رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 مايو 2007
العدد 1772

قبل انطلاقتها خليجيا
"بنات أول" في ندوة ثقافية تؤسس للقيم الوطنية في مسرح الطفل

         

 

·      عبدالعزيز الحداد: أنجزنا عملنا واليوم نريد  أن نستمع لآراء الصحافة وأهل الاختصاص

·         الدكتور نادر القنة: مسرح الطفل العربي مخيّب للآمال بتحيزه للجزئي والخاص على حساب الكلي والعام

 

كتب محرر الشؤون الفنية:

في إطار خطتها الرامية الى تقديم عرضها المسرحي في أكثر من عاصمة خليجية نظمت أسرة مسرحية (بنات أول) بقيادة المخرج عبدالعزيز الحداد ندوة ثقافية في نادي الكويت للسينما يوم الاثنين الماضي الثالث والعشرين من شهر أبريل بعنوان (تنمية الروح الوطنية في مسرح الطفل) حاضر فيها الزميل الدكتور نادر القنة مسؤول تحرير الصفحة الفنية بجريدة "الطليعة"·

في بداية الندوة تحدث الأستاذ عامر التميمي رئيس مجلس إدارة نادي الكويت للسينما، حيث رحب بالصحافة والإعلاميين والحضور في بيت السينما الكويتي، مؤكداً على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التي من شأنها الارتقاء بالثقافة الكويتية· كما أوضح في كلمته استعداد نادي الكويت للسينما بوضع جميع إمكاناته الفنية والثقافية والمادية أمام أهل المسرح من أجل تنظيم المزيد من هذه الندوات الفكرية· وقال: إن أبوابنا مفتوحة للجميع، والمسرح والسينما مؤسستان تلتقيان في أهداف واحدة مشتركة·

وبدوره قام الفنان عبدالعزيز الحداد مؤلف ومخرج عرض مسرحية (بنات أول) بتوجيه الشكر والتقدير لأسرة نادي الكويت للسينما على إتاحتها الفرصة لأهل المسرح ليتم اللقاء في البيت السينمائي·

ثم وجه شكره وتقديره للزميل الدكتور نادر القنة المحاضر في هذه الأمسية الثقافية منوهاً الى أهمية الالتقاء بأهل الاختصاص للاستماع الى وجهة نظرهم حيال العروض المسرحية التي تقدم، والقضايا التي تتم إثارتها·

في أعقاب ذلك عرض الحداد تقريراً موجزاً عن مسار مسرحيته (بنات أول) وملخصا سريعا للحكاية المسرحية، والأبطال الذين قاموا بأداء الأدوار·

بعد ذلك قام الحداد بدعوة الزميل الدكتور القنة لتقديم محاضرته حول تنمية الروح الوطنية في مسرح الطفل· سبقها تقديم تعريف موجز من قبل الحداد للباحث المحاضر·

أما الزميل الدكتور نادر القنة فقد حدد مرتكزات محاضرته في عدد من النقاط الرئيسة: حيث أوضح أهمية هذا الملتقى الثقافي ومدى انعكاسه على واقع التجربة الإنتاجية الخاصة بمسرح الطفل· ونوه الى أن الحداد اعتاد في معظم اشتغالاته الفنية المسرحية والتلفزيونية والسينمائية على إجراء مثل هذه الندوات رغبة منه برصد وجهة نظر الصحافة والإعلام وأهل الخبرة والاختصاص في ما يقدمه من أعمال، وقال: لا ننسى ملتقياته السابقة في مطلع ثمانينات القرن الماضي مثل: فيلم عدنان، عرض فدوة لج، عروض كماشة، وكذلك عروضه المونودرامية، وعروض البانتوميم، وهي ملتقيات انعكست بلا شك على تجربة الحداد الفنية، حيث استفاد من الملحوظات التي كانت توجه الى أعماله·

وقال الدكتور القنة: إن المسرح بوسعه أن يلعب دوراً فاعلاً في جوهر مشروع التنمية الوطنية الشاملة وذلك عبر مساندته الإيجابية الكاملة في تنمية الروح الوطنية، وفي بلورة الشخصية الوطنية سواء للمساهمين والمشاركين في اللعبة المسرحية أو للجمهور العريض من الأطفال الذي يتلقى اللعبة المسرحية بأسلوب مبسط خاضع للقيم المعرفية والجمالية· فما تصدره الخشبة من أفكار، وقيم، وتعليميات، وتوجيهات يمكنها التأثير إيجابيا في وعي المتلقي بحيث تجعله جنديا مقاتلا، وحارسا أمينا من حراس القيم الوطنية·

وأشار الدكتور نادر القنة في محاضرته الى أن التجربة الألمانية تعد تجربة فريدة على مستوى العالم، حيث نجحت في تكريس الكثير من القيم الألمانية داخل نفوس الأطفال· فنمت في داخلهم مواطنة الاعتزاز باللغة الألمانية، والشخصية الألمانية، والتاريخ الألماني· ودفعتهم منذ الصغر بأن يكونوا صناع تاريخ وصناع وطن، وألا يعتمدوا على الجاهز والحاضر الذي تركه لهم الآباء والأجداد· فمسرح الطفل الألماني يعوّد مشاهديه على فعل العمل، والإبداع، والإنتاج· وبالتالي محاسبة النفس من منطلق مقدار ما أنتج وأعمل وأبدع فأنا أحب ألمانيا·

