موت الآخرين

بعد منتصف العمر بقليل، حيث تنيخ الكهولة بكلكلها فوق الصدور، لا يعود الموت فكرة عابرة تومض من بعيد، ثم تتراجع الى حين، بل يصبح أقرب الى الحضور الفعلي، والحقيقة التي نتجرع مراراتها، كلما خسرنا صديقا في العمر نفسه، أو زميلا تقاسمنا معه سنوات الطفولة أو مقاعد الدراسة، وإذ تبدأ الأحلام بالنكوص والجسد بالتراجع، نشعر بأن الموت المتكرر للآخرين ممن نجايلهم على الأخص، لا يمنحنا أي شعور بالغبطة أو العزاء، لأن المصادفة وحدها هي التي جعلت الموت يخطئنا هذه المرة، وإن فكرة الخلود التي دغدغتنا كثيراً في مقتبل العمر، لم يعد لها ما يسوغها، وسط هذه الحقول الشاسعة من الرايات السود وجنائز الموتى·

شوقي بزيع

"الخليج"

2007/3/24

* * *

بوابة العالم

السفر بحد ذاته هو حلم دائم بالنسبة لي، بغض النظر عن طبيعة الهدف منه، فهو بوابة للعالم، لمعرفة الكثير، والتعرف بالجديد وغير المتوقع، المشاركة في المهرجانات الشعرية ساعدني في معرفة أين أقف بالضبط، في هذا الواقع المحيط، وعلمتني كيفية التواصل مع الآخر الغريب عن ثقافتي ومنظومتي المعرفية، ومحاولة إيصال صورة عن ذاتي وواقعي الذي أعيشه، بشكل يبدو أكثر صدقاً مما هو عليه في وسائل الإعلام، التي تقدم صورة خارجية فقط·

سمية السوسي

"الراية"

2007/3/19