رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 مايو 2007
العدد 1776

العرب يحملون إسرائيل وإيباك المسؤولية عن كل مشكلاتهم

·         ما يحدث بين العرب وأمريكا فجوة حضارية وليس صراع حضارات

·         لكل من العرب والأمريكيين روايته عما يحدث، فمن المصيب؟

·         العالم العربي فشل سياسياً واقتصاديا وعسكريا ويريد من أمريكا وإسرائيل الاعتراف بالذنب!

 

بقلم: ديفيد بروكس:

حضرت للتو مؤتمرا كان ثريا بالأفكار ومثيرا للإحباط في آن واحد، المؤتمر عقد تحت رعاية مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للجامعة الأردنية في عمان و"معهد أميريكان انتربرايز"، وذلك بهدف جمع الأمريكيين والمعتدلين العرب للحديث حول العراق وإيران، وعن أي شيء تبقى من آفاق للديمقراطية في العالم العربي·

وما حدث أن المتحدثين العرب ركزوا في مداخلاتهم على اللوبي الإسرائيلي، ووصف أحد المتحدثين كتابا صدر في التسعينات عن المحلل في السياسات اليهودية ديفيد وورمسر، باعتباره الخطة السرية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وأظهر أحد منظمي استطلاعات الرأي أن الغالبية الساحقة من المواطنين في العالم العربي تعتقد أن اللوبي الإسرائيلي له تأثير على السياسة الأميركية أكثر من إدارة بوش، واستشهد المتحدث تلو المتحدث بالبحث الذي أجراه كل من ستيفن والت وجون ميرشايمر وكتاب جيمي كارتر الأخير، كأدلة على اعتراف حتى الأمريكيين بأن اللوبي الإسرائيلي يسيطر على حكومتهم·

وجادل كثير من المتحدثين العرب بأن المشكلات بين أمريكا والعالم العربي لا علاقة لها بالأصولية الدينية أو التطرف "الأيديولوجي"، بل هي مرتبطة بالسياسات الأمريكية تجاه إسرائيل والقوى المهيمنة على هذه السياسات·

ومضى هؤلاء المتحدثون إلى أنه في مايتعلق بالمشكلات القائمة في الشرق الأوسط، فإن مصدرها واحد وهو إسرائيل· وأشار متقدم في السن إلى أن القضايا الأربع الأكثر إلحاحا في الشرق الأوسط هي النزاع العربي- الإسرائيلي، وعدم الاستقرار في لبنان، والفوضى في العراق والمواجهة مع إيران· وهذه القضايا الأربع متشابكة، وإسرائيل هي أساسها جميعا·

 

رواية مختلفة

 

وحاولنا - نحن الأمريكيين- حث أصدقائنا العرب على التحدث أكثر عن الانقسام السني - الشيعي والحرب الأهلية في العراق وصعود نجم إيران، لكن يبدو أنهم ليسوا مهتمين بذلك· لقد قاموا بمحاكاة خطاب الملك عبدالله الثاني الأخير أمام مجلس الكونغرس الذي تعرض فيه بالكاد إلى الفوضى في العراق·

وكان الحديث كله منصب على إسرائيل طوال الوقت·

وغني عن القول أن للأمريكيين رواية مختلفة عن الأوضاع في المنطقة· وجادلنا بأن مشكلات مثل الأصولية الإسلامية والتطرف والأنظمة السلطوية لا تتحمل إسرائيل ولا بول وولفوتيز المسؤولية عنها، بل لها جذور تاريخية، وقلنا إننا لا نرى في الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني باعتباره جذر الأصولية، بل مشكلة جعلتها الأصولية مستعصية على الحل·

بكلمات أخرى، اتضح أن لهم روايتهم ولنا روايتنا، ومرت كل منهما بجانب الأخرى ولم تتماسا، ولكن الشيء المثير في هذا التجمع هو اللهجة العاطفية، ويبدو أنه كان هناك وقت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، اعتقاد مقبول عموما بأن الإرهاب والتطرف هما من أعراض شعور عربي عميق بالقلق والضيق· ويبدو أنه كان هناك إقرار عام بأن العالم العربي تخلف كثيرا، وأنه بحاجة إلى تحديث اقتصادي وسياسي وديني·

ولكن لم يبد المتحدثون العرب أي إحساس بوجود خلل ما، وردا على السؤال الذي طرحه بيرنارد لويس "أين الخلل؟" يبدو أن جوابهم هو أن لا خطأ عندنا، فما الخطأ عندكم؟

 

خطأ في التشخيص

 

لقد غيرت أحداث السنوات الثلاث الماضية تشخيصهم بعيدا عن مكان الإصابة بالسرطان - من العجز القائم في العالم العربي، إلى الحقد الإسرائيلي و"إيباك"·

وبالإضافة إلى ذلك، كان لبحث وولت ومير شايمر تأثيره العميق على النخبة العربية· لقد شجعهم على تحليل النوايا وعدم النظر الى مشكلاتهم، وبدلا من ذلك إلقاء اللائمة عن كل شيء على شبكة إسرائيل الإخطبوطية·

وهكذا، فإننا ندخل في مرحلة أكثر استعصاء على الحل، في هذا الصراع، مرحلة تصبح فيها الحرب ليست حول الأرض أو النفط أو حتى المؤسسات الديموقراطية، بل إنها حرب حول الرواية، فالعرب يركزون على المؤامرة الصهيونية وهي الرواية التي بقدر ما تلغي مسؤوليتهم عن أي خطأ، بقدر ما يعتبر مدمراً للذات إنهم يطالبون الولايات المتحدة وإسرائيل بتبني روايتهم، والاعتراف باقتراف ذنب تاريخي· فهم الذين فشلوا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ويخوضون الآن، معركة التفوق الأخلاقي، وهي المعركة التي لا تسمح بتسويات وسط أو هدنه·

وفي هذه الأثناء، فإن ما يرغب به الأمريكيون، ببساطة، هو الخروج من هذا الصراع، لقد دعا جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر، إلى الانخراط في الشرق الأوسط بعمق·

ولكن الآن، تراجع معظم الأمريكيين عن قدرتهم على تغيير الشرق الأوسط والرغبة العربية في التغيير، وهم سيؤيدون أية سياسة للطاقة أو غيرها تمكنهم من فك ارتباطهم بالمنطقة·

وما يدور الآن ليس صدام حضارات، بل فجوة بين الحضارات وزيادة في الخلاف بين الروايتين، وغياب للأهداف ووسائل الاتصال الواحدة بين الطرفين·

عن  إنترناشيونال هيرالدتربيو

طباعة  

تشمل قوانين النفط والبعث والميليشيات ومراجعة الدستور
أهداف (لا جداول زمنية) يجب تحقيقها قبل أي انسحاب أمريكي من العراق

 
وقف البرنامج النووي مقابل التخلي عن محاولات إسقاط النظام
هل تتم المقايضة الكبرى بين واشنطن وطهران؟!