رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 مايو 2007
العدد 1776

تحليل سياسي
حرب باردة جديدة
الصين تلعب أوراقها في إفريقيا.. والغضب الأمريكي يتصاعد!

كتب محرر الشؤون العربية:

مبادرات سياسية - نفطية صينية في إفريقيا، وسخط أمريكي مكتوم أو معلن، هذا هو واقع الحال الراهن الذي يرسم ما أصبح يعرف بالحرب الباردة الجديدة حول النفط· هنالك غبار بالطبع يثار تحت شعار وقف "الإبادة" في دارفور مثلا، والضغط على هذه الحكومة أو تلك لتسليم شأنها الأمني لقوات أجنبية، الناتو أو الأمم المتحدة، وتحريك للأساطيل بذريعة محاربة "الإرهاب" في هذه الدولة الإفريقية أو تلك، مثلما يحدث في الصومال، إلا أن ما يجري في العمق هو في الحقيقة صراع للسيطرة على الموارد، وبخاصة المورد الإستراتيجي النفط·

ولم يعد خفيا الآن أن الأوضاع في دارفور (خلق حركات تمرد والإخلال بالاستقرار) ثم التباكي على الأوضاع الإنسانية البائسة والقيام بحملات إعلامية ضخمة لتبرير التدخل، يمثل حالة نموذجية من حالات نشوء حرب جديدة باردة حول منابع النفط· فقد قاد الارتفاع المتصاعد في الطلب الصيني على النفط لتغذية نموها الانفجاري الصين إلى اتخاذ سياسة هجومية عمادها، وهنا المفارقة، كما يقول الباحث الأمريكي "ف· وليم انجدال"، الدولار حيث ينخرط بنك الصين الوطني الشعبي الرسمي، باحتياطي يبلغ 1.3 ترليون دولار، معظمه بالعملة الأمريكية، في نشاط جغرافي - سياسي نفطي· ونقطة التركيز الرئيسية هي القارة الإفريقية، والمنطقة المحورية هي المنطقة الواقعة بين السودان وتشاد، حيث تشد الامتيازات إلى جانبها على الجانب الآخر شركات أمريكية مثل "شيفرون" التي عملت في جنوب السودان منذ العام 1974، وهو ما أطلق الحرب الأهلية السودانية الثانية في العام 1983، وتعطل عمل "شيفرون"، وباعت امتيازها النفطي·

ثم بدأت الصين بتطوير حقول النفط التي تركتها "شيفرون" في العام 1999، ونجحت نجاحا ملحوظا·

 

حرب إبادة·· ونفط

 

الآن تقوم "شيفرون" التي لوزيرة الخارجية الأمريكية "رايس" حصة فيها، مع الشركة الأمريكية العملاقة الأخرى أكسو موبايل، ببناء خط أنبوب نفطي بتكلفة 3.7 بليون دولار في تشاد المجاورة· ويحمل هذا الأنبوب يوميا 160.000 برميل من النفط من "دوبا" في وسط تشاد بالقرب من دارفور السودانية، ويصل إلى المحيط الأطلسي عبر الكاميرون، ومن ثم إلى المصافي الأمريكية· وتتعاون الشركات النفطية هناك مع الرئيس مدى الحياة "إدريس ديبي"، المتهم بتوصيل الأسلحة الأمريكية إلى متمردي دارفور، والذي يعتقد أنه أطلق شرارة التمرد في العام 2004" وفي الوقت الذي بدأ فيه تدفق أنبوب نفط تشاد - الكاميرون بدأت الحملة الإعلامية عن "الإبادة في دارفور"·

حتى الآن لم تلعب الصين إلا بالقليل من أوراقها، وقد لعبتها بذكاء أكثر من ذكاء واشنطن، ودارفور هي الميدان الرئيسي في هذه المنافسة حيث توضع رهانات عالية للسيطرة على النفط· وفي الأشهر الأخيرة أقدمت الصين على سلسلة من المبادرات تستهدف ضمان موارد مواد أولية طويلة الأمد، وليس هناك أكثر أهمية من النفط بالنسبة للصين، حيث تستورد %30 من نفطها الخام من إفريقيا، وهذه المبادرات هي التي تفسر سخط واشنطن، ويتراوح هذا التعبير عن السخط بين تحريك النزاعات الأهلية، وبين استخدام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهما ذراعان للولايات المتحدة بامتياز·

 

بوابة إفريقيا

 

وسائل الصين هي تقديم قروض إنمائية بلا فوائد ولا شروط لقاء الحصول على الامتيازات النفطية بالمشاركة من الحكومات الإفريقية، مما جعل لعبة السيطرة التقليدية الأمريكية صعبة، وشل الذراعين، البنك والصندوق الدوليين·

