رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 مايو 2007
العدد 1772

أخطر أوراق الصهيونية العالمية إثارة الحرب المذهبية عربياً وإسلامياً:
إلى أين نحن ماضون إذا انطلت علينا مزاعم الخطر الشيعي أو الإيراني؟

  

 

·        عندما لاحت بوادر إفشال المشروع الصهيوني خرجت بورقة الفرز المذهبي بين الشيعة والسنّة، وهذا أخطر ما يواجه الأمة العربية والإسلامية في السنوات القادمة

·         أين مشروعنا للرد على الهيمنة  الإسرائيلية - الأمريكية القادمة؟

·         الحرب الأمريكية - الصهيونية على الإرهاب ذريعة للقضاء على ما بقي من مقاومة عربية وإسلامية ترفض التسليم بالأمر الواقع

·         الاتفاقيات تلزم الدول العربية لتأمين ما تحصل عليه إسرائيل في ساعة ضعفها، ولا تلزمها في الظروف المواتية للتوسع وبناء المستوطنات

·         من الخطأ الفادح ان تدفعنا الصهيونية الى توجيه مدافعنا نحو ما تسميه الخطر الإيراني على المنطقة، فإيران ظهير لنا

 

كتب مصطفى الصراف:

القضية المركزية للشعوب العربية والإسلامية هي تحرير فلسطين، كما كانت البداية، وهذه البداية كانت السبب في تنادي الشعوب العربية نحو المشروع القومي العربي، وهذه البداية كانت الحافز على قيام الثورات في الوطن العربي ضد الاستعمار الغربي (المتمثل في إنكلترا وفرنسا وأمريكا) الذي مكن الصهيونية من احتلال فلسطين وإقامة دولة إسرائيل، وهذا التحالف الاستعماري الغربي كان وراء فشل كافة الحروب العربية التي شُنت لتحرير فلسطين بما كانت تمد به إسرائيل من سلاح متطور تشح به على الدول العربية مجتمعة، وهذا التحالف الغربي كان وراء ترسيخ قيام دولة إسرائيل في مواجهة كافة المشاريع العربية لتحرير فلسطين حتى جعلت من الوجود الإسرائيلي أمراً واقعاً·

وقد عمل هذا التحالف في مرحلة موازية على تفكيك مشروع وحدة الدول العربية وتقسيمها الى دول حليفة أسماها معتدلة ودول رافضة لذلك الأمر الواقع واعتبروها دولا معادية للعالم الغربي، والدول المعادية في مقدمتها مصر جمال عبدالناصر وسورية الأسد، وعملت الصهيونية من خلال منظمة أيباك وفروعها في أمريكا على السيطرة على القرار الأمريكي، وهيمنت على مراكز القرار بتغلغلها في الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وتحالفت مع لوبي رجال الأعمال فسيطرت على مجلس النواب والشيوخ ومجلس الأمن القومي الأمريكي· وأخذت الصهيونية تمارس ضغوطها من خلال التحالف الغربي على الدول العربية المسماة المعتدلة حتى نجحت في تحييد مصر السادات وإخراجها من الصراع العربي الإسرائيلي لتقضي على قيادة الأمة العربية في حل قضيتها المركزية، وتحويل الصراع الى المناداة بقيام دولتين إحداهما فلسطينية والأخرى إسرائيلية، فرضا للأمر الواقع· وراحت الحكومات العربية تلهث وراء هذا المشروع الغربي المنشأ خلافا لإرادة معظم الشعوب العربية الرافضة للغطرسة الإسرائيلية الداعية لفرض نفوذها بالقوة·

 

دولة بلا حدود

 

إن إسرائيل منذ وطئت أقدامها أرض فلسطين المقدسة رفعت علمها الذي يحمل فلسفتها المغلفة بما سطّره حاخاماتها في العهد القديم، وهو أن الله وعد بني إسرائيل بدولة أرضها تمتد من الفرات الى النيل، وهو ما يبرزه علمها ذو الخطين الأزرقين رمز الفرات والنيل وتتوسطه نجمة داود وهي رمز دولة إسرائيل·

