رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 مايو 2007
العدد 1773

ضربة "ساركوزي" الموفقة التي أوصلته إلى الرئاسة:
استثارة الخوف من المسلمين.. ومن في نظره "حثالة" و"رعاع"!

                                                                 

 

كتب حمد حسين:

وفق آراء غالبية المحللين وعدد من الناخبين الفرنسيين، فإن ضربة مرشح الرئاسة الفرنسي "نيكولا ساركوزي"، المهاجر ابن أحد الأرستقراطيين الهنغار وحفيد يوناني يهودي، الموفقة التي صعدت به إلى سدة الرئاسة الفرنسية بغالبية 53% من الأصوات، كانت وعده القاطع للفرنسيين برفض دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لأن انضمام تركيا إلى الاتحاد يعني وصول الإسلاميين في الأناضول إلى أوروبا، مستثيراً بذلك في الذهن الفرنسي ذكريات المقررات المدرسية عن الجيوش العثمانية التي دقت أبواب فينا، ومن وراء ذلك تواريخ الغزو الاستعماري الذي اتخذ في الذهن الغربي صورة الحروب الصليبية· فكان بذلك يضرب وترا حساسا، زادته حساسية أجهزة الإعلام الأمريكية والصهيونية المجندة في السنوات الأخيرة التي ماتزال تقدم المسلمين والعرب في صورة "الإرهابيين" القادمين لتخريب الحضارة الغربية، في نفوس قطاع واسع من الجمهور الفرنسي المضلل الذي يجاهر بخوفه من الإسلام، وكراهيته لسكان الضواحي الفقراء، وأغلبهم من المهاجرين العرب والمسلمين· ونظرة سريعة إلى أقوال بعض أنصار "ساركوزي" الذين أدلوا بأصواتهم لصالحه، تظهركم كان موفقا في لعبه على هذا الوتر· فإحدى الناخبات تصر على أنه محق برفضه للمسلمين لأنهم سيغزون فرنسا، وهذا يعني، كما تقول، إن الكاثوليك سيصبحون أقلية في بلادهم، وتقول أخرى أنها اقترعت له لأنه رجل صارم وصاحب قبضة قوية، يعرف كيف يوجه اللكمات إلى الحثالة والرعاع· وتزيد أخرى المعزوفة اليمينية المعروفة نغما، فتقول أنها اقترعت لصالحه لأنه ضد دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لأن عدد المسلمين سيزيد في فرنسا، وتكفي

المشاكل التي يحدثها 5 ملايين مسلم هنا، وعلق ناخب بالقول أنه يؤيد سياسة "ساركوزي" لأنه سيحمي فرنسا من الإرهاب الإسلامي·

هذا نبض الشارع كما يقال، وهو نبض تم تكييفه على صعيد معولم على يد أجهزة استخباراتية وعلامية ناشطة، في ظل قمع ومطاردة أي اتجاه آخر معارض هذا التيار على صعيد معولم أيضا، تدخلت فيه الأجهزة التنفيذية الغربية ضد فضائيات عربية، وناشطين مسلمين وعرباً حاولوا مواجهة موجة الكراهية هذه· فوز "ساركوزي" المرشح اليميني لم يكن إذن ضربة حظ، أو انتصارا لبرنامج إصلاح اجتماعي أكثر بنوده تصب لصالح الطبقة الفرنسية الثرية، مثل التخفيضات الضخمة على ضرائب التركات، وإصدار قانون مضاد للإضرابات العمالية، وبخاصة في قطاع النقل والمواصلات، ونظم تجبر العاطلين عن العمل على قبول أي عمل يعرض عليهم، وإلغاء الضرائب على الأعمال الإضافية· ففي هذا المجال يعتبر برنامج المرشحة الاشتراكية، التي حصلت على ما نسبته 47% من أصوات الناخبين، متقدما أكثر على برنامجه، ومناقضاً له إن على صعيد توسيع حماية الدولة للمواطن بخلق نصف مليون فرصة عمل في القطاع العام، أو رفع الحد الأدنى من الأجور·

لقد حذرت المرشحة الاشتراكية بقوة من فوز "ساركوزي" قائلة في مناظرة اللحظة الأخيرة التي جمعتها مع منافسها، إن فوزه سيشعل العنف والوحشية في أرجاء فرنسا· في محاولة لتذكير الفرنسيين بأحداث ضواحي المدن الفرنسية في العام 2005، ولم يمر على هذا التذكير الكثير من الوقت حتى ظهر رد الفعل على فوز "ساركوزي" بالاضطرابات التي عمت عددا من المدن الفرنسية فور الإعلان عن نتائج الانتخابات·

وفي اعتقادنا أن نظرة شبان الضواحي، وأغلبيتهم من المهاجرين الذين سبق "لساركوزي" أن وصفهم بالحثالات، التي تعتبره شخصا مكروها، ربما تكون جانباً من جوانب معارضته في أشد أشكالها تطرفا، وستضاف إليها جوانب أخرى في المسار السياسي على الصعيد الخارجي الذي بدأه بإعلان ولائه لسيد البيت الأبيض، معاكسا بذلك النزعة الديغولية ذاتها التي يضع نفسه في إطارها·

طباعة  

في ظاهرة جديدة على العمل السياسي في الكويت
نواب يدافعون عن المتهمين بسرقة المال العام

 
بسبب سلبية موقف مدير "التطبيقي" وحداثة عهد الوزيرة
ضغوطات لنقل معلمي الكادر العام الى "التدريب"

 
بعد أن عارضت حقوقها السياسية باستماتة
"حدس" تكتشف أهمية المرأة!!

 
من دون لجنة جرد وبلا تقييم لثمن المواد
"الإعلام" تحاول "تنظيف" مخازن محطة المقوع

 
بعد أن "رز" أحمد الفهد في حملة القدس
الطبطبائي يلتقي مدير "الرياضة" المستقيل قانوناً

 
"الأدباء" توقف أنشطة "ورشة السهروردي"
 
مع كونداليزا رايس في واشنطن والقدس وراء الكواليس
هل تستطيع العمليات السرية انقاذ الوضع الأمريكي في الشرق الأوسط؟