رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 أبريل 2007
العدد 1769

المسؤولون الإسرائيليون خلف الأبواب المغلقة:
المبادرة السعودية ستقود إلى طريق مسدود

                                                                

 

·         رايس وهادلي لم يؤيدا فتح باب المفاوضات بين إسرائيل وسورية

·        دبلوماسي أمريكي سابق: استئناف المفاوضات  مع دمشق هو الإسفين الذي يبعدها عن طهران

 

بقلم: جو كلين

شعبية أي زعيم سياسي عادة ما تكون شيئاً نسبياً، وحتى أقل السياسيين شعبية لديهم مؤيدين ملتزمين يدعمونهم حتى النهاية، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حصل في استطلاع أجرته محطة تلفزة محلية مؤخراً، على 3 في المائة فقط، وإذا افترضنا أن هامش الخطأ في مثل هذا الاستطلاع هو 3  في المائة (سلباً أو إيجاباً)، فهذا يعني أن أولمرت يحظى بتأييد أفراد عائلته الكبيرة فقط، وقد ردّ أولمرت على الأنباء عن تراجع شعبيته نتيجة إخفاق الجيش في حربه ضد "حزب الله" وسلسلة الفضائح التي شملت عدداً من أركان حكومته، فضلاً عن حقيقة أنه لم يكن يحظى بشعبية كبيرة أصلاً، بشكل مباشر حين قال: "أعرف أنني لا أحظى بشعبية كبيرة"·

ولم يكن أولمرت حين قابلته في مكتبه بالقدس ومعي مدير مكتب هذه المجلة هناك تيم ماغريك يتوارى خجلاً خلف مكتبه، بل بدا فاتناً وواثقاً، ولم لا؟ ألم يصبح - فجأة - نجماً في الدبلوماسية الدولية؟ ألم يحظ بثناء وزيرة الخارجية الأمريكية مؤخراً، على جهوده لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط؟ ألم يفرض إعادة طرح المبادرة السعودية على القمة العربية في الرياض الشهر الماضي؟

سألت أولمرت إن كان سيقلب تدني شعبيته الى شيء إيجابي وبعمل دراماتيكي· ففي النهاية، ليس لديه ما يخسره، أبدى أولمرت تشككه، قائلا: "حتى لو كانت في ذهني خطوة توصف بأنها دراماتيكية، فسوف توصف بأنها مجرد بالون اختبار"، ولكن حين سألته عن المبادرة السعودية، اشترط أولمرت لدراسة المبادرة أن تقوم المملكة العربية السعودية بإقناع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بنبذ الإرهاب والاعتراف بإسرائيل· وهو الأمر الذي لن يحدث، كما قال أحد وزراء أولمرت، الذي أضاف أن "حماس تحصل على المال والتدريب من طهران، وجناحها العسكري، الذي يملك القرار، مقره في دمشق، وليس للسعوديين نفوذ عليهم"·

إذن، ما جدوى كل هذا الحديث عن الدبلوماسية؟ وما الذي يحدث؟ ربما يكون جزء منه متعلقا برغبة إدارة بوش الشديدة لانتزاع "أخبار طيبة" من هذا المأزق الذي صنعته لنفسها في المنطقة· ولكن هناك تحولا جديدا في الرقصة المعتادة في الشرق الأوسط، يتمثل في التصادم بين الخطة الجيوسياسية الكبرى والحقائق القبلية الصعبة، والشيء الجديد هو أن هذه الخطة الكبرى اقترحها السعوديون أنفسهم، ولم تفرض من الخارج، ويبدو أنها تحظى بإعجاب إدارة بوش· فهي تنطوي على احتمال قيام تحالف بين المعتدلين العرب وإسرائيل ضد النفوذ المتنامي لإيران· وأبلغني وزير إسرائيلي أن "العالم كله متلهف لمثل هذه العملية، لكن صراعنا مع الفلسطيني تحول من عملية سياسية قابلة للحل الى صراع ديني يستعصي حله"، في إشارة الى رفض حركة حماس - لأسباب دينية - الاعتراف بالدولة اليهودية، وإذا كان أولمرت لا يقولها علانية، فإن حكومته تقولها خلف الأبواب المغلقة، بأن "المبادرة السعودية ستفضي الى طريق مسدود في نهاية المطاف"·

وهناك طريق آخر مفتوح أمام أولمرت، لكن أحداً لا يجرؤ على السير فيه، لأن واشنطن لا ترغب في ذلك· فالكثير من الإسرائيليين يتحدثون بصوت منخفض، عن فتح باب المفاوضات مع سورية التي لها بعض السلطة على المتطرفين الفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيها· وتبدو معالم الصفقة واضحة: استعادة سورية لمرتفعات الجولان مقابل الاعتراف بإسرائيل وطرد قيادات "حماس" من دمشق· وقد سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن أبدى استعداده لإعادة فتح المفاوضات مع إسرائيل، أثناء لقاء أجريته معه قبل عامين، ولكن أولمرت لم يبد حماسة لذلك حين نقلت له رغبة الأسد، كما يفعل الآن، بالنسبة للمبادرة السعودية، ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيف هادلي لم يشجعا على فتح المسار السوري أثناء لقاءات أخيرة لهما مع المسؤولين الإسرائيليين بيد أن دبلوماسياً أمريكياً سابقاً أبدى استغرابه للموقف الأمريكي هذا بداعي أن الولايات المتحدة ترغب في عزل سورية·

وأضاف: "أن هذا قد يكون الأسفين الذين يُبعد السوريين عن إيران"· أو ربما نكون أمام طريق مسدود آخر، ومرة أخرى، سيقال أن أموراً غريبة حدثت لمسافرين غير متوقعين، مثل أولمرت، على الطريق الى دمشق·

"عن: مجلة تايم"

طباعة  

قضية شودري كشفت عن تدني شعبيته..
هل بدأ خريف الجنرال مشرف؟

 
بالرغم من تأكيد بيلوسي الالتزام بخط بوش··
عاصفة زيارة دمشق لم تهدأ بعد