رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

"جلال"... حِبر وصوت ما فارق "أجيال"

                                       

 

كتب فراس حسين:

نوى السفر يوم الاثنين ظهرا للاحتفال بعيد ميلاده وسط أسرته· رحل إلى السماء فجر الأحد، ودفن عصرا في أحضان - فيما اعتبرها وطنه - الكويت·

برحيل الأستاذ فوزي جلال فقدت الكويت أبرز معلم رياضي في تاريخها ولربما في تاريخ الرياضة العربية بأسرها، فلم يكن فوزي جلال مجرد صحافي متألق أو خبير في إعداد البرامج، بل شملت خبرته معظم المهن الإعلامية والرياضية مجتمعه، بداية كلاعب ثم مدرب ثم محرر وكاتب ومعلق ومقدم ومحلل ومعد ومخرج ليختم مسيرته بالتفرغ للبحث الرياضي وتأليف كتب الحقائق التاريخية التي عاصرها·

لم تنج أبرز البطولات المحلية والعالمية من قلم فوزي جلال بداية من الخمسينات إلى يوم رحيله، ولم تتعب قدماه من التجول في عواصم البطولات الأولمبية إلى سنة 96 في أتلانتا·

فوزي جلال الصحافي الوحيد الذي شارك في تغطيه جميع دورات الخليج، ووضع حجر الأساس لأول قناة رياضية خليجية "القناة الثالثة الكويتية" وآخر القنوات الرياضية "الكأس والدوري القطرية"·

فوزي جلال الذي تذكر صوته أجيال كان أول معلق رياضي يحصل على دورة في التعليق من إذاعة "البي بي سي" البريطانية وصاحب أول استديو تحليلي تلفزيوني لمباريات مونديال 78 في الأرجنتين في تلفزيون الكويت، ولم يكتف الراحل بامتهان التعليق على لعبه واحدة بل شمل صوته العديد من الألعاب الرياضية بدءاً من الفروسية إلى المصارعة الحرة وبتفوق مبهر·

فوزي جلال هو من طالب بنشرة أخبار يومية رياضية ومن عمل أول برنامج تلفزيوني رياضي "مجلة الرياضة"، وكان له كذلك أبرز البرامج الرياضية والتي مازالت تعرض على القنوات الفضائية الكويتية والعربية "ذاكرة الأحداث" بجانب العشرات من البرامج الناجحة·

أما أبرز إنجازاته الصحافية فكانت بتأسيس أول مجلة رياضية متخصصة في الخليج "الرياضي"، وكان صاحب فكرة سرد تفاصيل المباريات خلال تغطيتها الصحافية، كما ساهم بتأسيس قسمين رياضيين في الصحف اليومية، وقدم قلمه للرياضة أهم موسوعاتها "حقائق وأرقام" وكتباً قيمة أخرى·

كان الأستاذ شعلة من الحيوية ومثالاً للشخصية الناقدة الساخرة بالروح الرياضية، يعيش في استاد خيالي كبير ويتولى جميع الأدوار التي يقوم بها مرتادوه من لاعبين و مدربين وصحافيين وجمهور، ويقوم كذلك برفع البطاقات الصفراء والحمراء لنفسه عندما يشعر بالخطأ·   

المدونات والإحصاءات لا تفارق حقيبته، ولم يبق متسع في إحدى مكتباته لكتاب رياضي· كان باحثا يدون جميع الأحداث الرياضية التي يعاصرها ويؤرشفها على بطاقات ويحتفظ بها، كما كان يستخدم الأجندات السنوية منذ الخمسينات دون ترك أي من صفحاتها خالية من الأحداث الرياضية اليومية·

فوزي جلال اسم غاب عن الصحف اليومية في السنوات الأخيرة وفي الوقت الذي بدأ المرض الإعلامي الرياضي يصل لذروته، لكن لم يخف على أحد نقده الإصلاحي الساخر الذي ظل يدوي بأسماء مستعارة كنا نستمتع ونسترشد بها يوميا وأسبوعيا·

فوزي جلال اسم تسبقه ضحكه مجلجلة لا نملك الآن إلا الحزن على رحيلها والفخر بمعاصرتها والدعوة لصاحبها بالجنة مثوى ولذويه وأحبته وأصدقائه الصبر والسلوان·· رحمك الله·

طباعة  

حَبِل!