· بريطانيا تخشى من إقحام قواتها في الحرب حتى لو لم تشارك فيها
· المخاوف تتركز على القوات الأمريكية في العراق وارتفاع أسعار النفط
بقلم مايكل سميث وسارة باكستر:
كشفت مصادر في وزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية النقاب عن نية بعض كبار القادة العسكريين رفيعي المستوى تقديم استقالاتهم إذا اتخذ البيت الأبيض قراراً بمهاجمة إيران·
لقد أدى التوتر الراهن في الخليج الى تنامي المخاوف من أن الهجوم على إيران أصبح احتمالاً متزايداً قبل أن يغادر الرئيس جورج بوش البيت الأبيض، وعلمت هذه الصحيفة أن خمسة جنرالات وأدميرالات يفضلون الاستقالة على الموافقة على ما يعتبرونه هجوماً متهوراً·
ويقول مصدر وثيق الصلة بالاستخبارات البريطانية أن أربعة أو خمسة جنرالاات وأدميرالات نعرفهم سيقدمون استقالاتهم إذا أمر بوش بمهاجمة إيران فهناك ببساطة رفض لهذه الخطوة في البنتاغون ويشكك الكثيرون في ما إذا كان مثل هذا الهجوم فعالاً أو حتى ممكنا·
وأكد مصدر دفاعي بريطاني أن هناك شكوكاً عميقة بشأن الضربة العسكرية داخل البنتاغون وكل الجنرالات يؤكدون بوضوح أن القوة العسكرية لن تكون فعالة في إيران ولا أحد يريد هذا الخيار وهي مسألة ضمير بالنسبة لهم، وهناك عدد كبير من الناس يعتقد أن اتخاذ قرار بضرب إيران سيكون خطأ كبيراً في الحسابات يستدعي الاستقالة·
إن حدوث تمرد لكبار الجنرالات على هذا النطاق سيكون أمراً غير مسبوق ويقول مصدر في البنتاغون أن "الجنرالات" الأمريكيين يظلون عادة في الخدمة الى أن يتم عزلهم وزير الدفاع روبرت غيتس حذر بشكل متكرر من ضرب إيران ويسود الاعتقاد أنه يمثل وجهة نظر كبار القادة العسكريين·
وقد تزامن التهديد بموجهة من الاستقالة مع تحذيرات نائب الرئيس ديك تشني بأن الخيارات كلها بما فيها العمل العسكري تظل مفتوحة، وكان بذلك يرد على تصريح لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بأنه ليس من الصائب القيام بعمل عسكري ضد إيران·
تمرد
وفي هذه الأثناء يصر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على أن بلاده لن تتراجع خطوة واحدة عن مواقفها بشأن برنامجها النووي في الوقت الذي اعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران ستتمكن قريباً من انتاج اليورانيوم المخصب بما يكفي لصناعة قنبلتين نوويتين كل عام·
وقد حذر قائد الأسطول الخامس الأمريكي في منطقة الخليج بأن بلاده ستقوم بعمل عسكري إذا هوجمت السفن الأمريكية أو إذا تعرضت دولا في المنطقة الى التهديد أو إذا تعرض الجنود الأمريكيون لهجوم مباشر·
لكن الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة قال مؤخراً أن احتمالات الهجوم على ايران تصل الى الصفر وقلل من أهمية المزاعم الاستخباراتية بأن الحكومة الإيرانية مسؤولة عن تزويد المتمردين العراقيين بالعبوات الناسفة المتقدمة الصنع·
وقد أيدت الاستخبارات البريطانية هذه الاتهامات وقالت إن التورط الإيراني في العراق أكثر من واضح لكن هيلاري مان الخبيرة في الشؤون الإيرانية ترى أن هناك حالة خطرة من عدم التوافق على مستوى رفيع في الإدارة عكستها تصريحات بيس·
وعبرت مان عن مخاوفها من أن يسعى البيت الأبيض لاستفزاز إيران للقيام بخطوة تستخدم مبرراً لمهاجمتها، ويقال ان القوات الجوية الأمريكية هي الأكثر حماسا لتوجيه ضربة عسكرية لإيران فقد نقل عن قائد هذه القوات الجنرال مايكل موسلي قوله مؤخراً أن إيران هي الهدف الرئيسي المحتمل للطائرات الأمريكية·
وقال مصدر دفاعي بارز أن القوات الجوية يمكنها إلحاق ضرر كبير بإيران إذا لم تكن هناك خيارات أخرى لكن قادة الجيش يخشون من ردود فعل سلبية لأي هجوم على إيران على القوات الأمريكية في العراق ويقود الى المزيد من الهجمات الإرهابية وارتفاع أسعار النفط فضلا عن خطر اندلاع حرب إقليمية·
وتخشى بريطانيا أيضا من ان تنجرّ قواتها في العراق الى أي صراع أمريكي- إيراني بصرف النظر عن مشاركة بريطانيا أو عدم مشاركتها في الحرب·
ويقول أحد الجنرالات الذين شاركوا في "التمرد" الذي حدث ضد إدارة دونالد رامسفليد للحرب على العراق أنه يأمل بأن يقدم زملاؤه في التمرد السابق استقالاتهم في حال صدرت الأوامر بمهاجمة إيران، وحذر لا نريد اتخاذ اية مبادرة أخرى قبل أن نحسب تبعاتها على استراتيجيتنا جيداً·
عن: صنداي تايمز
