رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 أبريل 2007
العدد 1771

هويات مهشمة... أو هل الإنسان حجر.. أم موجة؟

                                     

 

محمد الأسعد:

من المصادفات الغريبة أن صديقا قبل فترة وخلال الحديث في مسألة  الهوية  ذكر لي أن كاتباً من سورية تحدث عن أول اشتقاق لها من كلمة آرامية (ينسبها الى السريانية التي هي صفة سكان بلد لا لغة) في العربية على يد الكندي· في أحد المصادر عن الأدب السرياني في موسوعة غربية جاء أن الكندي كان سريانيا وله كتاب في الدفاع عن المسيحية·

المهم طلبت هذا المصدر للكاتب السوري فجاءني وقرأت فيه السطور التالية المتعلقة بالهوية:

الهوية هي من الألفاظ الفلسفية السريانية الأصل، بمعنى الوجود الجزئي المتغير تحت الحس، في مقابل الحقيقة والماهية المعقولتين· إن أبا يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بالكندي يصوغ من هذه اللفظة فعل  يهوي  بمعنى يوجد هذا الوجود الخاص· ويسمي الله تعالى  مهوي الهويات عن ليس، أي موجد الموجودات المتعينة، كما ورد عنده الشيء يتهوى أيسا عن ليس بفعل المؤيس· وقد ظن بعض غير العارفين بالسريانية أن الكندي اشتق لفظة الهوية من ضمير الغائب المفرد هو· والواقع أنه ليس في الضمير المذكور مايبرراستخراج هذه المعاني الضرورية الوجودية منه· ولا يشك من يدرس الواقع الثقافي في بغداد العباسيين أن الكندي أخذ هذا اللفظ من فعلHwo  هوو، ومعناه صار ووجد·

Hwoyo وهوويو الصيرورة والوجود، ولا يستبعد أن يكون قد اتخذها من اللهجة الشرقية المائلة الى الفتح Hwoyya أي  هوية، فاستقام له اللفظ والمعنى· ومع اتضاح مصادر الكندي يبطل استغراب أبي ريدة ناشر رسائل الفيلسوف أمام هذا الأسلوب العجيب والاشتقاقات المستهجنة، إذ نعي عليه، وردّد النعي من نقل عن أبي ريدة، أنه  يسمح لنفسه بالتصرف كما يشاء بالصيغ العربية فيضيف أداة التعريف إلى الضمير الغائب  هو·· ومن لفظ  الهو  يشتق لفظ  الهوية·· ويضيف أبو ريدة  ولا نعرف من المترجمين ولا من الفلاسفة بعد الكندي من يضع الاصطلاح ويستخدمه على هذا النحو الفريد المدهش، والذي لو قرأه غير المتخصص لاستهجنه أو لما فهم منه شيئا·

ومثلما تخيل بعضهم أن أصل  الهوية  لفظ الضمير  هو، تخيل آخرون أن أصل اللفظتين الفلسفيتين إنية وأنية أداة الشرط  إن، بينما لايخفى أن الأصل هو اللفظة السريانية  اينويوثو Aynoyutho  وقد عربت أينية  كما في معجم الحسن بن بهلول من القرن العاشر، وأحيانا  إنية و أنية ومعناها في الأصل كيفية الشيء ونوعيته، وقد وردت ضمن التعابير الفلسفية في المؤلفات السريانية مثل كتاب النفس لابن كيفا معاصر الكندي·

هذا هو ماورد في كتاب الكاتب السوري سمير عبده (السريانية-العربية: الجذور والامتداد - منشورات دار علاء الدين -دمشق -2002) ص31· أما بالنسبة لديانة (يهوه) وهذه اللفظة بالذات، فلدي فكرة ربما تكون مختلفة: لقد لاحظت أن هذه اللفظة وردت في التوراة جوابا على سؤال موسى لله من أنت؟ فكان الجواب أنا يهوه  وتترجم حرفيا في الثقافة الغربية إلى  أنا هو الذي هو! وهذا هراء بالطبع لايعقل لالغة ولا دينا· ولاحظت أن الآية القرآنية أوردت حكاية السؤال والجواب نفسها، فكان الجواب: "إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا"  /طه/14· الحكاية واحدة بالطبع ولكن التشويش واضح في العبارة التوراتية التي ورثها بالحروف الساكنة القديمة جهلة حاولوا فهمها حين بدأوا بإدخال حركات التصويت على العبرية الميتة منذ أكثر من ألفي عام، من دون وعي بالعلاقة بين اللغات التي تسمى سامية حتى الآن والتي لايستطيع الغربيون الاعتراف بأنها ترجع الى لسان واحد· استنتاجي هو أن عبارة  يهوة مصطنعة وتحريف لعبارة "أنا الله لا إله إلا أنا"·

