مباراة تجمع فريقين من دون وجود حكم لإدارتها، فما العمل؟ أحد الفريقين قام بتكليف لاعب من فريقه لأداء هذه المهمة، وعندما شعر بخسارته وقرب نهاية المباراة، قرر أن يخرّب المباراة مطبقا مبدأ "علي وعلى أعدائي"·
السطور أعلاه ليست ملخصا لأحداث مباريات كانت تجرى على ملاعب دسمان في بداية الثمانينات، عندما كان الفوز على الفريق الذي يضم "المدلل" بمثابة إعلان حرب، قد يتسبب بتعرض لاعبي الفريق الفائز للضرب المبرح من قبل الفداوية بسبب جرأتهم على هزيمة فريق المدلل·
المباراة لا تزال تجرى بين قوى الفساد التي تغلغلت في الوسط الرياضي في السنوات العديدة الماضية وبين قوى الإصلاح التي لا تجد أي مساندة أو دعم حكومي·
بل إن الوزير المسؤول عن الرياضة ترك الحبل على الغارب، ومنح الصلاحية للخصم أن يكون حكما·
لاحظ مثلا تشكيل اللجنة الرباعية المسؤولة عن اتحاد كرة القدم حاليا، تتكون من أربعة أشخاص معروفين بولائهم التام لتيار اللجنة الأولمبية·
ولأنهم يعلمون أن مهمتهم ذات مدة زمنية محدودة سيحصلون بعدها على ما لذ وطاب، فتجد أنهم لا يمانعون حتى لو أدخلوا كرة القدم والرياضة الكويتية بشكل عام إلى نفق مظلم لا تعرف نهايته·
والسؤال هنا، أين دور وزارة الشؤون من كل ما يحدث، ولماذا تركت قرارات مهمة قد تصل إلى إيقاف النشاط الكروي في يد من يريد الانتقام من الرياضة بل وربما من الكويت ككل·
وقد يقول قائل إننا نبالغ في هذا الأمر، ولكن أقول إنكم لا تعلمون كيف يفكر الشقيق الأوسط، فهذا "الذيب" كما يسميه فداويته على استعداد حتى للوقوف أمام قرارات الكبار، طالما أنها تصب في مصلحة الكويت وليست في مصلحته· ولعلنا جميعا نعلم أن قرار ترشيح عضو من كل ناد لتكوين مجالس إدارات الاتحاد، جاء برغبة من سمو أمير البلاد حفظه الله، وبنظرة ثاقبة من سموه تهدف إلى إعطاء كل ناد فرصا متساوية في تشكيل الاتحادات· مشكلة هؤلاء الأشقاء أو الشركة كما يسميهم عبدالمحسن الفارس أو أبناء عم الشيخ سلمان كما يسميهم عبداللطيف الدعيج، إنهم يعتقدون أن الكويت وليست الرياضة فقد ملك شخصي لهم، لذا على الجميع أن ينفذ أوامرهم ويلبي طلباتهم، وإلا فالويل والثبور·
في السابق كنا نعتقد أنهم يريدون تكوين دولة داخل الدولة، ولكن ما يهمسون به أثبت أنهم يريدون أخطر وأكبر من ذلك··!
"شمشون يا شمشون"، هل تريد أن تهدم المعبد على من فيه، لأنهم فقط طالبوا بالعدالة ورفضوا الظلم، هل تريد أن تهدم الرياضة الكويتية على من فيها، لأنك فقدت كرسيك، هل أصبح هذا الكرسي يا شمشون أهم من مصلحة بلدك الذي أعطاك وأعطاك الكثير؟!
أفضل شيء في هذه القصة، أن وزير الشؤون الحالي ليس له علاقة البتة فيما يحدث، وكأن هذه المصائب تحدث في القطب الجنوبي·
وشخصيا أعتقد أن الوزير المذكور سيودع هذه الوزارة بالتشكيل الجديد للحكومة، ولا أعتقد أن سمو رئيس الوزراء سيختاره لأي وزارة حتى لو كانت البلدية·
فالوزير المذكور آثر السلامة، ونتمنى منه أن لا يحرج سمو رئيس الوزراء وأن يؤثر الجلوس في بيته، فاقتلاع الفساد يحتاج إلى من هو قادر على أداء هذه المهمة الصعبة·· والله المستعان·