رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 مارس 2007
العدد 1767

رايس تستبق القمة العربية وأولمرت يدخل على الخط
سؤال مشروع أمام القمة: لماذا يسعى التطبيعيون إلى تأكيد التطبيع والتشبث به؟

كتب حمد حسين:

استكملت كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية تحركاتها المنذرة قبل انعقاد القمة العربية في الرياض، بالإعلان عن نيتها عقد لقاء يجمع بين الرباعية العربية (الأردن، مصر، السعودية، الإمارات) والرباعية الدولية بحضور الفلسطينيين والإسرائيليين، لإيجاد ما سمته إطار تفعيل للمبادرة العربية"، وإطار التفعيل كما فهم من حديثها خلال مؤتمر صحافي في فلسطين المحتلة وإلى جانبها رئيس الوزراء الإسرائيلي أساسه تسليم الرباعية العربية، بأن تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل يسبق أي حديث عن السلام والمبادرات· أي تطبيق ما طالبت به وزيرة الخارجية الإسرائيلية علنا، وأن تبدأ الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل لتهدئة المخاوف والطمأنة"·

وأخطر ما يتضمنه هذا الإطار التفعيلي، هو تحويل مطالب اللجنة الرباعية وشروطها لرفع الحصار عن الفلسطينيين ومطالب دولية، إلى مطالب عربية وشروط عربية أيضا، تكون تعديلا على المبادرة العربية·

قبل هذا النذر التي تهدد بانفراط عقد القمة الجامعة، كانت رايس قد قامت في أسوان المصرية بأغرب لقاء يجريه وزير خارجية أمريكي، وكاد أن يغيب تفسيره عن وسائط الإعلام، وهو اجتماعها على انفراد بأربعة من رؤساء الأجهزة الأمنية في الدول العربية التي لم يكن إطلاق تسمية الرباعية عليها عبثا، وهي مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية، فإذا كان هناك تبرير على الأقل لجمعها لأربعة من وزراء خارجية هذه الدول للتباحث بشأن موقفهم في القمة القادمة، وللتعبير على الأقل عن ما تنتظر الحكومة الأمريكية من هذه القمة، ومن محور الدول الأربع بالتحديد، فإن السؤال يظل مطروحا حول مغزى اللقاء برؤساء الأجهزة الأمنية، وماذا دار في هذا اللقاء، في ضوء أنه اللقاء الثاني بعد اللقاء الأول في العاصمة الأردنية قبل شهرين في وقت أصبحت فيه خطط "العمليات السرية" الأمريكية معلنة ومعروفة، في لبنان وسورية وإيران وفلسطين·

 

أصحاب المبادرة

 

من الواضح أن رايس بهذه التحركات، وإعلان النيات لما هي في سبيل القيام به (ولا ريب أنها تمتلك موافقة الرباعية العربية على ما أعلنته) فقد وضعت القمة العربية وراء ظهرها، ووضعت كل ما سيصدر عنها من بيانات ومؤتمرات صحافية في إطار البيانات اللفظية· وتركت لوزراء الخارجية العرب التأكيد مرة بعد مرة على أن القمة لن تدخل تعديلا على المبادرة العربية التي تتصدر جدول أعمالها، بل وصرحت بأنها لا تطالبهم بتعديل المبادرة، وإنما هي تسعى إلى "وضع إطار لتفعيلها"· هي إذن مبادرة معطلة بالفعل، ولن يكون لبحثها في القمة من وزن يتجاوز التقديم المنظوري والاستعداد "لتفعيلها" بوسائل أخرى· لأن من يتقدم بمبادرة سلام، كما يقول "عزمي بشارة" هو إما طرف محايد يتوسط بين طرفين، أو طرف منتصر يقدمها كجزء من ترجمة انتصاره سياسيا، أو طرف قادر على فرضها· وكل هذه الحالات لا تتوافر في مقدمي المبادرة العربية·

 

ليست بمبادرة

 

الوقائع الراهنة على الأرض، والتي تقول بأن هناك دولا عربية حققت سلفا الشرط الإسرائيلي (التطبيع أولا) مثل مصر والأردن، وبعضها يقيم علاقات أمنية وتنسيق سرية مع إسرائيل، تجعل من مطالبة إسرائيل للرباعية العربية بالتطبيع تحصيل حاصل، إذن ما هو الهدف الحقيقي وراء هذه المطالبة؟ ولماذا الإصرار على تحويل المبادرة العربية إلى نص يستجيب للمطالب والمصالح الإسرائيلية، أولا بإلغاء حق عودة اللاجئين (وهو ملغى سلفا في المبادرة التي لا تشير إليه مجرد إشارة، واكتفت بالحديث عن "حل عادل متفق عليه" يمكن أن يكون أي شيء إلا عودة لأصحاب الأرض إلى أرضهم، وثانيا إلغاء النص على وجوب عودة إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران؟