أما إذا ما كانت لفظة  الله تعني البادئ أو الموجد أو بدء الأشياء كما يقول العم  لاوتسو، أو  أنا هو ليس بمعنى الضمير الغائب بل بالمعنى السرياني، فمسألة مغرية حتى لرد لفظة  هوو  السريانية الى  الكينونة الأصلية· حسب المعتقد الديني الشرقي بعامة تكتسب الموجودات  هوية  ولكنها هوية زائلة، ظل للأصل، قبسة منه· أليست هي الذات التي يهرب منها البوذي والمتصوف الهندوسي؟ لقد تعلم متصوفة الإسلام أشياء من هذا القبيل لكنهم اضطربوا بين الثنائية اليونانية ووحدة الوجود الشرقية، وبعضهم غرق في الألفاظ لا التجارب·

عن تناولي لمسألة الهوية في المقالة  التالية  هويات مهمشة، اعتمدت على حدس وشيء من مقولات الكوانتم في نظرتها الى كينونة الجسيم في حالتي الموجة، أي حالة اللاتحّـدد، وحالة الجسيم المتحيز في مكان محدّد· كلا الوجهين معا يصفان وجود أو هوية الجسيم النووي· إذا نقلنا هذا النموذج الى مجال التفكير بالهويات يصح أن ننظر إلى الهوية ككينونة متغيرة وثابتة في وقت واحد معا· لم أكن على معرفة بأصل اللفظة السرياني ولكن يبدو لي أنه لايخرج عما حدست به·

ü ü ü

مع أن الكثيرين يتحدثـون عن الهويـة كمعـنى متغير في سياق، ويتحدث آخرون عنها كحجـر مقدس يغيّر ولا يتغير، أشعـرُ بالمفهـومين وجهين لواقعة واحدة· ويدهشني، مثلما أدهشني آنذاك، تعبير الهويات القاتلة الذي أطلقه أمين معلوف، ما أن تكشف له تغاير السياقات التي نشأ ونمـا فيها، فأصبح تعدد الهوية أو اختراع هويـة جديدة خلاصا من مذبحـة الهويات· هل الهويات قاتلة بالفعل؟

لنبدأ من مقولة السياق الأحدث· نحن نعرف بلاغياً أن الكلمة يتبدل جوهرها أو وظيفتها الجمالية بين سياق وآخر، وأنها لا تحمل بذاتها لا جوهرا ولا جماليات محـدّدة· إنها تظل في حالة لا تحدد الى أن تتمثل في سياق جمـلة· فهل البشر لا متحدّدون بهذا المعنى؟ ميراث البشر يشبه الى حد ما ميراث الكلمـة في أذهاننا، ولكن مع استثناء: أن الكلمـة لا تحمل أوهاماً عن نفسها مثلما يحمل البشر· وهكذا، في الوقت الذي يمكن أن تتبدل فيه الكلمة، يستعصي التبدل على البشر، أعني أن تعلقهم بسياقهم المتخيل (الموروث والمرغوب فيه) هو أبرز وجوه سلوكهم وفكـرهم، للحفاظ على الجماعة بالطبع ولكن لحفاظ الفرد على ذاته أساسا· إنهم لا يلاحظون تحت هذا الثبات، وهو نتاج مخيلة تصوغ السلوك والفكر معا، شبكة العلاقات الخفية ·

العلاقات هي الأساس الباطن بغض النظر عن نوع هذه الهوية أو تلك، وهي الوجه الآخر لما يبدو أحفورات دينية أو طائفية أو قومية بل وعرقية أيضا· إلا أنه وجه ملازم وليس مفارقا، مثلما هو التناقض بين وجهين لبنية واحدة (أيا كانت)، علاقاتٌ وثبات، أو تجسّد وممكن·

 

* * *

 

من أخص خصائص البنيوية أنها جوهـرت البنية، بحيث لو استبدلنا عنصرامن عناصرها بآخر لما انهارت· ولكن أليست البنية أساسا جملة علاقات تصنع الكلّ الكبير ويصنعها بالتبادل؟ مالم تدركه البنيوية البعيدة عن عوالم الفيزياء الحديثة هو أن الكل الكبير الأكبر من مجموع أجزائه يظل هو هذه الأجزاء أيضا، وأي تغيير في علاقاتها ينعكس على الكل الكبير· إذا قلنا أن بنية الكل هي الهوية فإن السياق هو العلاقات ولا أستطيع الاّ أخذهمـا معاً·

