رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 مايو 2007
العدد 1775

لئلا يشعر العائدون بغربة المكان
أمسية حنين ودعوة لنهوض ثقافي فلسطيني

          

 

·         حيفا سهرت مع ذاتها الفلسطينية في ذكرى النكبة

 

حيفا - خاص الطليعة:

في قلب حيفا وفي قاعة مسرح الميدان التي غصت بالحيفاويين لإحياء ذكرى النكبة (59 عاما)، جرت أمسية دعا إليها معهد أميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، وأعدها الشاعر سليم أبوجبل ابن الجولان السوري المحتل والمقيم في حيفا، وتولى عرافتها الكاتبتان الواعدتان أسماء عزايزة ورشا حلوة، بزي فلسطيني وعيون تتطلع الى المستقبل، لتقول إن جيل الأحفاد الذي اعتقد حكام إسرائيل أنه لن يتعرف على وطنه ولن يعرف ماذا كان قبل النكبة وفيها، هذا الجيل تقول نظراته وشفاهه: نحن سنواصل المشوار لإعادة الحق الى أهله وليعود الأهل الى وطنهم، وبين فقرة وأخرى قدمتا من شعر محمود درويش الذي بدأ مشواره الشعري في حيفا، وصدرت أولى دواوينه عن مكتبة النور لصاحبها المناضل الشاعر داهود تركي وعن مطبعة الاتحاد وقرأتا لابن حيفا، أحمد دحبور ما ظل في ذاكرته من المدينة التي شرد منها طفلا في السادسة، وتوالت الفقرات الثقافية والأدبية واستهلها الشاعر حنا أبوحنا فقدم مداخلة غنية عن الشعر الفلسطيني قبل النكبة، عن إسعاف النشاشيبي ووديع البستاني وعبدالرحيم محمود وعبدالكريم الكرمي وإبراهيم طوقان ومطلق عبدالخالق، واختتمها بقصيدة من نظمه عن ومن ذاكرته، التي دونها في كتابه "ظل الغيمة" ثم قرأت الشاعرة الحيفاوية المخضرمة سعاد قرمان قصيدتين عن الرحيل والوطن·

الكاتب سلمان ناطور مدير معهد إميل توما، ألقى كلمة دعا فيها الى إحياء ذكرى النكبة ليس بالدموع والبكاء على الأطلال بل بالعطاء الإبداعي الفلسطيني في الماضي والحاضر، وبتشديد النضال من أجل العودة والحرية والاستقلال، وبنشر رسالتنا الثقافية والحضارية في العالم لأننا شعب يحب الحياة ويناضل من أجلها·

ومع الجيل الذي عايش النكبة ويحمل رسالة العودة الى الأبناء والأحفاد كان الحوار الطيب والإنساني مع أم ماهر زهرة الخمرة التي تجاوزت السبعين من عمرها، لكنها ما زالت تذكر كل تفاصيل الحياة في حيفا، التي تذكرها مركز إشعاع وعمل وكانت قلب فلسطين التجاري والصناعي والثقافي وتحدثت عن محطات التشريد، ومن ثم العودة الى حيفا بعد رحلة عذاب مضنية، العودة الى الوالد قاسم عابدي الذي أصر على البقاء في حيفا ولم يغادرها·

وقدم الدكتور جوني منصور مؤرخ المدينة مداخلة أرفقها بصور المدينة منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم، عرض بناياتها الحجرية الجميلة والتي هدمت وأقيم عليها بنايات تجارية من الزجاج والقصدير، وأعقبها كلمة الدكتور أودي أديب اليهودي اليساري المناصر لحق الشعب الفلسطيني، والذي أمضى عدة سنوات في السجن بتهم التجسس لصالح دول عربية، ودعا في كلمته الى ترجمة الأدبيات الفلسطينية عن النكبة وما قبلها الى اللغة العبرية، لاطلاع القارىء اليهودي على حقيقة هذه البلاد ولمكافحة زيف الرواية الصهيونية·

وكانت الموسيقا والغناء في هذه الأمسية من عطاء الفنان الجولاني مضاء مغربي، وهو صوتٌ آت من أعالي الجبلِ الشاميّ، عودٌ بين أوتارهِ رائحةُ الجوّلان العربيّ السوريّ المحتل· أغنيةٌ تحملُ وجعَ نكبتين لا واحدة، نكبة فلسطين ونكبة جوّلانه· طبيب أسنان أنهى دراسته مؤخرًا في جامعة دمشق قدم أغنية "لا ما ننسى" للفنان السوري سميح شقير·