هل يجهل المجتمعون اليوم في القمة أن "الوسيط" الأمريكي قد منح المحتلين الصهاينة "ضمانات" بأن يقف ضد ثلاثة مطالب عربية: إزالة المستعمرات (وهو أمر لم تطالب به المبادرة العربية) وعودة القدس كعاصمة لفلسطين (وأيضا لا وجود لنص صريح عين في المبادرة) وحق اللاجئين في العودة (الملغى أساسا في المبادرة) بالطبع هم لا يجهلون هذا، وقد صاغوا مبادرتهم بكل هذه النواقص، وارتضوا سلفا بأن يتوقفوا عند حدود طرح "المبادرات" و"إبداء حسن النوايا"، وسارع بعضهم إلى تطبيع علاقاته مع إسرائيل وتعاون معها أمنيا وسياسيا واقتصاديا، إذن ماذا وراء كل هذه التحركات التي تتصدر ما أصبحت تدعى دول "الرباعية العربية"؟

لابد هنا من العودة إلى الكواليس، وترك المؤتمرات الصحافية لأصحابها، وفي الكواليس إطروحات جديدة ترافق "إطار التفعيل" تتحدث عن المخاطر على الأمن العربي"·· فما هذه المخاطر؟ من حق أي متابع أن يسأل، فقد مرت المنطقة العربية بأكثر الأحداث تأثيرا على "الأمن العربي"، على الأقل منذ غزو العراق، ثم الهجوم الإسرائيلي بالطائرات والدبابات على قطاع غزة، ومواصلة مصادرة الأرض وبناء المستعمرات، وأخيرا شن الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان التي وقف وراءها التحالف الغربي في الصيف الماضي بوقاحة قل نظيرها، وفي كل هذه الأحداث الجسام التي تمس أو تقوض "الأمن العربي"، لم يفكر أحد بالأمن العربي"·

المؤسف أن مصدر التنبيه على الأمن العربي، أو اليقظة عليه جاءت من مصادر خارج المنطقة العربيةة، بل ومن خارج مصالح شعوبها، وهي الأطروحات التي بدأت تروجها أوساط الحكومة الأمريكية والإسرائيلية عن خطر "شيعي" ضد "السنة"، وفي الإطار الأوسع عن خطر للنفوذ الإيراني على الدول العربية، ولم تعد أهداف هذا الترويج سرا وبخاصة حين بدأت مراكز البحث الأمريكية تطرح "وجوب تشكيل جبهة" تضم "معتدلين" عرب وإسرائيل سوية لمواجهة ما سموه "الخطر الإيراني"·

تهديد الأمن العربي إذن ليس مصدره "إسرائيل" التي تستعد الآن لجولة جديدة من الحرب، قد تكون ساحتها سورية أو لبنان، بل مصدره بالتحديد أي مقاومة لهذا التهديد الإسرائيلي، سواء جاءت من الداخل العربي أو وجدت إسنادا من دولة مثل إيران·

لا يمكن إذن قراءة هذا التحرك شبه المحموم للاتكاء على مبادرة يعرف أصحابها قبل غيرهم أنها لن تجد طريقها إلى القبول، لا من الأمريكيين ولا الإسرائيليين، إلا في خلفية ما تعانيه الولايات المتحدة في العراق من تعثر لمشروعها الأكبر (اجتياح سبع دول خلال خمس سنوات هي العراق وسورية ولبنان وليبيا والسودان والصومال وأخيرا إيران كما صرح أخيرا في أوائل هذا الشهر الجنرال ويسلي كلارك قائد القوات الأطلسية السابق في الحرب على يوغسلافيا) وما تعانيه إسرائيل من فقدان لقوة ردعها التي عاشت سعيدة بها، قبل أن تتحطم في جنوب لبنان، وتضعضع وضعها السياسي الراهن·

هل سيكون "إطار تفعيل"، ما تسمى "المبادرة العربية" الذي لا علاقة له بالسلاح ولا بالحقوق العربية، تهيئة لتجميع صفوف مغامرة أمريكية - إسرائيلية جديدة مسنودة من "رباعية عربية" وأعلن عن تشكيلها صراحة؟ سؤال مشروع في ضوء ما يتردد وراء الكواليس، لا ما يذاع على الصحافيين ويقال في المؤتمرات الصحافية·

طباعة  

فيما اعتبرت تشكيلة توازنات في الأسرة والمجلس
العناصر الخاسرة لن تتركها وشأنها

 
رغم إيجابياتها الواضحة
الحكومة الجديدة بين فرص النجاح وهواجس الفشل

 
بعضهم ورث تركة كبيرة من تراكمات الفساد
ملفات الإصلاح بانتظار الوزراء الجدد

 
الترخيص سرداب وثمانية أدوار والبناء سردابان و20 دوراً
مستشفى يخالف ترخيص البلدية وينفذ المشروع

 
ولادة متعثرة استمرت ثلاثة أسابيع
"العمل الوطني": نمد يد التعاون للحكومة إن كانت جادة في الإصلاح

 
فشل في إقناع حزبه بمقاطعة الحكومة
صاحب الوسيلة يفقد صوابه

 
قمة تجمع الرؤساء والحركات الاجتماعية
الجماعة الأمريكية الجنوبية قريباً!

 
مصر:
الدولة البوليسية تستفتي الناس بالقوة!

 
بعقوبات مجلس الأمن ومن دونها:
واشنطن تدير حربها السرية داخل إيران

 
اتجاهات
 
فئات خاصة