رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 أبريل 2007
العدد 1769

تآكل أسرة "عيال عم الشيخ راشد"
حكَّمنا صباح الأول وانتخبنا صباح الرابع

·      لا مكان لأسرة الصباح في الحكم.. "الطريق الوحيد لمشاركتهم في الحكم".. تعني أنهم لا يحكمون

 

كتب عبداللطيف الدعيج:

قبل شهور، وقبل أسابيع فتحت جريدة الناقلات النار على الشيخ جابر المبارك، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع· وأطلقت ممن يكتب فيها ومن يعتقد أنه يجيد الشتم وخفة الدم للنيل من أداء السيد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء· وأثناء مشاورات التشكيل الوزاري انطلق أو بالأحرى أطلق البعض بإصرار إشاعة فصل وزارة الداخلية عن الدفاع بل إسنادها وبشكل مقصود الى الشيخ أحمد الفهد· مع أن إعادة توزير الشيخ أحمد الفهد حتى وزيرا بلاوزارة أمر مشكوك فيه ويلقى معارضة واسعة من الناس قبل النواب، ما عدا بالطبع الإخوان المسلمين أو "حدس" الذي يبدو أنهم يشاركون بقوة من خلال اتحاداتهم الطلابية وجمعياتهم الخيرية في تلميع وإبراز الشيخ احمد الفهد·

 بعد التشكيل الوزاري تفاجأ الجميع بالتصريح غير "الموزون" للشيخ جابر المبارك والذي أعلن فيه أنه عاد الى الوزارتين رغم محاولات من طلب منهم أن يداوموا على تناول المهدئات والمخدرات لتقبل وجوده· هذا التصريح الانفعالي يدل، هذا إن صحت توقعاتنا، على أن عودة الشيخ جابر الى الحكومة بمنصبيه أو ثلاثة مناصبه، النائب الأول، وزير الداخلية، وزير الدفاع كانت مشكوكا فيها بدرجة كبيرة وأن احتمال احتفاظه أيضا في أي تشكيل قادم بمناصبه أمر موضع تساؤل حاد·

بعدها توسعت حملة الجريدة إياها الى جانب النائب الأول الشيخ جابر المبارك، الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الديوان الأميري، النجل الأكبر والابن الوحيد الى جانب الشيخ حمد لحضرة صاحب السمو أمير البلاد· هذا طبعا بالإضافة الى الهجوم الذي شنته قبل ذلك على التجار وعلى الساسة في الكويت وفي الحوار المفتعل والمملوء بالأخطاء الذي تعمدت إجراءه مع الشيخ راشد الحمود الصباح، أمين سر الأسرة الحاكمة كما قدمته· السؤال الذي يبرز هنا بعنف هو من يقف وراء تلك الجريدة؟ ومن القادر على الادعاء على النائب الأول وعلى ابن حضرة صاحب السمو أمير البلاد وعلى تجار وساسة البلد في الوقت نفسه··!!!

لاشك أن الجريدة إياها ترتكز هنا على قوة فعالة ونفوذ طاغ داخل مؤسسة الحكم حتى يكون في إمكانها التطاول بالسب والقذف على النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وعلى النجل الأكبر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد· القوة الفعالة هذه هي القوة التي حلت مجلس الأمة وهي القوة التي زورت الانتخابات وهي القوة التي أعلنت قبل أيام في سذاجة متناهية في القرن الواحد والعشرين أن "الحكم سيف ومنسف"·!!! وعلى ما يبدو من سياق أحداث الماضي ومن الحملة الجديدة القديمة لجريدة "الأسرة" أن هذه القوة هي المسيطرة وهي المهيمنة على الأسرة وعلى أحوال البلد· وإلا كيف تضرب في ثلاثة اتجاهات في الوقت ذاته!!!

أنا أعتقد أنها الأغلب والأقوى داخل السلطة، وان لم ينبئ سلوكها بذلك فهو ينبئ بأنها "حلاوة الروح" وأن من يلفظ أنفاسه الأخيرة لا يعي ما يقول ولا حجم وشكل ورائحة ما يفرز· لكني أعتقد أن التصور الأول هو الأغلب والأقرب للصحة· فالأسرة الحاكمة عودتنا أنها دائما ضد الناس ومع التخلف والسيطرة، وأن وجود شيخين أو ثلاثة من المعنيين بهموم الشعب ومصلحة الوطن فيها لا يكفي للجم قوى الفساد والإفساد وحرامية النفط والناقلات·

هناك ضجر رهيب من الوضع السياسي للنظام، ولدى الكثير من أطراف الأسرة رغبة محمومة بتجاوز الرقابة والإشراف الشعبي على شؤون الحكم· وليس غريبا أن يطرح أحدهم أن "الحكم سيف ومنسف" في القرن الحادي والعشرين وفي وقت تتسابق فيه الأنظمة الأسرية والتسلطية على التخلي فيه عن امتيازاتها وعلى إشراك الناس في الحكم·

