غزة - خاص بـ"الطليعة":
مر ما يقارب الشهر على اختفاء الصحافي البريطاني "آلان جونستون"، مراسل البي بي سي، من شوارع غزة، ولم يظهر لا له ولا لخاطفيه أثر رغم أن المتداول هنا أن الخاطفين معروفون، وأن بالإمكان الوصول إليهم، بل مضى صحافيو فلسطين من الذين ساهموا في التظاهر والإضراب للضغط من أجل إطلاق سراحه إلى القول بأن اختطاف هذا الصحافي البريطاني/ الفلسطيني (كناية عن معايشته وتعاطفه مع الفلسطينيين) لم يختطف على خلفية وطنية رغم المعرفة أن الجهة الخاطفة وطنية·
المعروف كما يقال هنا بأن الخلفية مالية تتعلق بالحصول على فدية، وهي أعمال بدأت منذ زمن تشرعها لنفسها جهات مسلحة في أوقات الأزمات المالية والسياسية، وقد تكررت هذه العمليات، لكن ما يثير غضب الصحافيين هو أنه في كل مرة يتم إطلاق سراح الرهينة، سواء بدفع الفدية أو من دونها، لا يتم اعتقال الجناة، ولا حتى تسميتهم!
وهو ما شجع من يقف وراء هذه الأدوات على مواصلة تجارة الخطف في وقت يشهد فيه قطاع غزة انفلاتاً للأمن لا يشك أحد أن هناك من يتقصده ولا أحد يجرؤ على الكلام·
هناك الآن تحركات في الداخل الفلسطيني، يشارك فيها الصحافيون الفلسطينيون والأجانب في رام الله وغزة، وشارك فيها أخيرا وزير الإعلام الجديد د·مصطفى البرغوثي الذي ظهر حاملا صورة جونستون ومطالبا بإطلاق سراحه· كما قرر اتحاد الصحافيين الفلسطينيين مقاطعة الأنشطة الحكومية لمدة ثلاثة أيام لأن السلطة الفلسطينية لم تفعل سوى القليل من أجل تأمين الإفراج عن جونستون كما قال رئيس الاتحاد "نعيم طوباسي"· بينما ذكر صحافي أجنبي أنه يشارك في التظاهر الاحتجاجي لأنه لا يوجد نشاط لتحقيق إطلاق سراح الصحافي البريطاني·
في لندن انضم عدد من الإعلاميين إلى زملاء آخرين في مختلف أنحاء العالم ونظموا حملة تضغط من أجل تكثيف جهود الإفراج عن المخطوف، كما بدأت الصحف البريطانية بنشر بيانات تضم أسماء كبار الإعلاميين تطالب كل من يملك نفوذا باستخدامه في هذا السبيل·
ولكن السؤال، الأكثر إلحاحا هو، هل سيتم الكشف عن الجهات المتاجرة بالخطف، بعد أن تكررت هذه العمليات، وتكرر إطلاق سراح المخطوفين، ولكن من دون أن يقدم أحد للعدالة؟ سيظل الأمر لغزا من ألغاز الوضع الفلسطيني كما يبدو·