فمن الذي سيحتاج بعد الآن إلى دواء الصندوق الدولي المؤلم في وقت تبني فيه الصين الطرق والمستشفيات والمدارس للدول الإفريقية؟

في نوفمبر الماضي استضافت بكين قمة غير عادية حضرها 40 رئيسا إفريقيا على رأسهم رؤساء الجزائر ونيجيريا ومالي وأنغولا وإفريقيا الوسطى وزامبيا وجنوب إفريقيا· في سياق هذه الصفقة النفطية الكبرى، تقوم الآن شركة النفط الصينية الوطنية الحكومية باستخراج النفط من نيجيريا بوساطة نسورتيوم تشارك فيه جنوب إفريقيا، والحصة الصينية هي 45% في أكبر حقول نيجيريا النفطية، أي في منطقة كانت تعدها واشنطن على أنها أصل استثماري للشركات الأنجلو-أمريكية الكبرى، شيل وإكسوموبايل، وشيفرون· وبلغ استثمار الصين حسب المصادر النفطية أكثر من 8 بليون دولار في نيجريا وأنغولا وموزمبيق، في وقت لم تتجاوز فيه استثمارات البنك والصندوق الدوليين في كل دول جنوبي الصحراء 2.3 بليون دولار·

بالطبع كان لابد من المواجهة وبأسلوب الاتهامات المتبادلة التي تميز الحروب الباردة، فأطلقت واشنطن اتهامات عشوائية تقول فيها "إن الصين تسعى إلى ضمان النفط من المنبع"، وهو أمر مارسته السياسة الأمريكية ذاتها طيلة قرن على الأقل·

 

شيطان أصفر

 

السودان الآن موقع استثمار صيني كبير، حيث قدمت الصين لتطوير الحقول النفطية ما يقارب 5 بلايين دولار، وتملك الآن 50% من مصفاة نفط بالقرب من الخرطوم بينما تملك الحكومة السودانية النصف الآخر· وقامت الشركة الصينية، أيضا بمد خط أنابيب من حقول امتيازاتها في الجنوب إلى بورسودان على البحر الأحمر، حيث تأخذه الناقلات إلى الصين· ويتراوح ما تستورده من النفط السوداني بين 65% و80% من مجموعه البالغ 500.000 برميل يوميا·

في ضوء هذا الاندفاع الصيني إلى مكامن النفط في إفريقيا استطاعت أن تتجاوز اليابان في السنة الماضية في حجم الواردات، لتصبح المستورد الثاني الأكبر عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ووصل حجم استيرادها إلى 6.5 مليون برميل يوميا من الذهب الأسود· وستتمكن الصين، مع تنامي طلبها على النفط، والمقدر سنويا بنسبة 30% على تجاوز حجم المستوردات الأمريكية· لقد تحولت هذه الوقائع إلى محركات للسياسة الصينية في إفريقيا من دون ضجيج وتهويل، وإشعال الحرائق، واختراع حركات تمرد أو إحداث انقلابات، حرب باردة من نوع جديد لم يألفها عالم الغرب بأدوات مختلفة، ولكن علينا، في ضوء تجارب الماضي، وجزء من الحاضر، انتظار زمن قبل أن يعود الغرب إلى استخدام شتى الوسائل الدعائية، لتحويل الصين إلى "شيطان أصفر" قادم، وخطر··· وكل ما يهدد المصالح الغربية يعد خطرا··· حتى لو كان استعادة الشعوب لمصالحها وسيطرتها على ثرواتها·

طباعة  

فيما أُحرج التكتل الديني بمشاركة الصرعاوي وتأييد الدقباسي وعاشور للاستجواب
"حدس" في خانة الدفاع عن الوزير وقريبه

 
كشفتها نقاشات الناقلات وتصريحات الجراح
حقيقة مواقف النواب والكتل السياسية!!

 
تأثير فك ارتباط الدينار أقل من التوقعات
 
مناقصة صيف 2008 من سيفوز بها؟!!
وزير الكهرباء والضغوط من أعلى

 
بعد أن رفضها الكويتيون خلال محاولتين لإقرارها من قبل النواب الدينيين
"هعامنعم" تعود بصيغة لجنة تفشي الظواهر السلبية

 
معلومات تناقض رد "الإعلام" حول شبك إذاعة كبد
 
"المسلم كسبها ضد الوطن"
 
هاني حسين يعتذر عن قبول منصب مستشار
 
الكويت في مواقعها الرسمية على الإنترنت
 
جلسة تحقيق ثالثة مع علي الخليفة والرابعة اليوم
 
أكذوبة الصراع الديني والمذهبي
تضارب وتضليل في لبنان وتشاتم ولا أحد "يحقق" أو يدقق!