رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 أبريل 2007
العدد 1769

بالرغم من تأكيد بيلوسي الالتزام بخط بوش··
عاصفة زيارة دمشق لم تهدأ بعد

                                      

 

·         تشيني: تصُّرف سيئ والسياسة الخارجية من اختصاص الرئيس

·         بيوكانن: إصبع في عين رئيس الولايات المتحدة

 

بقلم: هيلين كوبر وكارل هولس

هناك مقولة مأثورة في السياسة الخارجية الأميركية منذ زمن طويل مفادها أن السياسة تتوقف عند حد معين لا تتجاوزه، ولكن في ظل وضع يواجه فيه الرئيس جورج بوش حزباً معارضاً يسيطر على الكونغرس، يبدو أن هذه المقولة لم تعد صالحة·

فما تزال أصداء زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الى دمشق واجتماعها بالرئيس بشار الأسد، تتردد في واشنطن، ووجّه مسؤولون في البيت الأبيض الاتهام لبيلوسي بأنها عززت موقف سورية في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الى عزلها·

وتتناقض مواقف هؤلاء المسؤولين ولا سيما نائب الرئيس ديك تشيني الذي وصف الزيارة بحدة بأنها "تصرف سيئ"، مع الصمت الذي التزمته الإدارة حيال زيارة قام بها قبل أسبوع واحد فقط، ثلاثة من أعضاء مجلس النواب من الحزب الجمهوري هم فرانك وولف، وجوزيف بيتس، وروبرت ادير هولت·

كما لم يثر البيت الأبيض أي ضجيج حول زيارة قام بها عضو مجلس النواب الجمهوري داريل عيسى بعد ذلك ولقائه بالرئيس الأسد بعد يوم واحد من مغادرة بيلوسي·

ولكن من المهم الإشارة الى أن بيلوسي، باعتبارها رئيسة لمجلس النواب، هي المسؤولة الأميركية الأرفع مستوى التي تزور دمشق منذ زيارة وزير الخارجية السابق كولين باول عام 2003· ولكن انتقادات إدارة بوش لها كانت حادة على غير العادة، ولا سيما لنقلها رسالة للأسد من إسرائيل باستعدادها لإجراء مفاوضات سلام مع سورية· (وقد أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بيانا قال فيه إنه لا يمكن إجراء هذه المفاوضات إلا إذا أوقفت دمشق مساعداتها للمجموعات الإرهابية)·

المعلق الإذاعي المحافظ راش ليمبا سأل نائب الرئيس بشكل تحريضي قبل أيام: "ألا تشعر بالغضب أن يحدث شيء من هذا" (في إشارة الى زيارة بيلوسي لدمشق)؟ فأجاب تشيني: "نعم إنه أمر مثير للاستياء، وبيلوسي لا تمثل إدارة بوش، والرئيس هو من يدير السياسة الخارجية وليست رئيسة مجلس النواب"·

ويقول الديموقراطيون إن تذمر الإدارة له دوافع سياسية، وأن هؤلاء الذين ينتقدون بيلوسي التزموا الصمت حين اقحم نيوت غنيغريتش (رئيس مجلس النواب الجمهوري الأسبق) في السياسة الخارجية عام 1997·

 

رسالة مشوشة

 

وحين سئل مرشح الحزب الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة بات بيوكانن، قال "ما من شك في أن زيارتها تزعجني· إنها بمثابة أصبع في عين رئيس الولايات المتحدة، وتبعث برسالة مشوشة"·

ولكن رد بعض المدونين الديموقراطيين علي بيوكانن بالقول إنه قال في مؤتمر صحافي عقده عام 1997 "لقد حان الوقت كي يُدير الكونغرس السياسية الخارجية"· وقد شعر بيوكانن بالقلق على نحو خاص آنذاك لقرار الرئيس كلينتون منح الصين وضعاً تجارياً عادياً·

وتحدثت بيلوسي في مقابلة هاتفية معها أثناء توقفها في لشبونة في طريق عودتها الى الولايات المتحدة، حديثاً مطولاً عن قيمة الجولة التي قامت بها وجدية الحوارات التي أجراها الوفد المرافق لها مع زعماء الشرق الأوسط، وحقيقة أن معظم أعضاء الوفد كانوا منخرطين في قضايا السياسة الخارجية هذه، وتحدثت بيلوسي كذلك عن تصميم الديموقراطيين على الالتزام بالخط الذي تنتهجه إدارة بوش حول القضايا التي تمت مناقشتها·

وكان الوفد المرافق لرئيسة مجلس النواب يضم أعضاء المجلس الديموقراطيين توم لانتوس، أحد الناجين من الهولوكوست وهنري واكسمان الذي يعتبر من أبرز المؤيدين لإسرائيل في الكونغرس وكيث إليسون، وهو أول مسلم يصبح عضواً في الكونغرس·

وقالت بيلوسي في مقابلة معها يوم الجمعة الماضي، إنه على الرغم من اختلاف الكونغرس مع الرئيس حول العراق، فإنه لا خلاف بين أعضاء الوفد والرئيس حول دعم إسرائيل وضرورة توقف سورية عن دعم المجموعات الإرهابية وإيقاف تسرب الإرهابيين الي العراق·

وأضافت: "نحن ندرك المسؤولية الملقاة على عاتقنا حين نقوم بزيارة الى الخارج، وفي كل القضايا التي طرحناها في الدول التي زرناها نقلنا رسالة مباشرة وشديدة الاتساق مع رسالة إدارة بوش، ولم تكن دائما من النوع الذي يرغب مستمعيّ في سماعه"·

وكشفت بيلوسي النقاب عن قيام عضو الوفد هنري واكسمان عن طرح كل مطالب المعارضين السوريين، وعن أن اللقاء بالرئيس بشار الأسد دام لأكثر من ساعة وأن اجتماع الوفد بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، استمر لأكثر من ثلاث ساعات·

"عن انترناشيونال هيرالد تريبيون"

طباعة  

قضية شودري كشفت عن تدني شعبيته..
هل بدأ خريف الجنرال مشرف؟

 
المسؤولون الإسرائيليون خلف الأبواب المغلقة:
المبادرة السعودية ستقود إلى طريق مسدود