة هذا النوع من العمل الفدائي الذي يركز على البنية العسكرية للاستعمار الصهيوني، بدلا من تشتيت جهود المقاومة في عمليات تفجير مطاعم ومراكز تسوق في تل أبيب والقدس وناتانيا، استطاعت الحكومة الصهيونية وأتباعها استغلالها أفضل استغلال بوسائل متعددة، منها النجاح في خلق عمليات مماثلة تسمى "انتحارية" في أنحاء متفرقة من العالم، وبخاصة في العراق، حيث يتوجه الانتحاريون إلى الأماكن المدنية، الأسواق والمساجد والجامعات، وإغراق العمليات الفدائية الفلسطينية المشابهة في الوسيلة ولكن المختلفة في الهدف، في سياق ما أصبح يسمى عملا "إرهابيا"· ومنها أيضا خلق صورة للمقاومة الفلسطينية في الإعلام الغربي (بإمكانياته الهائلة) مشوهة لا تخدم أغراضها النبيلة بل وتطمسها، وهي مقاومة "محتلين" وسراق وطن، حتى وصل التشويه درجة غريبة، أصبح يعتقد المواطن الغربي غير المتتبع معها مثلا، أن الفلسطينيين هم الذين "يحتلون" أراض إسرائيلية!

قبل عدة أسابيع نقل خبر لم تركز عليه وسائط الإعلام كثيرا، وهو اكتشاف "دبابات" إسرائيلية خالية من الجنود على أطراف غزة· أي أن هذه الدبابات التي يفترض أنها موجودة هناك لحصار غزة خلت من جنودها، أو أن جنودها هربوا منها· ونشهد اليوم حذرا إسرائيليا في زج الجيش الإسرائيلي بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة، وتصريحات ومطالبات إسرائيلية بمواصلة القصف بالطيران، والقيام بعمليات تسلل محدودة·

حقيقة الأمر لا تتعلق برادع دولي أو عربي كما نعلم، بل تتعلق بأمرين: عسكري وسياسي· فعلى الصعيد العسكري كشف الاهتزاز الكبير في مجتمع الاستعمار الصهيوني القائم على بناء قوة عسكرية تحمي سلب الأرض والإقامة فيها إثر اندحار هذه القوة العسكرية في جنوب لبنان وعجزها عن تحقيق أهدافها، عن حقيقة أن عماد هذا الكيان هو "الجيش" أي الأداة العسكرية، ولن يكون أي مستعمر قادم من دولة من الدول مستعدا للمجيء والإقامة في الأرض الفلسطينية المسروقة إذا لم يجد مظلة عسكرية تحميه· بالطبع يغذي الوجود الاستعماري المدني هذا البنية العسكرية، ولكن بروز إمكانية تحطيمها، أو على الأقل إظهار عجزها في السنوات الأخيرة، كما حدث في لبنان، وفي غزة حيث هدمت المستعمرات وسحب سكانها مرغمين، يعني أنها العصب الحساس الذي إذا ضرب سيتسبب في شلل بقية الكيان الاستعماري، ولعل تصاعد أرقام نزوح الكثير من هؤلاء الذين استوردتهم إسرائيل من مختلف دول العالم لتدعيم بنيتها "دولة" و"عسكرا" في السنوات القليلة الماضية، يشير إلى أثر هزائم الجيش الإسرائيلي على السكان الذين قام لتمكينهم من استعمار الأرض بأمان وهدوء·

يقال أحيانا إن العنصر البشري مهم جدا لإسرائيل، وهذا صحيح، ولكن العنصر المهم هو "المسلح" المحارب الذي هو الضمانة الوحيدة للإبقاء على الاحتلال وبنية الدولة والمجتمع في إسرائيل، وكان أحد المحامين اليهود في نيويورك ذكيا حين نصح الفلسطينيين بعدم استهداف "المدنيين" لأن قتلهم هو البضاعة التي تتاجر بها إسرائيل وتكسب بها· أما استهداف البنية العسكرية وامتداداتها من مصانع أسلحة وطرق ومخازن ذحيرة ومطارات ومعسكرات، فهي العصب المؤلم جدا لضرب هذا الكيان الاحتلالي ودفعه إلى الانكفاء·

طباعة  

التمسك به على حساب هيبة النظام واستقراره
الجراح وحده يجب أن يتحمل تبعات علاقته بالمتهم الخامس

 
تعودت إمساك العصا من الوسط في قضايا المال العام
"حدس" تتملص كالزئبق

 
بعد أن أقروا قانونا يمنع عملها بعد الثامنة مساء
النواب يميزون ضد المرأة الكويتية

 
فيما أصبحت الشخصية المتورطة فيها معروفة
إعلانات "الأهرام" الى "الطمطمة"

 
"التمييز" تلغي حكم محمد المبارك
 
في بيان أصدرته 15 جمعية بعد محاولات منسقة من الحكومة
جمعيات النفع العام ترفض الهيمنة

 
لم تعالج 2007 ولن تتمكن من معالجة 2008 للأسباب نفسها
"الكهرباء" ضيعت الأموال والأزمة قائمة

 
الحكومة البريطانية تواجه زوبعة في صفقة أسلحة مع السعودية
 
مجلس الكنادرة
...والانقسامات المجتمعية

 
مظاهرات في العواصم الغربية
في ذكرى مرور 40 سنة على حرب 1967

 
مقاطعة الجامعات البريطانية للجامعات الإسرائيلية
 
حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية
عاصفة تضع الجميع في مهب واحد..!

 
اتجاهات
 
فئات خاصة