هذا المفهوم العريض في تنمية الشخصية الوطنية انتقل بسلاسته الى الأمريكان الذين تلقفوه وراحوا ينشرون أفكارهم وفلسفاتهم السياسية والبرجماتية على نحو واسع في مسارح الأطفال·· هادفين من وراء ذلك الى بناء الشخصية الأمريكية - منذ الصغر - بأنها شخصية سيادية، انفرادية، تميزية، مهيمنة، غير قابلة للخضوع الى أفكار الآخرين· وكل ما يتم إنتاجه من معرفة خارج الحدود الأمريكية هو إنتاج معادي للقيم الأمريكية· رغم أنهم في الوقت نفسه - يضحكون علينا - بترويج ما يسمى بنظام العولمة، والذي أراه من وجهة نظري إعادة إحياء للمنظومة الكولونيالية القديمة ولكن برؤية عصرية بغرض الهيمنة على العالم·

وعن التجربة المسرحية الطفلية العربية المتعلقة بتنمية الشخصية الوطنية قال الدكتور نادر القنة: حقاً إنها تجربة مخيبة للآمال· وتجربة منقوصة وغير فاعلة· وجزء كبير منها فاسد ولا يصلح للتعاطي الثقافي· نحن نجتمع في المؤتمرات والملتقيات تحت عنوان عريض اسمه (المسرح العربي)· وفجأة نجد أنفسنا ضد مفهوم تنمية الشخصية الوطنية  في صياغتها القومية، عبر ممارستنا المستميتة من أجل تعزيز القيم القطرية الضيقة جغرافيا، وتاريخيا، وسياسيا، وثقافيا، وتربويا· نُنمي الجزئي والخاص، والمحدود على حساب العام وعلى حساب الكلي· وفي النهاية نقول: (المسرح العربي)· وفي الواقع نحن الذين نضرب المسرح العربي في مقتل باسم الأهداف القطرية· المسألة تحتاج الى مراجعة وتدقيق من قبل أهل الاختصاص في المسرح، والشأن التربوي، والشأن الاجتماعي، والنفسي، والفلسفي، والاقتصادي· فتنمية الشخصية الوطنية إذا بدأت من الخاص والجزئي فيجب أن تنتهي الى العام والكلي· وإلا لفقدت دورها، وفقدت مقوماتها·

في أعقاب ذلك قام الزميل الدكتور نادر القنة بتحليل عرض مسرحية (بنات أول) من منطلق الهاجس الذي حملته المسرحية وهو (الهم الوطني) أو القضايا الوطنية· وقال: إن المسرحية اتكأت على الموروث الشعبي بوصفه النافذة الأولى لتحديد معيارية الملامح الوطنية، حيث ذهبت الى المادة الغنائية الشعبية التي قبلت في مناسبات مختلفة وعمدت الى عصرنتها عبر توزيع موسيقي معاصر وجديد لعبدالله العلي· للتأكيد على أن التمسك بالموروث الشعبي بكل تفاصيله وأنواعه يدعم من خصوصية تنمية الروح الوطنية لدى المتلقي، ويشعره بالاعتزاز بأنه صاحب تاريخ مشرق، وأن عليه مواصلة ما بناه الآباء والأجداد، وأن ما يتم بناؤه من جديد سيصار مادة إرهاصية للأجيال التالية، وهكذا ننمي الأحاسيس النبيلة والوطنية داخل أطفالنا·

وقال: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهبت المسرحية في تكوين مفرداتها الجمالية الى أن تكون تعليمية شفافة من غير نمطية استهلاكية ممجوجة كما تعودنا أن نشاهد في غالبية عروض مسرح الطفل· وهي تعليمية أبيستمولوجية رائعة تضع الطفل أمام وفرة من المعلومات·

وأضاف: أما الديكور والأزياء، وباقي التقنيات فقد دعمت من مسألة الارتباط بالبيئة الكويتية في ماضيها وحاضرها· وهي عناصر تمت دراستها بشكل جيد من قبل نهى المنصور وحسين بهبهاني· أما فرقة مسك فقد كانت البطل الحقيقي للعرض، حيث أشعرتنا بضرورة المطالبة بعودة المسرح الغنائي النظيف الذي افتقدناه منذ زمن طويل· وبعد ذلك تم فتح باب المناقشة من قبل الإعلاميين مع الحداد والدكتور القنة·

طباعة  

يقام تحت شعار المسيرة والتحديات
الجزائر تنظم الملتقى العلمي للمسرح العربي في إطار احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية

 
حسن أبو السعود في ذمة الله
 
"الشعبي" يحتفي بالفائزين بالدورة التاسعة لمهرجان الكويت المسرحي
 
في نادي الكويت للسينما
"سينمائيون من أجل التغيير" يقودون المرحلة الراهنة ببرامج سينمائية مختلفة