مقابلة أمين سر الأسرة الحاكمة كما قدمته "جريدة الأسرة" الشيخ راشد الحمود مليئة بالمغالطات التارخية وتفتقر الى الكثير من الأدلة والحقائق· لكن هذا لا يعنينا فهو يخص من ذكرهم وما مضى من أحداث· ما يهمنا هو الحاضر ومستقبل العلاقة بين الأسرة الحاكمة والناس الذي تبشر به جريدة "الأسرة" ويحمله الشيخ راشد·

الشيخ راشد تحدث كمن يحكم، وكمن يحمل السيف والمنسف كما اقترح ابن عمه قبل أسابيع· ولا يهمنا هنا لا سيف الشيخ راشد ولا منسف ولد عمه ولكن يعنينا دستور الدولة الذي تعاقدنا عليه· في هذا الدستور لا مكان لأسرة الصباح كمؤسسة في الحكم في الكويت، والأفضل للشيخ راشد ولعيال عمه أن يستوعبوا هذه الحقيقة ويريحونا ويريحوا أنفسهم أيضا· وليس هناك أي دور دستوري لهم· بل إن المذكرة التفسيرية أوردتها بالخط العريض "وإيراد هذا الحكم الخاص بتعيين وزراء من غير أعضاء مجلس الأمة·· يؤدى الى جواز تعيين أعضاء الأسرة الحاكمة وزراء من خارج مجلس الأمة وهذا هو الطريق الوحيد لمشاركتهم فى الحكم"·

لكل من يفهم عربي "الطريق الوحيد لمشاركتهم في الحكم" تعني أنهم لا يحكمون أصلا· فالحكم والسيادة في الكويت هي للأمة· الأمة حكّمت صباح الأول والأمة انتخبت صباح الرابع· مرة ثانية، "الطريق الوحيد لمشاركتهم في الحكم"، تعني أن الحكم بالأساس للناس وأن الشيخ راشد وجميع أبناء عمومته طرف "يشارك" في الحكم ولا يحكم· لكن مع الأسف هناك الكثير من أمثال الشيخ راشد ممن يصعب عليهم استيعاب حقائق ووقائع العصر· فهو ظل يردد في مقابلته ما يعني أنه يحكم وأنه يتفضل على الكويتيين بالحرية والعيش، بل هو يتمادى لينقل على لسان الأمير المؤسس غير ما قصده حين يعلن أنه في آخر أيامه هدد بأنه وهب الحكم وسوف يسترجع ما وهب·!!! عبدالله السالم لم يهب ولكنه قرأ التاريخ واستبق الأحداث وجنب الكويت والأسرة الحاكمة الخلاف والانشقاق·

إن الحكم الديمقراطي حقيقة واقعة في الكويت، وإذا كان يحق للشيخ راشد أو غيره من الشيوخ أن يترحموا على ما قبل 1962 فإن شعب الكويت كله من حقه أيضا أن يترحم على الساعة التي بايع فيها صباح الأول·· وإلا·· هل يحق للشيوخ ما لا يحق لغيرهم·!!

إن الأسرة الحاكمة وليس الحكم في الكويت في تآكل· وسيكون الضعف الذي طال الإرادة العامة فيها سببا رئيسيا لدخول الكويت متاهات الصراعات وحتى الاقتتال العنيف والدموي· ما لم يتم الاحتكام الى دستور البلاد وما لم يتم الاقتداء بما أصر عليه الأمير المؤسس من أن تنظيم شؤون الحكم هو حق دستوري أصيل وخاص لحضرة صاحب السمو بموافقة ومبايعة مجلس الأمة، إذا لم يتم ذلك، فإن البلد وقبل ذلك الأسرة الحاكمة ستتعرض الى نيران محن لن يجدي ولن يكون في مقدور أحد بعد ذلك التصدي لإطفائها·

طباعة  

رأي "الطليعة"
الدستور وشرعية الحكم

 
شركة محلية تحاول تغيير شروط ممارسة 2007 بعد توقيعها
العليم في مواجهة ضغوطاتها

 
في سابقة هي الأولى من نوعها في القضاء الكويتي
علي الخليفة يقاضي لجنة التحقيق بمحكمة الوزراء

 
"الإعلام" تبتدع نظاماً جديداً في المحاسبة
سلم مرة واقبض مرتين!!!

 
هنأها من أنقرة لحصولها على جائزة الحرية والمساواة والأخوة
"النسائية" تتلقى رسالة من سمو رئيس الوزراء

 
أول مسؤولة أمريكية في الصومال منذ 14 عاما
لا يوجد تمرد من دون دعم دول الجوار!

 
بحسب التقدير الإسرائيلي:
أسرار الحرب على لبنان يجب أن تظل خفية!

 
اتجاهات