وهذا ما يجعل إسرائيل غير راغبة في التوقيع على أية اتفاقية لتحديد حدودها بوضعها الحالي، ولو اضطرت الى ذلك في ظرف ما من الزمان فإنها لن تتورع عن تمزيق أية اتفاقية تنص على ذلك والاستمرار في تحقيق هدفها التوسعي كلما سنحت لها الظروف العربية والدولية· فالاتفاقيات تلزم الدول العربية لتأمين ما تحصل عليه إسرائيل في ساعة ضعفها ولا تلزم إسرائيل في الظروف المواتية لها للتوسع وبناء المستوطنات وتهجير اليهود إليها حتى بلوغ النهرين· وهي ما تعمل عليه الآن لتهجير اليهود من الهند لإسكانهم في جنوب لبنان، كما فعلت مع الفلاشا، وهذا ما حدث بالنسبة لابتلاعها للأراضي العربية التي احتلتها سنة 1967 وما حاولت أن تبلعه من الجنوب اللبناني، حيث احتلته وبقيت فيه منذ 1982 على الرغم من صدور القرار 425 حتى طردتها المقاومة اللبنانية سنة 2000· وعندما وجدت إسرائيل ظروف الحكومات العربية مواتية استغلت خلافاتها التي أشعلتها الصهيونية الأمريكية فيما أسمته بالحرب على الإرهاب لتقضي على ما بقي من مقاومة عربية وإسلامية رافضة للتسليم بالأمر الواقع ونعتتها بمحور الشر وكان لسورية وإيران النصيب الأكبر من ذلك الضغط والتهديد بالحرب· وتنفيذا لسياسة إسرائيل التوسعية وحلمها في احتلال جنوب لبنان الغني بمياهه شنت الحرب على جنوب لبنان بغرض احتلاله ثانية مستغلة الظروف العربية المواتية والداعية للسلام مع إسرائيل والغاضبة على سورية وإيران بعد أن افتعلت الصهيونية قضية التخويف من المشروع النووي الإيراني· وبذرت بذور الشقاق بينها وبين دول المنطقة، وغضت النظر عن مفاعل ديمونة النووي الواقع في قلب الوطن العربي والقنابل النووية التي تملكها إسرائيل·

 

أخطر أوراق الصهيونية

 

عندما لاحت بوادر إفشال المشروع الصهيوني في المنطقة أبرزت ما أعدته مسبقاً لمواجهة ذلك الفشل بطرح ورقة الفرز المذهبي بين الشيعة والسنة كثوب تلبس به سياستها في المنطقة لتشغل الدول العربية في خلافات مذهبية، وهي أخطر ما يواجه الأمة العربية والإسلامية في السنوات القادمة ما لم نعِ خطورة ذلك· والمؤسف أن كثيرا من وسائل الإعلام العربية قد سايرت ذلك الطرح، ومهما كان الثمن الذي قبضته بالمقابل فإنه ثمن بخس تدفعه المؤسسات الصهيونية·· سيأتي على حساب قدراتنا التنموية وهي في مراحلها الأولى، وسندفع ثمنا فادحا بتمكينهم منا سياسيا واقتصاديا·

يجب أن ندرك جميعا بأن الدين لله - عز وجل - وأن الله هو الذي يتقبل ممن يتوجه إليه بطاعته ولا شيء للمواطن الإنسان إلا ما يدخره من إيمان خالص لأخرته يثاب عليها يوم الدين؟ سواء كان شيعيا أم سنيا مسلما أم مسيحيا·

ألا ندرك أن الاحتراب المذهبي لا مردود منه دينيا إلا الدمار والفرقة والتخلف وتعطيل تقدمنا الاجتماعي والاقتصادي والتنموي بصورة عامة، وهو ما يلحق بالمواطن أفدح الضرر في الدنيا والآخرة، وما علينا إلا أن نتأمل في كل ذلك ونراجع ضمائرنا وعقولنا حتى لا نكون ورقة تلعب بها الصهيونية لتدميرنا· ولندرك أن الدين لله والوطن للجميع، وهو الرد المقابل للمشروع الصهيوني·