واختتمت الأمسية ببيان قدمه الشاعر سليم أبو جبل باسم معهد إميل توما ومنظمي الأمسية، وفيه دعوة للإعلان عن حيفا مدينة الثقافة الفلسطينية عام 2008 وتنظيم شهر الثقافة الفلسطينية· وقد قوبل البيان بتصفيق وقبول وحماس كبير للمضي في تنفيذ هذا المشروع الوطني·

 

نص البيان:

 

في الذكرى الستين للنكبة والتي تأتي في العام المقبل، سنعود إلى حيفا، عودة ثقافية، نعيد إليها هويتها ونكهتها وجمالها·

في الذكرى الستين للنكبة ندعو للإعلان عن حيفا "مدينة الثقافة الفلسطينية للعام 2008" وأن تستضيف حيفا بهذه المناسبة "شهر الثقافة الفلسطينية" الأول لتأكيد تاريخها وهويتها الفلسطينيين·

بدأت فكرة إقامة شهر الثقافة الفلسطينية بمبادرة ثلاث مؤسسات وهي معهد أميل توما، جمعية سرد، جمعية التطوير الاجتماعي، لكن الفكرة لم تخرج للواقع لأسباب عديدة، وها نحن الآن نستثمر هذه الفرصة وندعو من خلال هذه الأمسية جميع المؤسسات الفاعلة في حيفا وكل الوطن الفلسطيني وفي الشتات لأن يضعوا أيديهم بأيدينا لتكون السنة القادمة، الذكرى الستون للنكبة ذكرى غير عادية·

يهدف شهر الثقافة الفلسطينية إلى التأكيد على هوية حيفا التاريخية، ومعالمها العمرانية، والجغرافية والثقافية، من خلال إشراك ما أمكن من القطاعات والشرائح القاطنة والفاعلة في حيفا، على المستويين الشخصي والعام وتحريك الحالة الثقافية الراكدة، وتأسيس عنوان "شهر الثقافة الفلسطينية" ليكون عنوانًا للنتاج الثقافي والفني للعرب الفلسطينيين، عبر التأكيد على قدرة الأفراد والمؤسسات الصغيرة على القيام بمشاريع ثقافية كبيرة ومتنوعة·

ستتركز نشاطات شهر الثقافة الفلسطينية في أمسيات شعرية وتكريمية، أفلام سينما، ندوات فكرية، مسرحيات، معارض رسومات وصور، جولات تاريخية، سهرات فنية وموسيقية، مسارات تسوّق، ومعارض كتب·

سيُعيد شهر الثقافة الفلسطينية إحياء ذاكرة حيفا العربية الفلسطينية من خلال جولات تاريخية في المدينة، ومن خلال الاحتفاء بكتّاب وشعراء حيفا قبل النكبة، تنظيم معرض صور، تنظيم معرض للصحف الفلسطينية قبل النكبة، إحياء أسماء الشوارع الرئيسية وإعادة تسميتها بأسماء عربية، إحياء ذكرى تأسيس مدارس عربية في حيفا، إطلاق تسمية شوارع حي وادي النسناس بأسماء أسواق حيفا قبل النكبة·

نأمل من خلال هذا المشروع أن تواصل الأجيال القادمة إحياء ذكرى النكبة بالطريقة الأفضل، أن تكون للثقافة الفلسطينية مكانها وأن تكون لفلسطين الثقافية هويتها·

عودوا معنا إلى المستقبل القريب، العام القادم، عودة إلى حيفا، نعيدها إلى ذكرياتها، لتتعرف على نفسها من جديد· عودوا معنا، العام القادم عسى أن يكون عام العودة، فلا يشعر العائدون بغربة المكان·

 

                     

طباعة  

يقدم قراءة نقدية ويعرض لحياة الشعراء
الشطي يتعقب الحالة الشعرية في الكويت

 
اشراقة
 
"إيسيسكو" تدرب الصحافيين على استعمال الحرف العربي في غينيا
 
إصدارات
 
سقوط