رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

طيور من كل الأرجاء

مع هبوط المساء تبدأ الطيور بالعودة الى أوكارها في الأشجار آمنة مطمئنة· شهدت في الأيام الخالية هذا المشهد  مرات عديدة إلا أنه لم يعد يغري بالاستعارة الآن حين بدأت تصلني مجموعات شعرية من مختلف أرجاء المعمورة فقلت هي طيور تود العودة الى أعشاشها أو هكذا تراءى الأمر مع انهمار هذا الحنين والشجن الذي تحتشد به لغة عربية قادمة من كل اتجاه·

في المشهد الحديث وليس في مشهد الأيام الخالية، لا تبدو هذه الطيور مطمئنة، يقلقها ما يقلق العصافير التي رأيتها تعود الى أشجارها المألوفة ذات مساء عاصف يجتاحه الريح والمطر، فما تلبث أن تتناثر طائرة ثم تعود  فتحط  على الأغصان، ولتتناثر مرة أخرى تكرر هذا المشهد وأنا أرقبه من مكاني الآمن محاولاً تفسير هذه الحركة العابثة: "العودة المستحيلة·· والإصرار على العودة"·

أصوات الأصدقاء الشعراء الذين يطبعون مجموعاتهم الشعرية في برلين  ولندن وباريس·· الخ، تماثل أصوات العصافير وهي تندفع متناثرة وحولها الريح والمطر ولكن على خلاف العصافير التي قد لا تعي ما يحدث، يعي الكثيرون ما يحدث فعلا: فقد اختل نظام الطبيعة·

في هذا الشعر المكتوب تحت  سماوات مختلفة  يصل صوت الحنين مختنقا مندهشا متسائلاً، تماما مثلما هو صوت العصافير المتصايحة التي تدفعها قوة غير منظورة بعيدا عن أعشاشها، فترتفع في الجو أو تتناثر في كل الجهات ثم تعود مرفرفة صائحة لا يصاب أحد باليأس، وخصوصا العصافير ولأن الشعراء، الشعراء فقط، أكثر الناس شبها بالعصافير، تظل قصائدهم تتموج  مندفعة الى الأرض الأولى والسماء الأولى تدفعها قوى غامضة ومجهولة بعيدا إلا أنها تعود مرة تلو المرة·

ليس نظام الطبيعة هو المختل  بل هذا المطر الأسود الذي ينهمر بشدة وهذه العواصف القاسية، وحين أعود الى مشهد الأيام الخوالي حين كان يهبط المساء، وتعود الطيور الى أعشاشها قادمة من كل الجهات وتدخل بين الأغصان ويهدأ كل شيء، أطمئن الى أن طيور الشعراء ستستقر أخيراً ولو بعد ألف عام·

محمد الأسعد

طباعة  

ملامح جديدة للكتابة النسائية في الخليج
مبدعات شابات يكسرن النمط الاجتماعي ويحققن شهرة واسعة

 
إشراقة
 
آداب عالمية
 
لنا ما لنا في أعوام الرمادة