إخواني وأخواتي المعاقين

عبد المحسن محمد حمد المشاري

·   أكتب هذه الأبيات على لسان إخواني وأخواتي المعاقين من فئة الداون تحية لهذه الجريدة التي خصصت لهم صفحة:

كنت في جمعية ضاحية عبدالله السالم، سلمت علي امرأة معها ابنها عمره يتجاوز السابعة عشر معوقا، أخبرتني بأنه يريد أن يسلم علي لأنه من قراء جريدة "الطليعة" وهو يتيم الأب وجلست أتحدث معه ربع ساعة وفي اليوم نفسه كتبت هذه القصيدة:

اليتيم اللي ظلمه الوقت ويدينه أسرها

            والهموم الطايشة تاكل وتاخذ من سنينه

والحزن بدد مناه وحطم النفس وقدرها

            جدد هموم بوسط القلب وجروح دفينه

والحياة اللي شقيه ويش سوت في بشرها

            أبعدت عنهم فرحهم وجابت لهم كل شينه

والحياة الفانية (يمه) يهددني خطرها

            أبعدتني عن قراكم واحذفتني في المدينة

غربتي طالت وطول بعدها طول سفرها

            والله يستر في زماني ويش باقي في يدينه

والجروح اللي بقت يا غاليه جاير مررها

            أتجري علقمه في كل يوم وكل حينه

والسهر لعيوني القشرا ومن الفرقا دمرها

            شابت وشاب الشعر ما هو على اللي تذكرينه

والفرج عندي زجاجة والزمن قام وكسرها

            والجمل لاطاح قلت حيلته والله يعينه

صارلي عشر سنوات وزود والعين بسهرها

            من وفاة أبوي والأعيان ما شافت سكينه

والأنذال يمه لا تفكرين في غدرها

            كلها أيام وليالي وننسى أيام الغبينه

والصبر ثم الصبر بكره يعدل لي كدرها

            واصبري صبرا جميلا بتفرج عيون حزينه

لأجلك أسري في الليالي المظلمه وأمشي وعرها

            وأدعس الجمر الحمر تحت رجليني واهينه

لا يهمك أي شيء دام حياتي في عمرها

            دامني حي تشوفين العز ثم ترفعينه

الشتاء والصيف قاسي بردها وواهج حرها

            والمواني والبواخر والشواطي والسفينه

والشوارع والصحاري والحدائق مع زهرها

            والعجائب والغرائب وكل ما ضمت حزينه

والسحايب والرعد والبرق والموج وبحرها

            والسعادة والحياة وكل شيء تسمعينه

والكواكب والنجم والليل والشمس وقمرها

            كلها فدوة عيونك يا أم الأشواق الحنينه

واسمعيني يا حياتي وسعي النفس وصدرها

            واضحكي للوقت لا لا تتركي الضحكة سجينه

حياتي يا مناتي يا عيوني يا بصرها

            اتركي همك لقلبي وقلبي بيفك الرهينه