ولنسأل أنفسنا ياتري من المستفيد من هذا الوجود الإسرائيلي في المنطقة؟؟

كم صرفت الدول العربية علي تسليح جيوشها لمحاربة إسرائيل، وهل ستقبل الدول البائعة للسلاح الذي تستورده الدول العربية بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل فيما لو وافقت إسرائيل على ذلك؟! وكم سيستمر ذلك السلام وما نوعه؟؟ وهل سيكون قبل بلوغ إسرائيل النهرين أم بعد ذلك؟

أما أن الآوان أن يكون لنا مشروع عربي نواجه به هذا المشروع الاستعماري الصهيوني· أليس هذا أفضل من أن نشغل أنفسنا في الأحتراب المذهبي الذي لن يعود علينا كشعوب عربية وإسلامه إلا بالدمار؟

إنه خطأ فادح أن تجعلنا الصهيونية العالمية نوجه مدافعنا نحو ما تسميه الخطر الإيراني على المنطقة· إن إيران الثورة الإسلامية جارة يمكن أن يشملها المشروع العربي كظهير لنا·· فإن إيران دولة لديها نفط يغنيها عن الطمع في نفطنا كما أن إيران لديها موقع استراتيجي لا يجعلها تطمع في أرضنا·

 

من العدو ومن الصديق

 

يا ترى من هو العدو؟ ومن هو الصديق؟!! إن إيران الإسلامية منذ قيامها بثورتها ضد نظام الشاة الصديق لإسرائيل قطعت علاقتها مع إسرائيل عدوة العرب وحولت سفارة إسرائيل فيها الى سفارة للدولة الفلسطينية، ووقفت الى جانب الدول العربية في كل قضاياهم المصيرية كدولة إسلامية صديقة للعرب، ولم تبد أي أطماع من جانبها في الهيمنة على أي منها، بينما إسرائيل أعلنت بوضوح أطماعها في الهيمنة على المنطقة العربية واتخذته شعاراً في علمها ونفذت ذلك في احتلال فلسطين والتوسع في بناء المستوطنات وجلب يهود العالم إليها للمضي قدماً في التوسع أكثر وأكثر ورفضت كافة مشاريع السلام العربية· ونصبت العداء لإيران لأنها دعمت سورية ولبنان لتبقيا صامدتين أمام التوسع الإسرائيل الرافضتين للاستسلام لهيمنتها، ولذلك فإن إسرائيل ومن ورائها الصهيونية الأمريكية تسعى لضرب إيران كي لا تكون ظهيرا يساند العرب ضد الهيمنة الإسرائيلية· وما لم تستطع فعله إسرائيل عسكريا فإنها تقوم به سياسيا وإعلاميا· وهكذا بحجة تخويفنا من إيران الصديقة، يأتي العدو الصهيوني للهيمنة علينا·

 

المؤامرة

 

