رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

يمام الحب والكراهية في تركيا
حمام السلام الوديع يزعج الاتحاد الأوروبي

                            

 

فازيلي زاهر*

تسبب عضو يوناني في البرلمان الأوروبي يدعى "يانيس جلافاكيس" باثارة حفيظة تركيا منذ وقت قريب حين طلب من الاتحاد الاوروبي التدخل واتخاذ اجراءات لمنع وجود اليمام في مسجد "ايا صوفيا" في قلب اسطنبول التاريخية·

وجاء في الاقتراح الذي قدمه للبرلمان، انه وخلال زيارته الأخيرة لكينسة ايا صوفيا البيزنطية سابقا كما عرفت باسمها هذا حتى العام 1453، وجد ان اليمام المشار اليه يخرب هيكل المبنى، ناشرا روائح كريهة في داخله· وقال انه شاهد اعدادا كبيرة من اليمامة حول المبنى، وبعضها اقام اعشاشا في داخل القبة الرئيسية·

وشرح، جلافاكيس الاهمية الروحية العظمى لآيا صوفيا بالنسبة للشعب اليوناني، وحاول اقناع الاتحاد الاوروبي، بان المسجد، رغم كونه خارج حدود الاتحاد الحالية، كان "عملا من اعمال الفن اقام جسرا بين الحضارات، وان ايا صوفيا ملك للانسانية كلها"·

وحسب دراسته، فان مدة بقاء المبنى قد تنخفض الي %50 اذا اصبحت مكانا يتجمع فيه اليمام، وادعى ان النوافذ، والاقواس، والارضية، متروكة تحت رحمة الكائنات ذات الريش، وطلب من الاتحاد الاوروبي تمويل حواجز من الاسلاك تمنع إقامة الاعشاش مماثلة لتلك المستخدمة في المباني التاريخية في لندن وفينسيا·

ولكن مع ان هذه الاهداف قد تبدو نبيلة، فان "جلافاكيس" ادخل الارتباك على قضيته في نظر السكان الاتراك حين اضاف ان المبنى "أصيب باضرار كبيرة خلال الفترة العثمانية"· وقد اعترف احد الموظفين في آيا صوفيا ان هناك زوجين او ثلاثة من اليمام دخلا عبر نوافذ مكسورة، ولكنهما لم تشكلا تهديدا للزخارف والنقوش الداخلية وقال ان "جلافاكيس" يستغل مشكلة مشروعة لاغراض سياسية·

الواقع انه سواء كان دافع جلب الانتباه الى محنة آيا صوفيا بريئا ام لا، فان اليمام وفوضاه يسببان مشاكل في تركيا كلها· اذ على الرغم من كونه رمزا عالميا للسلام والطيبة، وفي هذا السياق يعرف باسم الحمام، فان مخلفاته يبدو انها تخلق جوا معاكسا، ففي فبراير الماضي كسبت نورية غوليك أخيرا قضية عمرها سنتان رفعتها على جيرانها في الطابق العلوي بان يدفعوا لها 4.600 دولار امريكي تعويضا عن الاضرار، وازالة قفص، قالت انه كان صندوق لاطعام الطيور، بينما اصر الجيران انه كان صندوق ملاقط غسيل! واحتجوا مدافعين عن براءتهم بالقول ان شرفتهم مغطاة ومغلقة، وهم لا يربون الطيور، ولكن المنطقة مليئة بالاشجار، وما خلق الفوضى هي النوارس البحرية واليمام الذي يجثم على الاشجار والسطوح، ولكن "نورية" التي عانت على يد الجيران طيلة 14 عاما، رفعت عليهم قضية بالتعويض، القفص مازال في مكانه، والجيران استأنفوا الحكم·

وتعتبر "نورية" محظوظة لان جيرانها يتبعون الاجراءات القانونية في الاعتراض، مقارنة بمواطن آخر من اسطنبول يدعى "سابان أولكر" لم يكن محظوظا، ففي الشهر نفسه الذي رفعت فيه "نورية" قضيتها، فقد "أولكر" حياته اثر معركة حول حمامة، فقد ذهب في زيارة لصديقه ادنان سيش، وقام بفعل قاس حين قطع جناحي حمامة من حمام صديقه، وهنا قفز صديقه وضربه على أم رأسه، وعاد "سابان" الى بيته بوجه متورم كئيبا وأخبر زوجه حول النزاع· وذهب إلى فراشه بعد وقت قليل من تناول طعام العشاء، ولم ينهض عن فراشه بعدها أبدا·

ووجدته زوجه "نورهان" ميتا في الصباح التالي·

وألقي القبض على "أدنان" في انتظار تقرير سبب الوفاة·

وأدنان، هذا ليس التركي الوحيد الذي يقدر الحمام تقديرا عاليا، ففي "قونية" في وسط تركيا أنشأ "سيدات روكاك" منذ وقت قريب "جمعية سيباب لعشاق الحمام"، ويبلغ عدد المنتسبين لها حتى الآن 194 عضوا· ويقال إن الحمام هنا استورد لأول مرة من سورية قبل سنوات قليلة، وتصل الأسعار في مزادات أقامتها الجمعية ما بين 250 إلى 25.000 ليرة·

ويزعم "روكاك" إن هناك 10 آلاف إنسان يربون الحمام في قونية وحدها·

وهناك من يدعون أن الحمام يمكن أن يكون جاذبا للسياح، بدلا من أن يكون طيرا مسببا للمشاكل·

عن: www.atimes.com

طباعة  

نهضة... وسقوط... ونهضة سلطة النخبة
هل كان "الهيبيون" على حق؟

 
فوق الوادي... فوق التل: عسكرة الثقافة!