من الصعب أن أقول مع إدوارد سعيد إن الهوية شيء سيّـال أو دفق دائم الى أن يقـرّر شخص متعصب انتقاص سيولته· هو سيل شبيه بالموجـة وهو أيضا كينونة متحيزة في مكان مثلما يتحيز الحجـر في وقت واحد معا· قد نقيس هوياتـنا، باستعارة من الفيزياء، بأداة تكشف السمة الحجرية فنجدها متحجرة فعلا، وقد نقيسها بأداة تكشف السيولة فنجدها سائلة فعلا، وكلا الأمرين صادق·

في الحالة الأولى تكون الأداة هي القائم والراهن والمتراكم حتى هذه اللحظة وما صارت اليه جماعة من الجماعات أوحصادها، و هنا يبدأ المتحمس والمتعصب بتعداد الخصائص الفريدة  والسمات العبقرية الخالدة وكل ما هنالك من جواهر منطلقا من رغبة في تخليد الأمة أو الجماعة وتدعيم وجودها، متجاهلا دائما أنه يرى مايريد أن يراه، بل ويشعر بالمشاعر التي يود أن يشعر بها·

في الحالة الثانية، تكون الأداة هي الممكن، العلاقات كمفهوم مجرّد من هذا التمثيل أو ذاك، أو مايمكن أن تصير إليه الهوية وليس ما صارت إليه· وهنا يبدأ المندهش بهذا الكشف، كما اندهش معلوف، بالتنظير لهوية جديدة تتجاوز الأشكال القارّة· أي كل ما هو قاتل ومعيق للغنى الإنساني·

* * *

 

أنا أسلّم بنظرية السياق، ولكن ما يتغيــر فيه أو يسيل هو المعنــى (سواء كان دينياً أو قوميـاّ أو طائـفيأ أو عرقيـاّ حتى) وتبقـى جمـلة العلاقات لتشـكّل المعنـى الجديـد· لا تـقوم بنية من دون علاقات· مثلا، على رغم الوهم الشعـبي الشـائع بوجود هـويـة وطنية جامعـة لبعض الجماعات، كثيرا ماتفتقر هذه الهـوية الى البنية، لأن علاقات الجمـاعة متقطـعة، ولا وجود لشبكة أو سيـاق بقـدر ما أن هناك وهـم بنية أو وهم هويـة·

العلاقات ضرورة أنطـولوجية (أي مبدأ وجود) لصياغة الهويات وتمثـلها في حالتي الوجود والصيرورة، العلاقات بين أفراد الجمـاعة بالطبـع أو الشعب أو الشعوب·

فمـاذا يعنـي وجـود شعب؟ وفي الحالـة العربية تحديـدا؟ خارج العلاقات البيئوية والاقتصـادية والثقافيـة ينعـدم هذا الوجود حتـى لو نهضـت العلاقـة السياسية الفوقية، وهي فوقيـة دائما، ما دامت الممـارسة السياسية وقفا على جماعة محددة دون أخرى· علاقات البيئـة والاقتصاد والثقافـة داخلـية، أي أن كل فرد يتـنفسها· وحتـى لو تقطعـت هذه العلاقات بجوانبها البيئوية والاقتصادية، فمن الممكن، والملحوظ فعلا، أن تـنهض الثقافـة، حاملـة الذاكـرة، بوظيفـة الشبكة البديـلة·

إنني أعلق أهمية بالغـة على هذا الجانب في وقت تتحطـم فيـه هويـات شعوب بأكملها، ليس لافتقارها لحكومات أو بيئـة واحدة أو اقتصاد حتى، بل لافتقارها الى ثقـافـة وذاكرة· ولا أبالغ إذا قلت أن العلاقات الشبكيـة بين أفـراد الشعب الواحد أو جماعاته هي التي تخلق الوطن وليس العكـس· الاعتقـاد القائـم عند أكثـر من حكومـة أو أكثر من شعب عربي بوجـود وطن واحـد يقوم على الوهم، لأن الوطن ليس مصطـلحا بقـدر ما هو علاقات حيـة بين أحيـاء، ولا ينهض الاّ من قلـب هذه العلاقات·

سـؤال الهوية إذن سـؤال تال يسبقـه سـؤال العلاقات، لايتقدم عليه إلاّ إذا تـقدمت العربة الحصان· ذاكـرتـنا الآن كعـرب، وأعني ثـقافتنا، رغم ا لتـشتت وتـقطع علاقتها بما ضيها وحاضرها، أي انهـدام المعنى القائم حاليا في أكثر من مجـال وأكثر من مكان بحجـة تغير السياقات العربيـة والدولية، تكـاد تكـون هي الشجـرة التي تنهض بأعبـاء الأشجـار المجتثـة: البيئـة والاقتصاد·

* * *

 

