واشنطن: أقرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوجود عيوب في مجال حقوق الإنسان ولا سيما في إطار الرد على اعتداءات 11سبتمبر وذلك في تقريرها السنوي في هذا الشأن الذي أصدرته وزارة الخارجية مؤخرا·
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لدى عرض هذا التقرير: "إننا لا نصدر هذه التقارير لأننا نعتبر أنفسنا منزهين ولكن لأننا نعرف جيدا أننا غير منزهين"·
وأضافت الوزيرة الأمريكية أن "نظامنا الديمقراطي يجب أن يقدم كشف حساب لكنه ليس منزها"·
ولم تحدد رايس عيوب الولايات المتحدة لكن مساعدها لشؤون حقوق الإنسان باري لوينكرون أشار في مؤتمر صحافي الى الانتقادات التي تعرضت لها إدارة بوش في "حربها على الإرهاب" ولا سيما معتقل غوانتانامو في كوبا·
وقال لوينكرون "نقر بأننا نصدر هذا التقرير في الوقت الذي توجد فيه شكوك في حصيلتنا الخاصة والإجراءات التي اتخذناها للرد على الاعتداءات الإرهابية التي تعرضنا لها"·
وأضاف "سنواصل الرد على مخاوف الآخرين ولاسيما عن طريق التقارير التي نقدمها بموجب ما ترتبه علينا المعاهدات الدولية المختلفة من التزامات"·
وكانت الولايات المتحدة قد تعرضت لانتقادات شديدة ولا سيما من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بسبب معاملة المئات من المعتقلين المحتجزين بتهمة الإرهاب في معسكر غوانتانامو بلا محاكمة منذ حرب أفغانستان في نهاية 2001·
وتشمل هذه الانتقادات عمليات خطف الإسلاميين المتهمين بالإرهاب وإرسالهم الى دول أخرى يتعرضون فيها للتعذيب وأيضا وجود سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي·أي·إيه) في دول صديقة لإيداع سجناء متهمين بالإرهاب بل وتعذيبهم· وأضاف لوينكرون "أننا نتعهد بتحسين أنفسنا"·
وقال إن "القوانين والسياسات الأمريكية وقواعد الاعتقال ومعاملة السجناء المتهمين بالإرهاب وإجراءات عرضهم على القضاء تحسنت كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية"·
وأضاف أن "نظامنا الديمقراطي ليس معصوما وعليه أن يقدم حسابات: إن مجتمعنا المدني المهم وصحافتنا الديناميكية ووكالاتنا الحكومية المستقلة ونظامنا القضائي تشكل تصحيحا لهذه العيوب"·
ويعدد تقرير وزارة الخارجية السنوي عن حقوق الإنسان "قائمة سوداء" من ثماني دول بقيت فيها السلطة عام 2006 "مركزة في أيدي قادة ليس عليهم تقديم أي حساب" هي: كوريا الشمالية وبورما وإيران وزيمبابوي وكوبا والصين وبيلاروسيا وأريتريا·
