لم تتحمل جريدة "الحركة" لسان حال الحركة الدستورية الإسلامية "حدس" أن تنتقد بسبب تركيزها على الحملات الدعائية الإعلامية بدلاً مما ينفع الناس بشكل فعلي· النقد على ما يبدو كان موجعاً لأنه كشف أهم أساليب الحركة المتخصصة في التضخيم الإعلامي لكل صغائر أفعالها، كما يبدو أن أكثر ما أوجعها ضيق جمهورها بمواقف نوابها من قضايا المال العام الذين اختاروا خلط "الحابل بالنابل" كي لا يبينوا موقفهم بشكل واضح من أحد أهم سرقات العصر، فالتركيز على قضية بعينها في نقاش عام لا يعني بالضرورة إلغاء القضايا الأخرى، لكن خلط الصغير بالكبير قد يعني التشويش على الموقف غير الصارم من حرامي الناقلات·
مصادر مقربة من "حدس" تشير الى امتعاض شديد في أوساط الشباب، بخاصة وهم يعلمون أن مجلة "حدس" تطبع وتوزع مجاناً مع صحيفة "أبو الناقلات"، ويعلم شباب الحركة أيضاً كم من كبارهم كتب فيها وربما أخذ مقابلاً مالياً لتلك الكتابة·
شباب حدس الممتعضون يخشون تكرار مواقف نواب سابقين لها عندما تهاونوا في قضايا تتعلق بالأموال العامة، وربما ساهموا في تمريرها ودافعوا عنها في لجان المجلس من قبل سواء في الخيران أو الوسيلة والآن الناقلات·
الحركة حاولت تلميع أحد نوابها بأنه أثار قضايا وزارة الدفاع، لكنها لم تبين ماذا بالضبط فعله ذلك النائب تجاه تلك القضايا، ونسيت أن "الطليعة" كانت أول من أثار قضية الزوارق البحرية واستمرت في نشرها الى قبل عددين فقط·
الأهم من ذلك أن الشمس لا يمكن أن يغطيها منخل الحركة، وسيعلم الناس من ينفعهم ومن ينتفع عليهم·