رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

لنا ما لنا في أعوام الرمادة

                                                                 

 

محمد دلة*

الى سامي الحاج في شعب الجوع

 

سامي الحاج كان يرى الجيش من مسيرة ثلاثين فيلما، فغزا قوم من الأمريكان البلاد، فلما قربوا من مسافة كاميراه قالوا: كيف لكم بالوصول مع الحاج! فاجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجراً تستر كل شجرة منها الصاروخ والمجزرة·

أرى···

شجرا يجر البلاد بقمصان دمها

خيولاً لا تنهش المدى

مئذنة تتكسر في خوذة المنفى

أرى··

سرب القطا يرتق الحزن

يلج السماء مضفوراً بالقار

ممتثلا لسنابك الريح

وعهدي بالقطا تعصي قوادمها

أرى

مأرب خاتما في حذاء نيرون

وقباب الرمال خلخالا في ساق المجزرة

أرى

الكاميرا مسمولة النبض

مغمضة الجهات

أرى····

üüü

الكاميرا:

فيض يقين يصّعد في الروح

تفترس دخان العتمة ترصد سرد الذبح

منشور الدمع جناحان

عتبات الدم الموسيقي

شقائق أفيون

جيب الجنرال

ناطحات سفاح تتوالد···

هل تنسى؟

غصات اللحن في طاحونة مريم

والشوفان

يتسلق حكمتها

"ما في الوادي غير إناث الأحجار

"ما في الوادي غير مساء يتذكر

والطاحونة

لا تطحن إلا الريح

وهما كالغربة أشقر"

"صيحة رجس

داست كتف الجبل العالي

صفعت لوزة قلبي

وتناثر حبي

والطاحونة جوعي

هل نذرت صوماً؟

والطاحونة  عطشى

والنهر

سافر

والحزن

خامر موالي"

كنا

شبحا في خابية العتمة

كاميرا كانت

تحلمنا

تهمسنا

ترسمنا

صارت كلمة

لماذا رأىت

جرحك أعمى

لماذا دنوت

وغيبك خبز على مائدة الرعاة

لماذا تجوس بضوئك سترة الجنرال

دم الوقت بول الهزيمة، جمجمة العدو

أوسمة سرية

تقطر حرية

من استطاع

أن يحصي السهام في صدر المصحف

أن يلم من سلال المؤرخين

"كم مرة طلب الحسين صداقة الماء؟"

فليشهر سيف الضوء

ومن لم يستطع

فعليه بسارية الصوم

هندي أحمر يتجلى في تبغ خطوته

النيازك تحرس قبعته الأسطورية

الآلهة الطيبة

لم كتب في صفحته

إلا الشجر

افترشت قاع البحيرة

لتهمس الماء والحرية

الشمس تغمد نعاسه

وتنام في ساعديه

كلهاري نقش من نقوش حكمته

والنيل وشم في جبهته

فكيف يصدق أن ماجدونالد

يطابق صرخة المجدلية

هندي أحمر يتماهى في علياء يقظته

تغويه الكينا بالحناء

يعبر بالبهجة أضلاع الغابة

يقرع غصن الشجرة

صفارة التوجس

تتأول روح الغابة في سمرته المتشنجة السحابة

كان عنيدا

فسابق الرصاصة

وصلا معا

هي الى قلبه

وهو

وجبة طازجة في يد حارس السجن

يا قمري الأسمر، رقائق الشيبس قبعة فتاة هندية

أما الهمبورغر والخبز المحمص

لا شيء غير فروته في عيد الشكر

أعلن صومك، وليأخذوا الطعام للحرب المدللة

انشر عريك، وليدلقوا الثياب على عورة ثمثال الحرية

تنفس العطش لهم أن يشربوا الفرات

تيمم بذاكرة الحجر وليسدوا بوابة السماء بزيت الطائرات

نم على رصيف  الأسلاك الشائكة، ودعهم ينامون في مخدع الأنظمة

لهم أن يأكلوا أصابع الموسيقى ولك نشاز القنابل العنقودية

لهم أن يعلكوا جراحات الجلجلة ولك شبابيك الحزن في درب الآلام

لهم أن يعاقروا نطف الكاميرا، وأنت فلتزرع دالية الظل في مجامر الذاكرة

لهم أن يرقصوا على جثة الغابة ولك طقوس الدفن

وحدهم:

حفدة المارينز في نيويورك نحمل إليهم

رغيف المجدلية، فيصفعوننا برغيف الماجدونالد

ماجدونالد

يقبل عشاقه من أفواههم

يدشن فرعا جديداً

روما

بغداد

كابول

مجدل

لم تعد فروعك بحجم الشرف الدبلوماسي

لم تعد الوجبات نشرة جوية كاذبة

عباءة سوبر مان

رسائل بولس لا تغطي دبابة واحدة

فافتح فروعك

بالنابالم والقنابل الذكية

كاميراك

ليست ببغاء

ولست طاووسا نفطيا

يزدحم بالنساء والخصيان

فاشهر صومك

فالصوم رمادة

ولنا ما لنا في أعوام الرمادة

* شاعر وكاتب فلسطيني

طباعة  

ملامح جديدة للكتابة النسائية في الخليج
مبدعات شابات يكسرن النمط الاجتماعي ويحققن شهرة واسعة

 
إشراقة
 
طيور من كل الأرجاء
 
آداب عالمية