انتشرت بين بعض المثقفين العرب لفترة بصورة مكثفة السخرية من لفظ المؤامرة، ووصفوها بالمشجب الذي يعلق عليه المنهزمون أسباب هزيمتهم وفشلهم، والحقيقة هو أن إشاعة ذلك بين بعض المثقفين وتلقفها من بعضهم واعتمادها لديهم كفكر تقدمي هو بحد ذاته كان وليد مؤامرة بثتها بينهم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وروج لها عملاؤها في المنطقة، وأصبحت ضمن مفاهيم كثيرة يعتنقها مثقفو الصالونات· أما الحقيقة فإن المؤامرة موجودة، ولكونها مؤامرة فكثير منا لم يعها· لقد حذر الرئيس الأمريكي (بنيامين فرانكلين) من اليهود الخزر أو (الشكناز) الذين تقاطروا على أمريكا قادمين من أوروبا بعد أن عاثوا فيها فسادا على مر التاريخ وطالب بطردهم من أمريكا حتى لا يهيمنوا عليها، وقد كان الرئيس "بنيامين فرانكلين" من الرؤساء الأوائل في أمريكا الذي أحس بالخطر اليهودي قبل تغلغله في أمريكا من خلال دراسته لتوراتهم ولتاريخهم وما قاموا به في أوروبا، وما أحدثوه من خراب فيها، فوجه خطابا للشعب الأمريكي أمام الكونغرس جاء فيه: "ألا أيها السادة: هناك خطر كبير يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الخطر هو اليهود، ففي كل أرض يحل بها اليهود، يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها، وعلى مدى تاريخهم الطويل، ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها، ولم يندمجوا في حضارتها، بل كانوا يعملون دوماً على آثاره الأزمات المالية وخنق اقتصادياتها، كما حصل في البرتغال وإسبانيا· ولأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على قدرهم المُحزن، أعني طردهم من وطنهم الأم (فلسطين)، كما يزعمون وإن لم يُطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور، فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن، سيتوافدون الى هذا البلد بأعداد كبيرة، وبتلك الأعداد سيملكوننا ويدمروننا، من خلال تغيير أنظمة الحكم لدينا، والتي بذلنا نحن الأمريكيين من أجل توطيدها على مر السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا، وإن لم يتم طردهم، وبعد مائتي سنة من الآن، فإن أحفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم، بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا واغتباطا بما حصدوه من غلال وأرباح· وها أنا أحذركم أيها السادة، إن لم تطردوا اليهود من هذا البلد الى الأبد، فإن أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم، ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال فإن قيمهم تختلف كليا عما يتحلى به الشعب الأمريكي من قيم، فالفهد الأرقط لا يمكن تغيير لون جلده، وسوف يعرضون مؤسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر، لذلك يجب طردهم بنص الدستور"، وها هو قد تحقق لأولئك اليهود الصهاينة ما حذر منه (بنيامين فرانكلين) قبل مائتي عام تقريبا، وأصبح الصهاينة مسيطرين على الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي، وعلى ما يقرب من خمسين في المائة من مجلس السينات وعلى أغلبية مجلس الأمن القومي، وبذلك صاروا مسيطرين على المؤسسات السياسية الأمريكية الداعمة للوجود الإسرائيلي، يوجهون إداراتها وفق ما تقتضيه مصالحهم ولو على حساب الشعب الأمريكي·

 

تخويف صهيوني من خطر وهمي

 

ومثل ما روجوا لفكرة عدم وجود مؤامرة، روجوا في الأشهر الأخيرة التخويف من البرنامج النووي الإيراني السلمي وذلك من خلال الساسة الأمريكان أصدقاء العرب· لتصبح إيران الإسلامية هي العدو، وإسرائيل العدو الحقيقي هي الصديق، الذي سيحمي المنطقة من الخطر الإيراني· نعم صديقتنا وحليفتنا هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لماذا هي تقف مع إسرائيل دائما حينما تقرر الاعتداء على العرب، وتساند إسرائيل بحجة حماية أمنها، وأين هي أمريكا حينما تهدد إسرائيل باستخدام السلاح النووي تارة بضرب السد العالي في مصر، وتارة التلويح به عندما يرتفع الصوت العربي ضد أي موقف أو قرار إسرائيلي متسلط، حتي أصبحت صداقتنا للعدو الإسرائيلي من قبل بعض الحكومات العربية أمرا مفروضا عليهم من قبل الذراع الأمريكي الذي تحركه الصهيونية· وها هي اليوم أمريكا تدفع بأساطيلها الحربية الى منطقة الخليج بحجة حماية دول الخليج، وتروج لضرب المفاعل النووي الإيراني، ليس إلا لتبقى إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي تملك السلاح النووي لتبقى كلمتها هي العليا فتهيمن على الدول العربية الراضخة للإدارة الأمريكية الصديقة!! ولتصبح إسرائيل هي الحارس الأمين على ثروات المنطقة لتغذي به توسعها في المنطقة، بل ولتهيمن الصهيونية على دول العالم وليس على المنطقة العربية فحسب، وهذا سيتحقق لهم حسب ما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون· ما لم يتم التصدي لهذا المخطط الرهيب من دول المنطقة بإقامة مشروع لدول المنطقة بمبادرة عربية بعيد عن الهيمنة الأمريكية تشترك به كافة دول المنطقة لمواجهة الهيمنة الإسرائيلية القادمة حتما· باعتبارها هي العدو الحقيقي الذي ما فتئ يهددنا ويعمل على اغتيال قادتنا الواعين لخطره واتساع نفوذه· إما بصورة مباشرة أو من خلال النفوذ الأمريكي الذي تحركه الصهيونية· وأجهزة استخباراتها المتناسقة مع CIA· وما يجري في العراق ولبنان هو حلقات ضمن هذه المؤامرة الكبرى التي خططت لها الصهيونية وتنفذها أجهزة الموساد الإسرائيلي لتفكيك وحدة العراق· واحتلال الجنوب اللبناني، وذلك باسم الصداقة الأمريكية لدول المنطقة، ومن خلال بعض الشخصيات العربية المرتزقة المتعاونة معها·

