رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 أبريل 2007
العدد 1769

بحسب التقدير الإسرائيلي:
أسرار الحرب على لبنان يجب أن تظل خفية!

كتب حمد حسين:

تسعى لجنة "فينوغراد" الإسرائيلية التي تتولى التحقيق في أسباب إخفاق إسرائيل السياسي والعسكري في حربها على المقاومة الإسلامية في لبنان، إلى عدم نشر الشهادات التي أدلى بها كبار المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والعسكرين، وبخاصة شهادات رئيس الوزراء أولمرت ووزير دفاعه برئيس ورئيس أركان جيشه دان حالوتس· والأسباب التي ذكرتها اللجنة تتلخص بأن نشر هذه الشهادات سيتسبب بضرر قاس وخطير لأمن إسرائيل· ومن جانبه اعترض رئيس الوزراء أولمرت على نشر شهادته، نظرا إلى ما يسببه النشر من أضرار بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية· أي ان اعتراضه تطابق مع اعتراض لجنة "فنيوغراد"، وأجمع الطرفان على خطورة المعلومات التي تتضمنها الشهادات، على أمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية· فما الذي يعنيه هذا؟

المعلق العسكري لصحيفة "ها آراتس" زئيف شيف، حاول تفسير السبب، فذكر أن أولمرت يخشى النشر رغم علمه بأن أقواله أمام اللجنة لن تنشر إلا بعد أن تخضع للرقابة العسكرية، وبخاصة وحدة أمن المعلومات في هيئة الأركان، إذن لابد أن هناك سببا آخر للخشية، ليس الخشية من فضح أسرار عسكرية لن يتحقق بالطبع في ظل الرقابة، بقدر ما هو الكشف عن معنى آخر للأمن في يرتبط باتصالاته بقادة أجانب كانوا على صلة بقرار الحرب ومجرياتها· أي أن الخشية على أمن هؤلاء "القادة الأجانب" الذين ارتبط أمنهم تلقائيا بأمن إسرائيل هي التي تقف وراء المطالبة بعدم نشر الشهادات·

وأي متابع لمجريات الحرب وظروفها والمواقف العلنية منها من مختلف الأطراف الخارجية، يستبعد أن يكون عدم نشر الشهادات راجعا إلى الخشية على العلاقات الإسرائيلية بقادة التحالف الغربي الذي تزعمته الولايات المتحدة، وساند الحرب على لبنان علنا وبصراحة وبلا مواربة، فهؤلاء لا شيء لديهم يخفونها، وهم الذين صرحوا علنا بأنهم أرسلوا في النصف الثاني من شهر يوليو (شهر الحرب) المزيد من الأسلحة الفتاكة إلى الترسانة الإسرائيلية، ووقفوا أمام كل محاولة لوضع حد للحرب الإسرائيلية في كل المحافل الدولية، وعبر اتصالاتهم بقادة الدول الحليفة، بل ومضى بعضهم مثل ألمانيا إلى القول إنها لم ترسل قواتها البحرية إلى الشواطىء اللبنانية، إلا لحماية الأمن الإسرائيلي (تصريح المستشارة الألمانية ميركل عشية انتشار قواتها في المياه اللبنانية)·

إذن لابد أن المقصود بالضرر الأمني الذي وسع أولمرت مفهومه هو أمن من دعاهم في تصريحات سابقة له بقادة عرب ومسؤولين لبنانيين وقفوا معه في حربه على لبنان· وهو أمر تكرر التصريح به، سواء خلال الحرب أو بعدها، تلميحا أحيانا وتصريحا في أحيان أخرى، من دون أن يجد من هؤلاء القادة العرب الواثقين من أنهم سيكونون بمأمن، تعليقا أو ردا·

زئيف شيف، المعلق العسكري، كاد أن يلامس هذا التفسير حين قال في تفسير اعتراض أولمرت واعتراض اللجنة على نشر الشهادات: "من الممكن أنه كشف أمام اللجنة أمورا ذات أهمية سمعها من هؤلاء القادة وتعهد لهم بإبقائها طي الكتمان"·

لم يعد أحد يشك بأن تقرير لجنة "فينوغراد" كما ذكر مصدر مقرب منها لصحيفة "يديعوت أحرونوت" ستكون قاسية تجاه المسؤولين عن الحرب ومجرياتها، ولكن التقرير سيقول أيضا إنه كان على حكومة أولمرت أن تستقيل بعد الحرب·· ومعنى هذا أن استقالة أولمرت ليست هي التي تسبب خشيته من نشر شهادته، بل ما يمكن أن تحدثه من "أضرار" لحلفائه من عرب ولبنانيين أكثروا من التحركات السرية والعلنية وشددوا من ضغوطهم على إسرائيل لكي تواصل حربها حتى إنهاء كل وجود للمقاومة اللبنانية·

وهو ما يشير إلى أنه يود أن يورث خليفته، حين يترك منصبه، كنزا من الحلفاء الآمنين الذين سيزداد أمانهم حين يتأكدون أن الإسرائيلي لم يفرط بهم، فهم في نهاية الأمر، وحسب العقلية الإسرائيلية كنز لإسرائيل ذاتها، وليس لهذه الحكومة فيها أو هذا الرئيس· ولعل الضوء الكاشف الذي يفسر بالضبط هذا التشدد الإسرائيلي في إخفاء وجوه وأسماء المتورطين العرب في جرائم الحرب الإسرائيلية، هو ما ذكره سفير إسرائيل في الأمم المتحدة في لقاء تلفازي مع التلفزيون الإسرائيلي حين قال للمذيع إن المرات التي تقاطر فيها عليه سفراء وزراء خارجية عرب في أروقة مجلس الأمن طالبين من إسرائيل أن تواصل حربها، وتنتهز فرصتها للقضاء على المقاومة اللبنانية أكثر من أن تحصى·

طباعة  

تآكل أسرة "عيال عم الشيخ راشد"
حكَّمنا صباح الأول وانتخبنا صباح الرابع

 
رأي "الطليعة"
الدستور وشرعية الحكم

 
شركة محلية تحاول تغيير شروط ممارسة 2007 بعد توقيعها
العليم في مواجهة ضغوطاتها

 
في سابقة هي الأولى من نوعها في القضاء الكويتي
علي الخليفة يقاضي لجنة التحقيق بمحكمة الوزراء

 
"الإعلام" تبتدع نظاماً جديداً في المحاسبة
سلم مرة واقبض مرتين!!!

 
هنأها من أنقرة لحصولها على جائزة الحرية والمساواة والأخوة
"النسائية" تتلقى رسالة من سمو رئيس الوزراء

 
أول مسؤولة أمريكية في الصومال منذ 14 عاما
لا يوجد تمرد من دون دعم دول الجوار!

 
اتجاهات