رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 مارس 2007
العدد 1767

ستة شعراء وقصائد شديدة التنوع
رابطة الأدباء احتفت بالشعر في يومه العالمي

     

   

 

كتب المحرر الثقافي:

أحيا ستة شعراء أمسية شعرية في رابطة الأدباء احتفاء باليوم العالمي للشعر، وقد كانت قصائد الشعراء متفاوتة من حيث المضمون والرؤية والصياغة اللغوية، فما بين شاعر يكتب قصيدة موزونة على نهج القدماء وآخر ينثر أحاسيسه ورؤاه في مقاطع شعرية شديدة الاختزال والإيحاء، جاء الشعر محتويا كل اللحظات الحميمة ومنطلقا إلى أقصى مدى·

أدارت الأمسية الكاتبة الشابة أفراح الهندال وقد جاء في مقدمتها: "الشعر هو اللحظة التي تنكشف فيه الروح على عالم هائل مسخر لهذه العين المبصرة والقلب البصير·· هي لحظة تجل·· لحظة كشف·· لحظة بعث جديد وارتحال في عوالم لا تنتهي·· ولذا·· نجد اليوم الحادي والعشرين من مارس وقفة تجمع الشتات على الأرض·· ففيه من يحتفل بعيد الربيع (أو يوم النيروز) فتنطلق التباشير بثوب رائع يكسو الأرض·· وفيه من يحتفل بالعام الجديد·· لتشتعل الأمنيات فيه مغمورة بالأمل··"

وكانت الأديبة ليلى محمد صالح رئيسة اللجنة الثقافية قد ألقت كلمة في بداية الأمسية، رحبت فيها بالحضور وأشادت بدور الشعر والشعراء في حياتنا العامة، فهم يرطبون لنا الحياة، ويكشفون جوانب الهم والحزن المتجدد كل يوم، فالشاعر الحق هو ضمير عصره كما تقول·

 

تداعيات

 

أول المنشدين كان الشاعر د·خالد الشايجي، ألقى قصيدة عمودية طويلة يستعرض فيها أحوال الأمة العربية، وانكساراتها الكثيرة نذكر منها:

أحقا لهذي الجموع كيان

مكان·· زمان·· لها تذكرة

وأين المكارم أين المخافر

وصناع تلك الدنى المزهرة

أكانت حضاراتنا كذبة

أم أن انتماءاتنا منكرة

فلا الشعر يشفي جروح الهوان

ولا القول ينفع والثرثرة

ولا الليل يشفي جروح المحب

إذا كان محبوبه منكره

ولا الصبح يحطم قيد النيام

وكل الأماني لن تكسره

 

إشراقة الأرض

 

الشاعر وليد القلاف ألقى قصيدة مطولة، وليست في نهجها، وأسلوبها بعيدة عن قصيدة الشايجي، إلا أنها تحمل في مضمونها روحا وطنية، صادقة، نستنشق من خلالها حب الكويت والهيام بأرضها وتاريخها وأمجاد ناسها يقول:

نحبك كل الحب يا من يحبها

نرى الدرب نحو الخير دربا معبدا

وأنت لنا عنوان غايتنا التي

تعهدت الإحسان حتى تعهدا

مددت يدا بالمعصرات شبيهة

وماذا يكون الغيث إن لم يكن يدا

يسير بها الإحسان وهي جديرة

بأن تجعل الصحراء روضا مغردا

إلى من يرى الإكرام منك مؤكدا

وكم كان إكرام الغمام مؤكدا

لذا فلتكن آياتك البيض أنجما

تضيء الليالي ولنكن نحن شهدا

 

سليمان الفليح

 

وبعدها قرأ الشاعر إبراهيم الخالدي قصيدة مهداة إلى الشاعر السعودي سليمان الفليح جاء فيها:

يقول معلمنا· إن جيلا توغل في لعبة الشعر··

يوما·· ستجرفه لاهبات الحمم!

لقد أفسد النشء هذا النشيج الجنوني،

وشح طبشورهم بالبذاءات··

سورهم بالنوايا العنيدة·

ونحن بنوك الذين وقفت على كوة الفصل تستدرج أقلامهم للقصيدة·

فبورك زرع زرعت··

ولم تلق إلا النقيق العقوق··،

وشؤما تناسل في هذه الأمسيات··، وتلك الجريدة!!

 

يحدث أحيانا

 

الشاعر نشمي مهنا قرأ مقاطع شعرية توزعت بين المنثور والموزون، وقد كان النص الذي قرىء بعنوان: "يحدث أحيانا فيستمر في كل الأحيان" هو الأكثر حداثة وقربا من الواقع من حيث المضمون والرؤية·

نختار منها:

يحدث أحيانا

أن يموت عطر في صدرك

فينساك صبح الناس

يحدث أحيانا

أن تقذف وردة في النهر، فلا تصل

يحدث أنك في الصحة والعافية مثلما

أنت في سرير العتمة

يحدث أنك في الأمل مثلما الداخل بيت عزاء

يحدث أن تتذكر القبلة الأولى فيحلو طعم "الله"

 

الغربة والوطن

 

وأما الشاعر محمد النبهان فقد قرأ قصيدتين قصيرتين نذكر منهما:

قلت لي

والبحر أزرق، والمدينة

لم تفق بعد، المدينة عانس

تهوى الكلام الجانبي، وثرثرات الليل، تخبط حلمها بجداره،

وتقده طولا وعرضا، أو تنام إلى الظهيرة··"

"المدينة·· لم تزل تلك المدينة"·

والملاحظ أن قصائد النبهان تحوم حول الغربة والوطن وهو الشاعر العائد إلى الديار بعد طول اغتراب·

 

الإخوة الكذابون

 

آخر المنشدين كان الشاعر محمد هشام المغربي وقرأ قصيدة تحت عنوان: "مهدك جبنا"·

مهداة إلى الإخوة الكذابين جاء فيها:

وكان الدم الكذب المستراب الخفيض لمشاجر في الروح ينضح بالسر والسائرين، فهل قدر العمر أسئلة الشك والوصل في دمنا

إذ شرينا مرورهم المتواطىء

دون التفات·

وأتلفنا بعض ما قيل عن صخرة العمر والحزن والدمع منهمرا والأقاويل إذ سجت، إذ أثافي رياء بعمق الرمال،

نجى الطين فينا وخامره القول:

جئناك نشكو

بكاء أبينا

وطلم أ خينا

وبغي النساء على قبحنا

وصواعا يداعب أحلام هذي الصبي، سيسرقه لاحقا·

 

                        

طباعة  

إشراقة
 
وجهة نظر
 
قصة قصيرة
 
إصدارات