يا ناخب.. راقب نائبك

كيف تراقب ممثلك في البرلمان؟ سؤال قد يطرحه البعض عندما ينحدر مستوى الأداء البرلماني لبعض النواب في مجلس الأمة·· بالطبع لدى النواب أدوات دستورية وقانونية يستطيعون من خلالها مراقبة أداء الحكومة من خلال السؤال البرلماني ولجان التحقيق وطلبات مناقشة موضوع محدد ثم الاستجواب كحل أخير والذي أصبح هذه الأيام "أول الدواء"!!
مراقبة نواب مجلس الأمة سهلة جداً ولا تحتاج سوى مجموعة من الشباب الواعي الذي يتبرع بساعتين من وقته خلال أسبوع كامل وستكون النتيجة مبهرة حتما!·· ولكن كيف·
أولاً من المهم أن تأخذ إحدى جمعيات النفع العام "الدايخه" لدينا - طبعاً بعضها دايخ - هذه المهمة فيما يشبه مركز المعلومات يكون وقوده مضبطة مجلس الأمة فالمضبطة هذه فيها كنز من المعلومات التي يستطيع أي راصد للعمل البرلماني أن يستفيدها منها من خلال كشف مداخلات نائبه "إذا كان من الحاضرين أًصلا" للجلسات!! ومن خلال ذلك يستطيع أن يحدد طبيعة المداخلة وقيمتها السياسية والرقابية وعدد المداخلات خلال كل جلسة على حدة·
ثانياً يمكن معرفة إذا كان العضو قد حضر الجلسة أم اعتذر عنها وبالتالي سيتعرف خلال دور انعقاد كامل مدى التزام ممثله بحضور الجلسات·
يستطيع المراقب أيضا أن يكشف مدى مشاركة ممثله في الاقتراحات والتشريعات التي تقر وتدرج في المضابط من خلال متابعة اسمه فيما يطرح للنقاش سواء في الاقتراحات برغبة أو الاقتراحات بقانون وكذا مواضيع المناقشة·
أيضا من المهم متابعة الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" ففيها نشر لأسماء الأعضاء المتغيبين عن جلسات اللجان والتي لا تذكرها مضابط المجلس·
ومن خلال ذلك أيضا يتعرف المراقب أو الناخب على مدى التزام العضو الذي يمثله بالعمل داخل المطبح!!··· "مطبخ المجلس" أي اللجان وهي تسمية أطلقها نواب سابقون كناية عن ما تمثله اللجان من ورش عمل حقيقية للعمل البرلماني·
يمكن كذلك متابعة "سفرات" النواب للخارج في وفود الصداقة والوفود البرلمانية ومعرفة مداخلاته من خلال وثائق المجلس وهي متاحة وليست "سرية" ومن خلال ذلك يمكن كشف ما إذا كان للنائب أي نشاط سياحي على الهامش! هناك أمر مهم آخر ففي أي جلسة يتم فيها تصويت على مشروع معين يجب على المراقبين تتبع سلوك العضو التصويتي لأن بعض النواب يقعون في تناقضات بين تصويتهم وما يصرحون به في الدواوين والمنتديات كمثل الذي يعتبر المرأة "نصف" المجتمع وفي التصويت نجده لا يقدرها حتى بـ "ربع"·
ما ذكرته سابقا ليس صعباً ومن السهل تطبيقه من خلال توفير المعلومة من المجلس ذاته وتستطيع أي جمعية نفع عام أن تقوم بذلك ولا يحتاج الأمر إلا ساعتين من وقت خمسة أو عشرة من الشباب الفاعلين!
مظفر عبدالله
madrr@hotmail.com