تحد ث د· أنطون زحلان في كتابـه  العرب وتحـديات التقانـة  عن التـفكك الاقتصادي والثقافي والعلمي الذي تعرض له الوطن العربي طيلـة الخمسمئة عام الماضية، إلا أنه لم يتحدث عن تأثـيره على الهوية بقـدر ما تحدث عن تأثيره على الفاعليات، ربما لأن موضوع الهوية خارج أطروحـة الكتاب، ولكنـني حين أفكر برد الفعل على التفكيك المتزامن، أدرك كيف أن العرب الراهنين أخـذوا موضوع الهوية أولا قبل أن يأخـذوا موضوع العلاقات، فأخرجوا خطـابا سجـالياً، والسجال سمـة خطاب النهضة كما لاحظ المفكر الجزائري مالك بن نبي، وما زال حتى هذه اللحظـة، ضد الغـرب (الآخر) وضد المواطن (الأنا)· وها نحن نلتقي الآن للـدفاع عن وهـم هويـة (العربة) لا عن علاقاتنا الباطنـة المتـفسخة (الحصان الهزيـل المحطـم)· هل يمكن أن تنشأ هويـة خارج سيـاق، خارج تعالق بيننا؟ لا أعتقـد· فهذا السـياق، أي جمـلة العلاقات المتغيرة باستمرار، ليس موضع توهم إنـساني، بل هو أسـاس وجودي (شرط الكينونة) ولا يتـمثل  كائن خارجـه أو من دونـه· ولكنني، مرة أخرى، لا أفهمـه كعناصـر في حالـة سيـولة دائمة بلا أنسـاق· إن قراءات النص تتعدّد ولكنه يمتلك عناصـر تظل عناصـر قراءة وإلاّ أصبحت القراءة محا لة· الفرق بيني وبين أصحـاب الأنساق الثابتة مهمـا كان نوعها هو إنني لا أرى الأنساق ألاّ في حالة صيرورة وتشـّكل دائمين· إنها الأنسـاق وصيرورتها معاً، هي الموجـة والحجـر معاً، وهي ما أنا وما سأكـون عليـه·

* * *

 

إذا فكّـرتُ في هذه العلاقات، كمـا فكّـر فيها أمين معلوف، لا أجـد سبـبا للقـلق الذي استولى عليه حين وجـد نفسـه ينشأ على شيء ثم يشب على شيء آخر فتختلط عليـه هويتـه· ما يشكلّـني الآن وما سأصير إليه يحمـل الوجهين معاً: العـربي والآخر في حالة تداخل علائقي ·

لم يحدث هذا ربمـا في الأزمنـة القديمـة حيث حافظ مصطلحا دار الحرب ودار الإسلام على حدود بين الهويات· ولكنه يحدث الآن وبشكل متسـارع منذ القرن التاسع عشر، أي منذ أن تبلـورت الحـركة الأمـمية وصولاً الى وريثتها، الحـركة الإنسانية المناوئـة للعولمـة·

إذا جردنـا مصطلـح العولمة الرائج الآن من قناعـه المنتحـل، نكتشف تحتـه وجهـاً بشعـاً للاستعمـار الغربي الذي لم تعرفـه البشرية إلاّ مع اندفاع الغـرب في القرن السادس عشر لهـدم مقومـات وجود الآخـر (في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية)· ولكن هذا الانتحال لايجعلني أضع الغربي في خندق والعربي في خنـدق مقابل، بل يجعلني أبحث عن الأصل الذي انتـحلته هذه القوى الاستعمارية، عن العولمة  بوصفها أسـاسا أنطولوجياً أيضا لوجود البشر وقوام حضـاراتهم· لماذا؟ لإن ثمـة علاقات بيني وبين الغربـيـين وغيرهم من المناوئين للانتحـال والاستعمـار هي التي تمنحنـا بالتبادل هويتنـا الإنسانية المشتركة·

لا أعتقـد أن الدعوات الفكرية والدينية الكبرى في التاريخ كانت لشعبٍ دون آخر، ولا كانت فنـون الحضارة من أجل مجتمع دون آخر· ولا أعتقـد أن القدماء، الذين يصبحون أصدقاءنا كلما نضجـنا أكثر، لم يدركوا المغزى الحقيقي لهذه الدعوات التي أقامت حضارات متنوعـة من أجل الكل الأكبر، أي الإنسانية· صحيح أن أهل الحروب، أباطرة وقراصنة، صنعـوا من أنفسهم أو صنع منهم المغفلون أبطـالاً، إلاّ أن الأبطال الحقيقيين ليسوا هـؤلاء بالتأكيد رغم ضجيجهم، بل هم أولئك الذين مجّـدوا الحيـاة الإنسانية المشتركـة، أو الهوية الكبرى التي يجد فيها كـل واحـد منـا شيئاً من هويته وتجـد فيـه هذه الهويات شيئاً من هويتها·

طباعة  

أصولها وآثارها في الفكر العربي الحديث:
الدولة العالمية في الفكر الفلسفي الإسلامي