دعت رئيسة بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تحرك دولي وفوري من أجل وقف ما أسمتها عمليات قتل المدنيين في دارفور· واعتبرت جودي وليامز الحائزة على جائزة نوبل للسلام -والتي أصدر فريقها تقريرا يزعم بوجود حوادث قتل واغتصاب بالإقليم الواقع غرب السودان- أن الأمر يتطلب موقفا دوليا مماثلا للموقف الذي ساعد على إنهاء نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا· واتهم التقرير الخرطوم بتدبير "انتهاكات جسيمة والمشاركة في ارتكابها في دارفور" حيث تقول الأمم المتحدة إن حوالي 200 ألف شخص قتلوا منذ بدء تمرد عام 2003·
وتنفي الحكومة السودانية مسؤوليتها عن انتهاكات حقوق الإنسان، وتلقي باللائمة فيها على جماعات المتمردين· وقالت جودي -التي لم يتمكن أفراد فريقها إلا من السفر إلى تشاد المجاورة بعد رفض الخرطوم منحهم تأشيرات دخول- إنها لا تفهم كيف يمكن انتقاد نتائج التقرير بأنها "غير متوازنة"· وأضافت "هل يعني ذلك أنك إذا انتقدت الولايات المتحدة أو إسرائيل بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان فإن ذلك يكون أمرا متوازنا وموضوعيا ولكنك إذا ما انتقدت السودان على سبيل المثال فإن ذلك لا يكون متوازنا وموضوعيا"·
وأكدت وليامز أن البعثة حاولت عدة مرات سماع وجهات نظر الخرطوم، وقالت إن السودانيين "جعلوا من الصعب تكوين رأي جيد بشأنهم"· وأعلنت أنها لن تسافر إلى جنيف للمشاركة في جلسات المجلس إذا رفض التصديق على تقريرها الذي جاء في 35 صفحة· جاء ذلك في وقت وصفت فيه بريطانيا رسالة من الرئيس السوداني يفند فيها خطة نشر قوات للأمم المتحدة لحفظ السلام في إقليم دارفور بأنها "خطوة كبيرة للوراء" يجب أن يناقشها مجلس الأمن الدولي· واعترض الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب على إشارات لاقتسام الأمم المتحدة السيطرة على القوات مع الاتحاد الإفريقي الذي لديه 7000 جندي منتشرين في دارفور دون تمويل كاف وعرض البشير إجراء مزيد من المحادثات· وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة إيمر جونز باري "الرسالة محبطة جدا·· إنها خطوة كبيرة للوراء ومساوية لطلب إعادة التفاوض على بعض النقاط في العرض"· وتؤيد بريطانيا مثل دول أوروبية أخرى فرض عقوبات على السودان من المتوقع أن تعارضها روسيا والصين·
وقد دعا مندوب الصين لدى الأمم المتحدة الرئيس السوداني لتفسير رسالته الأخيرة· وقال وانغ جوانغيا إن السودان وافق في اجتماع عقد بأديس أبابا في نوفمبر الماضي على خطة من ثلاث مراحل لتعزيز القوات الإفريقية في دارفور بقوات أممية، مشيرا إلى أن رسالة البشير تخلط الأمور من جديد·
من جهته أوضح المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشيركن أن موسكو تدرس رسالة البشير، وتريد أن تعرف وجهة نظر بان كي مون فيها· ورجح تشيركن ألا تحمل الرسالة الرد الإيجابي الذي كان ينتظره الأمين العام للمنظمة الدولية، لكنه شدد على ضرورة السير قدما في الحوار مع الحكومة السودانية مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع هذه المسألة· أما القائم بالأعمال الأمريكي لدى الأمم المتحدة أليخاندرو وولف فأكد أنه لم يقرأ بعد رسالة البشير، لكنه قال إنه لم يتفاجأ بالمؤشرات الأولية التي تظهر ممانعة الخرطوم عن تنفيذ الخطة الأممية· وشدد على أن بلاده ستدرس ما إذا كان الوقت قد حان للمضي قدما في فرض العقوبات على السودان أم لا·