لقد خط حاخامات اليهود ما سموه بالعهد القديم، حيث زعموا أن الله وعدهم بالأرض الواقعة بين الفرات الى النيل، واتخذوا ذلك شعارا لعلمهم ذي الخطين الأزرقين اللذين يرمزان الى نهري (الفرات والنيل) وتتوسطها نجمة داود إشارة للدولة اليهودية، وأضيف الى ذلك أن حاخامات اليهود فرضوا على اتباعهم شريعة لإعداد اليهود إعداداً قتاليا ضد جميع البشر الذين يسمونهم (الجوبيم) أي الأممين أو الأغيار، وادعوا لأنفسهم بأنهم شعب الله المختار ومن سواهم حيوانات خلقت على هيئة البشر ليكونوا في خدمتهم واستباحوا في شريعتهم الاستيلاء على أرض الأغيار وإيذائهم· وما زالوا بإيمانهم هذا، وهو ما جعل الأمم تجزع وتنفر منهم وأخرها ما حصل لهم في العهد النازي· فقرروا التمركز في العالم الجديد وهو أمريكا الشمالية لجمع صفوفهم وإعادة الكرة لاحتلالهم أرض ما بين الفرات والنيل، وقد عملوا لذلك ونجحوا في السيطرة على الوضع الاقتصادي والمؤسسات السياسية هناك في الدولة الأقوى·

 

هل يقرأ الحكام العرب؟

 

يا ترى هل قرأ الحكام العرب خطاب بنيامين فرانكين؟؟ وأين ذهبت اللاءات الثلاث التي أعلنت في الخرطوم؟ لقد أصبح الشعب الفلسطيني رقيقا يسومه اليهود سوء العذاب وتم اغتصاب أراضيه وشرد أبناؤه· ثم تغير النظام في أكبر دولة عربية متاخمة لإسرائيل وهي مصر في عهد السادات وأصبح نهر النيل غير بعيد المنال، وكذلك الأردن أما المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج والجزيرة العربية فقد أصبحت تحت الجناح الأمريكي الدولة الداعمة للوجود الإسرائيلي وهي ما أطلق عليها بالدول المعتدلة، وها هم يعملون على تدمير العراق من خلال المرتزقة الذين يدعمهم الموساد الإسرائيلي وهم يفجرون السيارات المفخخة، ويعزفون على أوتار المذهبية لإعاقة العراق من الوقوف على قدميه لأن في ذلك تحقيقا لما يسمونه بالأمن الإسرائيلي وحتى تأتي الفرصة المناسبة لبلوغ نهر الفرات· لقد حاولوا بالغصب احتلال جنوب لبنان، ففشلوا بفضل المقاومة، ولكنهم سيحاولون ذلك عن طريق بعض الساسة الذين يسمونهم بالمعتدلين، فهذه هي أساليبهم، ما لا يستطيعون تحقيقه عسكرياً كما حدث مع مصر عبدالناصر يعملون على تحقيقه سياسيا، من خلال إيصال حكام يسهل خضوعهم إليهم سواء باغتيال معارضيهم أو بدفع فواتيرهم الشخصية·

لن تنعم المنطقة العربية بالاستقرار، ولن تتمكن من النهوض تنمويا وتكون ضمن العالم المتقدم بما لديها من إمكانيات مادية ومعنوية إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي وحكومته وإعلان دولة فلسطين على كامل ترابها دولة مستقلة يتعايش فيها المسلمون، والمسيحيون، واليهود وضمن حكومة ديمقراطية تؤمن بحرية العقيدة، حيث يستحيل اليوم قيام دولتي فلسطين وإسرائيل، لان دولة إسرائيل المزعومة هي كيان عدواني عنصري لا يمكن أن تتعايش مع دول المنطقة ضمن مبادئها العنصرية التي لم تعد سرا·

طباعة