رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 مارس 2007
العدد 1767

الإسرائيليون مع حل الدولة الواحدة لا الدولتين.. وهذا هو الدليل

                    

 

·         اختفت الفواصل بين اليمين واليسار والصقور والحمائم في إسرائيل

·         الحكومة الإسرائيلية تضع أكواما من الشروط ثم تقول لا يوجد شريك فلسطيني!

·         الفلسطينيون سيصبحون الأغلبية في إسرائيل يوما ما، فماذا نحن فاعلون؟

 

بقلم: جدعون ليفي:

مفاجأة كبرى: الغالبية الساحقة من الإسرائيليين يؤيدون الحل القائم على دولة واحدة· فبعد سنوات ظل فيها شعار الدولة الواحدة يمثل واحدة من أكبر المحرمات، أصبح الحل المفضل على ما يبدو· وإذا كان هناك من لا يصدق ذلك، فما عليه سوى الانتباه إلى استطلاعات الرأي· لقد عاد بنيامين نتانياهو لتصدر المرشحين لرئاسة الحكومة الإسرائلية·

وإذا كان هناك من لا يصدق أن نتانياهو يؤيد هذا الحل، فما عليه سوى الاستماع إلى ما يقوله· فمرة أخرى، لا يجد نتانياهو شريكا فلسطينيا، والنتيجة، هي الانتظار دون عمل أي شيء·

وليس وحده نتانياهو، من يردد هذه المعزوفة، فرئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسييبي ليفني أيضا، غير قادرين على إيجاد شريك· ومن المشكوك فيه أن يجد أيضا، حزب العمل مثل هذا الشريك· فالإسرائيليون يضعون أكواما وأكواما من الشروط المسبقة· فمرة يجب دمقرطة المجتمع الفلسطيني وأخرى يجب الاعتراف بإسرائيل، وثالثة يجب وقف الإرهاب ورابعة يجب تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، وخامسة "لا" لعرفات، ثم "لا" لمحمود عباس·· والآن، "لا" لحكومة الوحدة الوطنية·

والنتيجة واضحة أمام الأنظار، إنها دولة واحدة من نهر الأردن حتى البحر المتوسط، بسبب ما يقترحه القادة الإسرائيليون من حكم ومعارضة: الجلوس والانتظار، وهو ما يعني فعليا قيام دولة واحدة على الأرض· فمعظم الإسرائليين يعلنون أنهم يحبذون الحل القائم على دولتين، ولكن ذلك لا يعدو كونه كلاما فارغا، ففي النهاية هم يؤيدون نتانياهو·

 

مفاجأة كبرى

 

وفي الواقع، هذه هي المفاجأة الكبرى، لقد حدث تغير جذري في الخارطة السياسية لإسرائيل، فلم يعد هناك يمين ويسار أو صقور وحمائم· لقد توحد الوسط مع اليمين وأطراف اليسار معا· ومن الآن فصاعدا، على المرء أن يقول إن إسرائيل منقسمة بين أغلبية ساحقة تؤيد حل الدولة الواحدة وأقلية ضئيلة تؤمن بحل الدولتين·

وكل من لا يعمل على الفور من أجل قيام دولتين، فهو يؤيد الدولة الواحدة في فلسطين، ولا يوجد حل آخر أو خيار ثالث· وكل من يؤيد المستوطنات، إنما هو ملتزم بقيام دولة إسرائيل الكبرى·

فهل نحن مع (أحمد) الطيبي أم مع بيبي (بنيامين نتانياهو)؟

الدكتور أحمد الطيبي عضو الكنيست العرب يؤيد حل الدولتين· أما نتانياهو فهو مع الدولة الواحدة· لقد التقى نتانياهو مع خالد مشعل في تأييد الدولة الواحدة واختلفا فقط في طبيعة هذه الدولة، فالأول يؤيد دولة تقوم على الفصل العنصري (APARTIHEID)، والثاني يريدها دولة إسلامية· فقط أقصى اليسار (في إسرائيل وفلسطين) يريد دولة ديموقراطية·

وكل الأحاديث حول القضايا المتعلقة بمستقبل إسرائيل مضللة· فينما يخوض نتانياهو الانتخابات المقبلة على أساس خطر قيام هولوكوست جديد بسبب التهديد الإيراني، هناك علامات استفهام تحيط حول هوية إسرائيل· ألم تصبح بالفعل دولة واحدة للعرب واليهود؟ وسوف تنقسم عما قريب، إلى نصفين متساويين، ومن ثم سيصبح العرب فيها هم الأغلبية· فما شكل الدولة الآن، إن لم تكن دولة واحدة للشعبين؟ وما هو وضع 3.5 مليون فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعين عاما؟

 

درب جنوب إفريقيا

 

الاحتلال في حالة إسرائيل، ليس مؤقتا، كما أنه لا يمثل الطبيعة الراهنة للدولة·

وكفى كلاما فارغا عن "الدولة اليهودية" فلم يعد هناك وجود لشيء كهذا· وحقيقة أن الفلسطينيين يعيشون تحت ظروف غير متكافئة لا يجعلهم رعايا لكيان آخر· بل على العكس من ذلك، فإن سيطرة الدولة على حياتهم يفوق سيطرتها على حياة مواطنيها اليهود·

وفي مقابلة أجرتها هذه الصحيفة مع نتانياهو مؤخرا ووصفته بـ"المعتدل" قال إن "الوقت يمر بسرعة وأشبه برمل يتسرب من بين أيدينا إذا لم نتحرك"· ولكنه في الواقع، لم يكن يتحدث عن ضرورة إيجاد حل سياسي مع الفلسطينيين، بل إجراء عسكري ضد إيران· وما لا ينتبه إليه الكثير من السياسيين الإسرائيليين أو يتجاهلونه أن الفلسطينيين سوف يصبحون هم الأغلبية في إسرائيل يوما ما، فماذا نحن فاعلون حينئذ؟ هل نتحول إلى أقلية تضطهد الأغلبية؟ هل يظل الفلسطينيون غير مواطنين إلى الأبد؟ لقد علمتنا جنوب إفريقيا درسا في كيفية تطور الأمور على الأرض، ولو بعد حين·

والآن، يتعين علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها فحزب "الليكود" بزعامة نتانياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" و"الحزب القومي الديني" والمستوطنون وحزب "كاديما" وكل من يرفض إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين، يجب أن يطلق عليهم من الآن فصاعدا بأنهم "مؤيدون للحل القائم على دولة واحدة"، ولو كان ذلك يستند إلى أسس العدالة والمساواة في المواطنة، لكان أمرا طيبا· أما أن تكون دولة يتعرض فيها الفلسطينيون للتميز ضدهم والاضطهاد، فهذا خيار كارثي· ولكن يبقى السؤال قائما: هل هذا ما تريده غالبية الإسرائيليين؟

"عن: هآرتس"

طباعة  

"لن نكرر خطأ غزو العراق ونكتفي بضربات جوية لإيران"!
ما أشبه الخطاب الأمريكي غداة غزو العراق بخطابه اليوم!!

 
بوش.. هل يصحح خطأ إيزنهاور في إيران أم يكرره؟